حصلت على “اللقب الثلاث”.. الداعية أسماء علي كريّم من عرابة تناقش “المنهج التربوي للإمام الشاطبي”

طه اغبارية
في إطار احتفاء موقع “موطني 48” بطلاب العلم من أبناء شعبنا في مختلف المجالات، عبر إعداد التقارير التي تسلط الضوء على إنتاجهم العلمي والدرجات العلمية التي حققوها، التقينا الداعية أسماء علي كريّم من مدينة عرابة، والتي حصلت مؤخرًا على الدكتوراة (اللقب الثالث) في مجال العلوم والتربية الإسلامية.
حصلت كريّم (37 عاما) على اللقب الثالث من كلية الدعوة الجامعية في إسطنبول (تركيا) وأشرف على رسالتها الأستاذ الدكتور مشهور فواز- رئيس المجلس الإسلامي للإفتاء في الداخل الفلسطيني.
وجرت مناقشة أطروحتها بتاريخ 14/12/2023، وتناولت: “المنهج التربوي للإمام الشاطبي في كتابيه الموافقات والاعتصام”. وفي السيرة الذاتية والعلمية، فإن د. أسماء متزوجة من الدكتور في علم الحاسوب مراد بدارنة ولهما أربعة من الأبناء، وحصلت على اللقب الأول من كلية الدعوة والعلوم الإسلامية في مدينة أم الفحم، في حين نالت اللقب الثاني (ماجستير) من جامعة القدس (أبو ديس)، وكانت رسالتها بعنوان: “الضوابط الشرعية لصناديق التقاعد والتوفير”.
وتنشط كريّم في مجال العمل الدعوي والتربوي في مدينة عرابة، لا سيّما العمل مع المجموعات التربوية في المساجد ومراكز تحفيظ القرآن الكريم.
حول مضمون رسالة الدكتوراة، تقول ل “موطني 48″، إنها تمحورت حول المسائل التربوية في علم السلوك، والتي تعرض لها الإمام الشاطبي مقارنة مع آراء المذاهب الأربعة، فيما يخص العبادات والذكر وضوابط حلقات الذكر إلى جانب المسالك الخاطئة في العبادات.
استغرقت الدراسة، ما بين انقطاع وتوقف بسبب تربية الأولاد- تقول كريّم- نحو 6 سنوات، وجدت خلالها كل الدعم والتشجيع من الزوج والأهل، مشيرة إلى أن زوجها يدعم طلبة العلم الشرعي وهو رجل معطاء، ويدعم كل فعل خير.
تؤكد أسماء كريّم أنّ مواصلة العلم الشرعي وتحقيق درجات علمية، ليس هدفا بحدّ ذاته، بقدر ما أنّ ذلك يعمق نظرة الإنسان في الكون ويوسع مداركه ويجعله أكثر معرفة واطلاعا، كما أن العلم الشرعي يجعل الإنسان أكثر تواضعا وبذلا لما فيه مرضاة الله ومصلحة العباد.
وشدّدت على أن طلب العلم يُحسّن مسارات الشخص التربوية ويجعله مثابرا ويمتلك الأدوات اللازمة لمعرفة الحقيقة انطلاقا من الاستناد إلى المراجع الفقهية والشرعية المعتبرة والموثوقة.
وأهدت السيدة كريّم إنجازها إلى زوجها وعائلتها وخصّت والديها، لا سيما الوالد الذي كما تقول حثّها على طلب العلوم الشرعية رغم أنها كان يمكن أن تدرس في أي مجال آخر.
كما أهدت درجتها العلمية إلى الدعوة المحلية في عرابة التي كانت خير داعم لها في جميع المجالات، كما تقول.
كذلك أهدت تحصيلها إلى الأستاذ الدكتور مشهور فواز والأستاذ الدكتور عبد الرحيم خليل على دورهما في تنشئتها الدعوية والتربوية.
في ختام لقائها مع “موطني 48″، أوصت السيدة أسماء كريّم، الدعاة والداعيات إلى بذل المزيد من الجهود والانخراط في الحقل الدعوي المنضبط والمنظم، محذّرة من الحماسة المفرطة التي قد توقع الأخطاء في المسيرة، كما دعت إلى تحفيز الكوادر والشباب والنهوض بهم على صعيد الثقافة الإسلامية والعمل التربوي الأمر الذي سيعود عليهم بالفائدة في ظل الواقع الحالي لمجتمعنا.



