أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

مقام النبي عكاشة والقبة القيمرية في القدس

يوسف فوزي كنانه
ثمة مكان جيد لفهم الحاضر، وطرح الاسئلة حول المستقبل، مع الرجوع إلى ذاكرة الماضي، وهو أديم الارض، مع السفر فوقها بأبطأ ما يمكن. عندما ظهرت في الأفق القبة البيضاء الناصعة التاريخية، أدركت أنني أقف أمام واجهة معلم إسلامي بحت، فكان ذلك في مدينة القدس الغربية، ففي حي النبي عكاشة العربي، والذي تم تهويده وطمس معالمه العربية الاسلامية في أعقاب النكبة سنة 1948، ومن ثم النكسة في عام 1967، فاستبدل المستعمر الصهيوني اسمه ليصبح اسمه حي مئه شعاريم.

فيه يسكن مقام يعرف باسم مقام النبي عكاشة، وبجواره قبة تاريخية قديمة تعود لبداية العهد الاسلامي المملوكي، فكيفما كتب عنها المؤرخ الاسلامي الحنبلي: أن القيمرية قبة محكمة البناء بظاهر القدس الشريف من جهة الشمال مما يلي الغرب، نسبتها لجماعة من الشهداء المجاهدين في سبيل الله قبورهم بها. وهم الأمير حسام الدين موسى بن ابي الفوارس توفي سنة 1250م، والأمير حسام الدين بن حسن القيمري توفي سنة 1262 م، والامير ناصر الدين محمد بن جابر بك أحد أمراء الطبلخانة بالشام وناظر الحرمين بالقدس الشريف والخليل توفي سنة 1374م.

وما يؤكد على هوية هذا المعلم العربي الاسلامي هو النقش الذي كان يزين القبر (هذا قبر الشيخ عبد الرحمن سعد كمال قشي لروحه الفاتحة سنة 1310للهجرة)، بالإضافة الى وجود نقش آخر يشير أن القبر هو: ضريح الصحابي عكاشة. فقد كتب عليه (لا إله الا الله محمد رسول الله، هذا ضريح سيدنا عكاشة صاحب رسول الله، لروحه الفاتحة) وسنة ترميم القبر 1380 في التقويم الهجري. وما يؤكد على هوية المكان والمعلم هو تقرير سلطة الاثار الإسرائيلية، حيث بعد تنفيذ حفريات تنقيب ودراسة في الموقع فقد تم العثور على فخار يعود الى العصر الايوبي والمملوك أي بين السنوات (1187-1516).
وتشير الوثائق التاريخية إلى أن هذا المعلم كان قد تعرض في يوم 27 آب من سنة1929 م، الى محاولة التفجير الذي نفذته قوات الاحتلال البريطاني، أما وضع المسجد اليوم فهو اسير داخل حي اليهود المتزمتين الحريديم مئه شعار، وكان المسجد قد تعرض للتدريس وحتى الحرق واضرام النار فيه مرارا وتكرارا. ولكن بفضل الله تعالى فان المقام والقبة القيصرية ما زالا صامدين. وهكذا يمكن التلخيص أن المقام والقبة يعتبران كشاهدين على عروبة وإسلامية المكان والجغرافيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى