أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمحليات

مراسم صلح في عارة: الـ جزماوي والـ حمدان يطوون صفحات الماضي ويتفقون على التصدي للشر ونشر الخير

ساهر غزاوي
شارك المئات من أهالي عارة وعرعرة والمنطقة والداخل الفلسطيني، عصر اليوم السبت، في حفل مراسم الصلح بين الـ جزماوي والـ حمدان، على خلفية نزاع وخصومة بينهما.
وأقيم حفل مراسم الصلح في ساحة المدرسة الإعدادية في بلدة عارة، في ظل أجواء سادها التسامح والمحبة، فيما اُتفق بين الطرفين على طيّ صفحات الماضي والتصدي للشر ونشر الخير والتسامح بين أبناء البلدة والواحدة.
وشهدت المراسم كلمات لكل من: المحامي مضر يونس، رئيس المجلس المحلي في عارة عرعرة، السيد محمد بركة، رئيس لجنة المتابعة، السيد أبو رياض شتيوي، رئيس لجنة الإصلاح القطرية، والشيخ نضال أبو شيخة، رئيس لجنة الإصلاح المحلية، وكلمات ممثلين عن الـ حمدان والـ جزماوي، فيما تولى إدارة حفل مراسم الصلح، الشيخ عبد الفتاح يونس.
واستهل حفل مراسم الصلح بآيات عطرة تلاها المقرئ الشيخ محمد مصطفى محاميد. واستهل عريف الحفل الشيخ عبد الفتاح يونس، حديثه مستشهدا بآيات من القرآن الكريم والأحاديث النبوي الشريفة وقال: “إن من أخلاق النبيين والصديقين البشاشة إذا تراؤوا، والمصافحة إذا تلاقوا، ويقول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام: (ما من مسلميْن يلتقيا ويتصافحا إلا غفر الله لهما قبل أن يفترقا). فيا أيها الحضور الكرام يا أيها الناس يا أيها المسلمون ما أبهج الحياة يوم أن نعيش في وسط محب مألوف، وما أصعب الحياة حينما نشعر أننا نعيش في بيئة معادية، ما أعظم هذا اللقاء وما أمتعه، فحياتنا دقائق وساعات فهي قصيرة فلنملأها محبة وتسامحا وذكرا”.
وأضاف إن “قرية عارة تشهد اليوم فرحا وعرسا ومهرجانا كبيرا نعرب عن الاعتزاز والفخر بالتئام الأهل من العائلتين الكريمتين في لقاء مبارك يطوون فيه صفحة الماضي ويتصافحون إيذانا باستئناف علاقة الإخوة والمحبة فيما بينهم، نعيش اليوم فرحا لا يوصف فباجتماعكم هذا واتفاقكم هذا قد أعدتم لنا السِلم الأهلي والأمن والأمان والاستقرار وأدخلتم السرور علينا فنيئا لكم ولنا ذلك”.

هنيئا على ترسيخ الأمن وحفظ الحرمات
الشيخ نضال أبو شيخة، رئيس لجنة الإصلاح المحلية، استهل كلمته بتلاوة الآية الكريمة (فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم)، وقال “فمن أخلاق الإسلام وصنائع المعروف الصلح بين الناس إذا تقاطعوا، والصلح بين الناس إذا تخاصموا وإذا اختلفوا. والصلح بين الناس قطع أسباب الضغائن والشحناء وقطع أسباب الفتن والبغضاء، فالإصلاح ذات البين، هو إزالة أسباب الخصام والنزاع بالتسامح والعفو أو بالتراضي”.
وتابع، “إن سبيل الإصلاح عزيمة راشدة، وفيه خيّره وإرادة مُصلحة، صاحبها يسعى لمجتمعه ولأمته بالأمان والاطمئنان والسلامة والخير. فالإصلاح ذات البين دين، وصمام الأمان للمجتمع وهو البوصلة لعدم فقدان القيم والأخلاق وعدم الانحراف. كما هو العدل أو التعديل ووضع الأمور في نصابها، والإصلاح هو الضمان لعدم الظلم والتعدي”.
وبين أبو شيخة أن “الصلح ذاك الذي يبادر ويبذل الجهد من جاهه وحاله ووقته ليصلح بين المتخاصمين ويحمل صاحب هذه الهمة هموم مجتمعة ويحمل في قلبه الحب والسلامة لأبناء مجتمعه. فهنيئا لهذا المصلح على هذا الغمار وعلى هذه المعركة، معركة الوعي والتغيير، وهنيئا له على ترسيخ الأمن والأمان وافشاء المحبة والتسامح والسلام، وهنيئا له على حفظ الحرمات وعلى هذا الصبر”.
وخاطب الشيخ نضال الـ جزماوي والـ حمدان قائلاً: “يا أهلنا المتصالحين، يا أهلنا المتسامحين والمتغافرين، لقد رفعتم رؤوسكم عالياً ولقد ناطحت رؤوسنا عنان السماء افتخارا وإكباراً وإجلالاً بكم، ولا تسعنا الفرحة ولا تسعنا الدنيا بطولها وعرضها ليغمر قلوبنا سعادة وأعيننا دموعا وأرواحنا سروراً على هذا التحمل وعلى هذه المسؤولية”.
وقال إن مراسم الصلح بين أخوة من آل حمدان وآل جزماوي، في هذا اليوم تاريخي هو بمثابة عرس، وهذا مهرجان أخلاقي الذي يرسم في بلدنا الأصيل والذي يجسد مواقف الرجال الأبطال، الذين عزموا على الصلح، وانتصروا على الأهواء والضغائن”، مضيفا، “هذا المشهد يتمثل فيه آيات سماوية في العفو والمسامحة، مشهد كبير يليق بأصحاب العائلات المتصالحة وليلق ببلدنا ومجتمعنا، فلنصور هذه اللوحة وهذه الصورة وننشرها في كل الفضاءات وفي كل الوسائل، لنعبر عن جمال مجتمعنا وجمال رجالنا وأصالته وجمال المواقف المشرفة”.
وفي ختام كلمته، حيّا الشيخ نضال أبو شيخة، رئيس لجنة الإصلاح المحلية كل من حضر وشارك وساهم وسعى بالسر والعلن بإنجاز هذا الصلح وخص بالذكر أمساء لشخصيات من رجالات الإصلاح وغيرهم ممن كان لهم الدور الكبير في الوصول إلى مثل هذه اللحظة.

اجتمع الاخوة ليتمموا مكارم الاخلاق
وفي مستهل كلمة لرئيس لجنة المتابعة، الأستاذ محمد بركة، شكر فيها لجنة الصلح المحلية التي عملت ودأبت حتى وصلنا إلى مثل هذا اللحظة ومثل هذا اليوم الذي اجتمع فيه الاخوة ليتمموا مكارم الاخلاق وليطردوا ساعة الشيطان من ظهرانيهم، كما قال.
وخصّ بركة بالشكر رئيس مجلس محلي عارة وعرعرة، المحامي مضر يونس، ” الذي لم يأل جهداً من أجل دعم ومواكبة مساعي الصلح للوصول إلى هذه اللحظة المباركة”.
وأردف قائلاً، “أهنأكم جميعا، وكم انا شخصيا مسرور عندما أرى أبناء البلد الواحد ويسّر القلوب يجتمعون بعد سوء فهم كان مكلفا وكان غاليا”، مضيفا “كما نحزن جميعا عندما نواكب أحداثا تضرب مجتمعنا بعصب الأكثر حساسية وهو أمنه واستقراره”.
وقال، “ساعة النزاع هي ساعة بؤس ليس للمتداخلين في هذا البؤس، إنما لكل مجتمعنا، اليوم نتمم مكارم الاخلاق ونضرب مثلا كيف نضرب ساعة الشيطان من حياتنا وكيف نرجح العقل والسلم والتصالح والصفح الجميل”.
واستشهد رئيس لجنة المتابعة في ختام كلمته بحديث نبوي شريف الذي يتحدث عن أهمية إصلاح ذات البين، قائلاً إن الرسول صلى الله عليه وسلم قدم اصلاح ذات البين على الصلاة والصوم والصدقة لأهميتها في حياتنا الاجتماعية.

حضور واسع يعبر عن رغبته بالصلح
وتحدث رئيس مجلس محلي عارة وعرعرة، المحامي مضر يونس مثنيا على الـ جزماوي والـ حمدان في تعاونها مع لجنة الصلح المحلية وقال، “لقد عملت العائلتان الأصيلتان بعون الله وفضله وفضل رجالات الإصلاح الأخيار على وأد الفتنة في مهدها وطيّ صفحة النزاع والخصام حفاظا على الوحدة وحماية للنسيج الاجتماعي والسلم الأهلي في هذا البلد الحضاري الطيب أهله، عملا بقول تعالى (وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)”.
وأضاف يونس، بوركت العائلتان اللاتان اعتمدتا أسلوب التسامح والتواصل والتراحم وبورك في كل انسان أسهم في هذا الصلح العظيم وأخص بالذكر أعضاء لجنة الإصلاح المحلية في عارة وعرعرة، وبورك هذا الحشد الواسع من الحضور الذي يعبر بحضوره ومشاركته عن رغبته ورغبات أهل بيته وبلده في عقد راية الصلح، راية الصفح والعفو، راية التعاون على البر والتقوى”.

التربية أساس كل خير
وتحدث الحاج أبو رياض شتيوي، رئيس لجنة الإصلاح القطرية، مثنيا في كلمته على بلدة عارة قائلاً: “إن هذه البلدة الطيبة سجلت موقف نحن نفتقر إليه كثيرا في الفترات الأخيرة، وأنا منذ 70 سنة وانا في الإصلاح، لكن في السنوات الأخيرة لاقينا صعوبة كثيرا في عملنا في لجان الإصلاح ويعود ذلك لضعف في التربية، لذلك لا بد من التشديد على موضوع التربية لأنها أساس كل خير. مضيفا “الحمد لله الذي أنعم على هذه الأمة بالإسلام والإيمان، هذه البلد الطيبة عارة وأهلها الطيبين هم المثل الأعلى لمجتمعنا والحمد لله أننا وصلنا إلى هذه اللحظة بجهد رئيس المجلس المحلي ولجنة الصلح المحلية على ما قاموا به للصلح بين العائلتين، وكذلك الشكر موصول للعائلتين آل جزماوي وآل حمدان على تجاوبهما مع لجان الصلح”.

صفحة جديدة بعيدة عن النزاع والخصام
وممثلا عن عائلة جزماوي تحدث المحامي إبراهيم مسعود جزماوي وقال في كلمة مؤثرة، “أجتهد أن تكون كلمتي من القلب إلى القلب في بساطة أهل عارة المعروفة والمعهودة للجميع، أتقدم بالشكر إلى جميع من عمل وساهم في إنجاح هذا الصلح المبارك وأخص بالذكر الضيوف الكرام الذين أتوا من خارج البلدة تاركين أعمالهم والتزاماتهم وتشرفنا بهم في بلدهم الثاني، واسمح لنفسي أن اتحدث باسم بلدي وباسم الحضور وأقول لضيوفنا: اليوم في ليس عارة عائلة حمدان وعائلة جزماوي وعائلة يونس ومصاروة، أنا ابن كل عائلات هذه البلدة وكلنا عائلة واحدة”.
وتابع “هذه النزعة القبلية غير مقبولة وهي نتنة كما وصفها الرسول الكريم في الحديث الشريف، نحن كنا في بيت واحد وسنعود اليوم إلى بيت واحد كما كنا، آل حمدان كانوا جزءا لا يتجزأ من آل جزماوي وآل جزماوي كانوا أيضا جزءا لا يتجزأ من آل حمدان والغيمة العاقر التي مرت فوق بلدتنا مرت بسلام وتعلمنا من الاحداث التي حصلت وستعود الالفة والمحبة بيننا”.
وفي كلمة وجهها للشباب قال المحامي إبراهيم جزماوي، “إننا امة مستهدفة ومخطط لنا أن نقع غياهب واتون الظلام والخراب في كل مجتمعنا للأسف، لذلك أقول للشباب عارة كانت بلدة محبة وبيت واحد وعائلة واحدة وأنتم أيها الشباب عليكم أعادة عارة على ما كانت عليه”.
بينما تحدث ممثلا عن آل حمدان السيد محمد محمود حمدان وتقدم باسمه وباسم عائلته وباسم بلدة عارة بالشكر الجزيل لكل من عمل وساهم في إتمام صلح الخير بين العائلتين. وشدد في كلمته على الصلح والسلام والتصافح، وفتح صفحة جديدة بعيدة عن النزاع والخصام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى