عيب يا توما

عبد الإله المعلواني
على إثر رفض جماهيرنا الكادحة بنسبة كادت أن تكون إجماعا لدعم طحينة الأرز للشذوذ الجنسي، أطلت علينا عايدة توما سليمان بتغريدة مضطربة بتاريخ 9/7/2020 باللغتين العربية والعبرية، باذلة جهدها-عبثا- للدفاع عن موقف طحينة الأرز الداعم للشذوذ الجنسي، وللدفاع عن الشواذ جنسيا، وحول هذه التغريدة المضطربة أسجّل هذه الملاحظات مؤكدا سلفا أن هذا ليس بجديد على توما:
1- في سياق تغريدة توما، تنكرت توما لوجود ثوابت إسلامية عروبية فلسطينية تعضّ عليها جماهيرنا الكادحة بنواجذها، وهذه الثوابت هي التي دفعت هذه الجماهير لإعلان رفضها لدعم طحينة الأرز للشذوذ الجنسي، وهي التي دفعت البعض من هذه الجماهير لإعلان مقاطعتها لطحينة الأرز. توما تنكرت لكل ذلك، وبدل أن تبدي احترامها لثوابت هذه الجماهير الكادحة وحقها الأبدي بالتمسك بها والدفاع عنها، نعتت هذه الجماهير بأنها تضطهد الآخر وتستضعفه وتهدده وتمارس سياسة التمييز ضده، ثم بعد كل هذا السيل من الشتائم التي نعتت بها هذه الجماهير الكادحة-ذكورا وإناثا- ختمت تغريدتها قائلة (في بستان التعددية هناك متسع لجميعنا، وعلينا أن نتذكر دائما أن المساواة هي المساواة هي المساواة)!!.
فعن أي (بستان تعددية) وعن أي (مساواة) تتحدثين يا توما، وقد رجمتِ جماهيرنا الكادحة بهذا السيل من الشتائم لا لسبب إلا لأنهم يتمسكون بثوابتهم ويدافعون عنها، وإلا فإنه لا يوجد لديهم في الأصل أي عداء شخصي مع طحينة الأرز، ولا يوجد لديهم في الأصل أي عداء ضد أي شاذ أو شاذة جنسيا، ولكنهم يرفضون دعم طحينة الأرز للشذوذ الجنسي ويرفضون الشذوذ الجنسي لأنه يصادم ثوابتهم!! فلا أدري هل تريدين يا توما أن تجردي هذه الجماهير من ثوابتها، وهل تريدين يا توما مواصلة وصم هذه الجماهير باضطهاد الآخر واستضعافه وتهديده والتمييز ضده لأن هذه الجماهير تصر على الانتصار لثوابتنا الإسلامية العروبية الفلسطينية؟ عيب يا توما!!
2- تعترفين يا توما في تغريدتك المضطربة أن جماهيرنا الكادحة التي هبّت للانتصار لثوابتنا الإسلامية العروبية الفلسطينية تشكّل (الأغلبية) عندما قلتِ: (خطاب الأغلبية السائد) ومع ذلك فإن هذه الأغلبية لا تستحق الاحترام في نظرك إلا في يوم انتخابات لعبة الكنيست كي تربحين أصواتها، وإلا فإن كل انتمائك الحزبي وكل الجمعيات النسوية التي تتغنين بشعاراتها الشاذة لا يملكون القدرة العددية لإيصالك إلى مبنى الكنيست السرابي الموهوم، ومع ذلك تتبجحين في سياق هذه التغريدة كأنك أنت لوحدك، وكأن طحينة الأرز لوحدها من تتحلون بالإنسانية واحترام حقوق الإنسان، وأمّا هذه الجماهير الكادحة المتجذرة في أرضها وبيوتها ومقدساتها والمتمسكة بكل ثوابتها فهي لا تستحق في نظرك إلا هذا السيل من شتائمك التقليدية الكاسدة، عيب يا توما.
3- هل تظنين يا توما أن تلاعبك بألفاظ اللغة العربية وتسميتك لفاحشة الشذوذ الجنسي بالمثليين، سيخرجك من دائرة إعلانك الحرب على ثوابتنا الإسلامية العروبية الفلسطينية؟! اعلمي يا توما أنك عندما تواصلين السعي الباطل لشرعنة الشذوذ الجنسي فإنما تعلنين حربا على إنجيلك الذي يحرّم هذا الشذوذ وينهى عنه، وتعلنين حربا على نبي الله عيسى بن مريم عليه السلام، وعلى أمه البتول مريم عليها السلام التي قال فيها القرآن الكريم: (وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهّرك واصطفاك على نساء العالمين) -آلـ عمران (42). والتي قال فيها القرآن الكريم (ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدّقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين) – التحريم (12)، فهي أمّنا مريم رمز الطهر والحصانة كيف لهذه الصفات السامقة التي تتحلى بها أن تلتقي مع الدعوة إلى الشذوذ الجنسي، وهل كان ينقص نبي الله عيسى بن مريم، وهل كان ينقص أمّنا مريم إنسانية وانتصارا لحقوق الإنسان، لأن الرسالة التي جاء بها نبي الله عيسى عليه السلام من عند الله تعالى تحرّم الشذوذ الجنسي وتنهى عنه؟! عيب يا توما.
4- إن علاقتنا مع كل الأنبياء عليهم السلام حدّدها القرآن الكريم في قول الله تعالى: (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير) – البقرة (285)، فنحن نؤمن بنبي الله موسى وعيسى عليهما السلام كما نؤمن برسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ونحن نؤمن أن الله تعالى أنزل على نبي الله موسى التوراة وأنزل على نبي الله عيسى الإنجيل، كما ونؤمن أن القرآن الكريم والسنة هما المصدران الأساسان لعقيدتنا وعبادتنا وشريعتنا وأخلاقنا، وهما المصدران الأساسان لميزان الحلال والحرام في مسيرة حياتنا حتى قيام الساعة، وما حرّماه علينا نحرّمه على أنفسنا، وما نهيانا عنه ننتهي عنه، وما قالا عنه فاحشة أو كبيرة، نقول عنه فاحشة أو كبيرة بلا تردد، فهو القرآن الذي حكم في الشذوذ الجنسي، وقال عنه (فاحشة) في قول الله تعالى: (ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين (80) إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون (81))- الأعراف. وعلى هذا الأساس فإن الشذوذ الجنسي في نظرنا فاحشة، ومن يرتكبه يرتكب فاحشة، ومن يدافع عنه فهو يعلن حربا على القرآن الكريم. وكل تبرير لشرعنة الشذوذ الجنسي بادعاء الإنسانية وحقوق الإنسان وتقبل الآخر والمساواة هو تبرير مرفوض لأنه يصادم القرآن الكريم، ويكفي بذلك سببا كي نرفضه وأن نقول بملء فمنا: إن تغريدتك التي تدعو إلى شرعنة الشذوذ الجنسي يا توما تصادم القرآن الكريم كما أنها تصادم إنجيلك!! عيب يا توما.
5- ادّعاؤك يا توما في تغريدتك أنه من باب الإنسانية وحقوق الإنسان وتقبل الآخر والمساواة يجب شرعنة الشذوذ الجنسي هي مجرد هرطقات باطلة!! وإلا هل يجوز باسم هذا الادعاء في تغريدتك المضطربة أن نشرعن حق البعض منّا في الانتحار؟! أو حق البعض منّا في تجارة المخدرات وتعاطيها؟! أو حق البعض منّا في تجارة بنات الهوى وتجارة السلاح؟! الجواب واضح إن من الجنون أن نشرعن أيّ من هذه الموبقات، إذن لماذا هذه الانتقائية الباطلة أصلا ومحاولة شرعنة الشذوذ الجنسي الذي هو جزء من هذه الموبقات؟! هل هناك موبقات شرعية وأخرى باطلة؟! عيب يا توما!!
6- إن من أعجب ما وجدت في تغريدتك يا توما قولك فيها: (ومن الأجدر بنا توجيه خطابنا ضد الجريمة المنظمة وتفشي العنف في مجتمعنا)!!، ألا تعلمين يا توما أن محاولة إشاعة الشذوذ الجنسي المنظم فينا هو إشاعة للجريمة المنظّمة؟!، لأنه لا فرق بين السلاح الذي يزهق أرواحنا وبين الشذوذ الجنسي الذي يزهق ثوابتنا وقيمنا وهويتنا وانتماءنا، فالسلاح هو أداة الجريمة المنظمة ضد أرواحنا، والشذوذ الجنسي هو أداة الجريمة المنظّمة ضد ثوابتنا وقيمنا وهويتنا وانتمائنا، وكلاهما يقود إلى تفشي العنف في مجتمعنا، سواء كان عنفا جسديا أو عنفا كلاميا، وإلا أليست الخيانة تقود إلى العنف لأنها تفكك تماسك مجتمعنا؟! أليست السوق السوداء تقود إلى العنف لأنها تدمر نسيج مجتمعنا؟! أليست سمسرة الأراضي تقود إلى العنف لأنها تضيع أرضنا رمز صمودنا؟! بناء عليه، أليس الشذوذ الجنسي يقود إلى العنف لأنه يدمّر ثوابتنا وقيمنا وهويتنا وانتماءنا؟! فلماذا هذا التفريق في تغريدتك يا توما بين جريمة منظّمة وجريمة منظّمة؟! وبين عنف وعنف؟! لماذا هذه المكابرة يا توما؟! عيب يا توما.
7- إن هذه الجماهير الكادحة التي صوّتت لك في لعبة الكنيست يا توما كانت تظن أنك وسائر أعضاء القائمة المشتركة سترفعون عنها ظلم المؤسسة الإسرائيلية، وستردون لها أرضها، وستمنعون هدم بيوتها، والقائمة طويلة.. ولكنكم فشلتم في كل ذلك، ويا ليتكم لو فشلتم فقط، بل ها أنت قد استغللت أصوات هذه الجماهير الكادحة ودعمت مع بعض أعضاء الكنيست العرب تشريع قانون في الكنيست يدافع عن الشذوذ الجنسي، وها أنت استغللت هذه الأصوات وشاركت في مظاهرة حيفا قبل عام بصفتك كعضو كنيست دفاعا عن الشذوذ الجنسي، وها أنت تصرين على استغلال هذه الأصوات في هذه التغريدة المضطربة!! وهذا يعني أن دفاعك عن الشذوذ الجنسي لم يكن مجرد موقف عابر، بل بات منهجا في مسيرة حياتك، وهو ما يعني مواصلة استغلال أصوات هذه الجماهير الذين منحوك هذا اللقب الموهوم (عضو كنيست) فلماذا هذا العقوق لهذه الجماهير وثوابتها يا توما؟! عيب يا توما!!
8- أنا على يقين أنك قرأت ردود فعل جماهيرنا الكادحة على تغريدتك وعلى تغريدة أيمن عودة؟! فما هي خلاصة هذه الردود التي تكاد تكون بإجماع كل جماهيرنا في الداخل الفلسطيني؟! خلاصة هذه الردود تقول إن جماهيرنا مع ثوابتها وأنت ضد هذه الثوابت!! وخلاصة هذه الردود تقول إن جماهيرنا في واد وأنتما في واد آخر ومن العيب أن تدّعيا أنكما تمثلان هذه الجماهير!! وخلاصة هذه الردود قد أبدت أسفها لأنها صوّتت لكم في الكنيست!! ثم بعد كل ذلك لا تزالين تماحكين يا توما!! عيب يا توما.
9- ثم أؤكد وأقول: كما أن لعبة الكنيست هي وهم أصلا، فإن ادّعاء أن القائمة المشتركة هي مشروع وحدة وإرادة شعب ومشروع وطني هي وهم كذلك، فها هي إرادة الشعب تعلن أسفها على التصويت للقائمة المشتركة!! وهل المشروع الوطني أن يدعو إلى الشذوذ الجنسي ومصادمة الثوابت الإسلامية العروبية الفلسطينية؟! وإلى متى يمكن أن تستقيم وتستمر وحدة الكراسي الكنيستية على حساب الثوابت والقيم والهوية والانتماء؟!
رغم أنني ضد لعبة الكنيست أصلا إلا أنه يؤلمني أن يكون أيمن عودة وعايدة توما حصلا على منصب (عضو الكنيست) الوهمي بفضل أصوات مؤمنين متمسكين بكتابهم سواء كان القرآن أو الإنجيل من الأهل المسلمين والمسيحيين، وبفضل أصوات مصلين ومصليات في المساجد أو الكنائس، وبفضل صائمين وصائمات، ومزكّين ومزكّيات، ومعتمرين ومعتمرات، وحجاج وحاجات، فأرجو أن ألا يكون من صوّت لهما قد شاركهما إثم الدفاع عن الشذوذ الجنسي.


