كيف اخترق قراصنة هولنديون حساب ترامب على تويتر؟ وما هي كلمة سر الرئيس المفضلة؟
بعد 4 سنوات على اختراقهم لساعات حساب تويتر للرئيس الأميركي دونالد ترامب ظهر القراصنة الهولنديون أخيرا على الإعلام الهولندي لاستعادة التفاصيل الأولى لذلك اليوم المثير، وكيف كان بإمكانهم التلاعب بمحتوى الحساب، والاطلاع على الرسائل الخاصة التي يرسلها ويستلمها ترامب على موقعه المفضل تويتر.
لم يشأ القراصنة الإفصاح عن أسماء عوائلهم عندما ظهروا في أحد البرامج الحوارية، التي تعرض على الشاشة الأولى للتلفزيون الهولندي الحكومي، وفضلوا التعامل بأسمائهم الأولى، أو الأسماء العديدة لمجموعتهم؛ ومنها “القراصنة الأخلاقيون”، “كبار السن الغاضبون”، والأخير يشير إلى أعمار القراصنة، حيث تتجاوز أعمارهم 40.
وتعود القصة إلى عام 2016، في أثناء السباق الرئاسي المحتدم بين دونالد ترامب ومنافسته هيلاري كلينتون، حيث كان ترامب يدير معظم حملته الانتخابية عبر حسابه على موقع تويتر.
لم تكن المجموعة الهولندية تخطط لاختراق حساب ترامب، فهو لم يكن معروفا كثيرا بينهم، وكان الاعتقاد السائد حينها أن ترامب لن يفوز أبدا بالانتخابات الرئاسية؛ بيد أن فضول المجموعة دفعها في النهاية إلى اختراق الحساب والسيطرة عليه لساعات.
ويدعي أفراد المجموعة أنهم لم يفكروا حينها بفتح رسائل الرئيس الخاصة على حسابه على تويتر، أو نشر منشورات دعائية؛ لأن هذا يتنافى مع مبادئهم، إذ إنهم يصفون أنفسهم بالقراصنة الأخلاقيين، الذين يساعدون الشركات على حماية بياناتها من القراصنة “الخارجين على القانون”، كما فعلوا عام 2012، عندما ساعدوا الموقع الشهير “لينكد إن” (linkedin)، بعد تسرب بيانات مستخدميه في حادثة معروفة.
وعرض القراصنة صورة شاشة لحساب ترامب من الداخل، التي تبيّن أنهم دخلوا فعلا لحساب ترامب، حيث تكشف الصورة الإمكانات المتوافرة لنشر منشورات، أو تغيير صورة صاحب الحساب.
وكشف أحد أفراد المجموعة أنهم فكروا للحظات بنشر منشور على حساب ترامب يدعون فيه لانتخاب هيلاري كلينتون قبل أيام فقط من موعد الانتخابات، إلا انهم عدلوا عن تلك الفكرة سريعا.
ولعل المفاجأة في قصة حساب ترامب على تويتر هي كلمة السر التي كان يستخدمها، إذ كشف القراصنة الهولنديون أنه كان يستخدم عبارة “أنت مطرود” (you are fired)، وهي العبارة الشهيرة التي كان ترامب يرددها كثيرا لطرد المتنافسين في برنامجه التلفزيوني “المتدرب” (The Apprentice) الذي عرض بين عامي 2004-2017.
واستخدم ترامب كلمة السر ذاتها في حساباته العديدة على الإنترنت، ومنها موقع لينكد إن.
وعلى الرغم من أن مجموعة القراصنة لم تحاول استغلال اختراق حساب ترامب لغايات أخرى عدا تبيان ضرورة تحصين حسابات المستخدمين على الإنترنت، إلا أنهم عاشوا الخوف من العقوبات أو الخطف في السنوات التي أعقبت تولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة.
وحتى عندما سافرت المجموعة للمرة الأولى إلى الولايات المتحدة، بعد عملية اختراق حساب ترامب، للمشاركة في مؤتمر خاص بالاختراق الإلكتروني نُظم هناك، فضلوا السفر بشكل منفرد، ولم يركبوا الطائرة ذاتها.
كما أنهم وقبل سفرتهم تلك، أخبروا عوائلهم في هولندا للمرة الأولى عن حادثة اختراق حساب ترامب، خوفا من أن يختفوا في الولايات المتحدة.
ومن المعروف أن الكثير من شركات التكنولوجيا العملاقة تستعين بخبرات القراصنة الإلكترونيين الشرعيين لتحصين أنظمة الحماية لديها، وتدفع لهم مبالغ كبيرة لحمايتها من القراصنة غير الشرعيين.