كاتبة إسرائيلية: الإدمان على القتل… ليس هواية إسرائيلية بل مأساة وطنية

في مقال يحمل نبرة نقدية حادة وصرخة من قلب أمّ وناشطة، تناولت الكاتبة الإسرائيلية، ميكا ألموغ، واقع العنف والقتل الممنهج في الصراع المستمر جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مؤكدة أن “القتل ليس هواية إسرائيلية، بل إدمان جماعي خطير”.
وفي مقال بصحيفة “هآرتس”، استعرضت الكاتبة، ظاهرة اللافتات والملصقات المنتشرة في الفضاء العام الإسرائيلي، المليئة بأقوال ملهمة ووجوه شباب في مقتبل العمر، مصحوبة بكلمات عن الإلهام، الحب والعطاء. لكنها تشير بمرارة إلى المفارقة المؤلمة: “كل هؤلاء ماتوا”.
وتضيف: “هؤلاء لم يسقطوا، لم يُقتلوا في حادث عابر، بل قُدّموا كقرابين. الأم التي ربّت ابنها على المحبة والضمير، ترى في نهاية المطاف كيف تُستخدم هذه القيم ذاتها لتبرير موته باسم الحرب، وكأن لا خيار آخر”.
وتشير الكاتبة إلى أن الأمهات اللاتي يفهمن أن الحرب لا طائل منها، يتقبلن أن أبناءهن لا يستطيعون ترك رفاقهم في ساحة المعركة، مشيرة إلى أن القيم الجميلة التي غرستها الأمهات تُستخدم لتغذية آلة الحرب بدلاً من مواجهتها.
في وصف مرير، تتحدث عن أمل الأمهات الوحيد: “أن يقتل ابنها ولا يُقتل، فهكذا قد تستطيع إنقاذ ما تبقى من روحه… ولكن الكثير منهم يعودون موتى من الداخل”.
وترى الكاتبة أن إسرائيل كمجتمع دخلت مرحلة إدمان على القتل، موضحة أن “جميع علامات الإدمان واضحة: الألم، الإنكار، وهم السيطرة، والحاجة المتزايدة للمزيد”. وتشير إلى أن الأطفال يولدون في هذا الواقع، حيث يُغرس فيهم منذ الطفولة أن “القوة وحدها هي الحل”، مما يخلق أجيالًا لا تعرف طريقًا آخر.
وتنتقد الصمت الرسمي ومظاهر القمع السياسي، مثل اعتقال ناشطات بسبب قمصان تدعو لوقف الحرب، بينما يتم إسكات أصوات المعارضين وكأن الدعوة للسلام باتت خيانة.
في ختام مقالها، تصف الكاتبة ما يحدث بأنه يتطلب “تدخلًا عاجلًا” مثلما يحدث مع المدمنين، داعية كل من يحب هذه البلاد أن يقول لها: “كفى! نحن لن نسمح لكِ بالانتحار… لن نسمح لكِ أن تتحولي إلى ملصق على الحائط”.
وتناشد الآباء والأمهات ألا يقبلوا بواقع الموت كأنه قدر محتوم، بل أن يرفضوه ويطالبوا بواقع جديد يكون فيه السلام ممكنًا والإنسانية ضرورية.



