مفاوضات مكثفة بين نتنياهو وغانتس قبل نهاية مهلة تشكيل الحكومة
تتواصل المفاوضات الحثيثة بين رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو وزعيم حزب “كاحول لفان” الجنرال بني غانتس، لتشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة، مع اقتراب انتهاء المهلة الرسمية الممنوحة للجنرال غانتس عند منتصف ليل اليوم الإثنين.
وتسارعت وتيرة المفاوضات بين الطرفين منذ أمس الأحد، بعد أن أعلن الرئيس الاسرائيلي رؤوفين ريفلين أنه لا يعتزم تمديد مهلة التكليف الممنوحة لغانتس، وأنه في حال لم يتوصل الطرفان إلى اتفاق حتى منتصف ليل الإثنين، فإنه سيعيد التفويض للكنيست.
وفي حال قام الرئيس الإسرائيلي فعلاً بتحويل التكليف للكنيست، فإن ذلك يعني منح الأخير مهلة 21 يوماً لاختيار عضو كنيست يملك تأييد 61 نائباً لتشكيل حكومة جديدة، وإذا تعذر ذلك يتم التوجه لانتخابات رابعة.
وتتضارب الأنباء والتقارير في وسائل الإعلام الإسرائيلية حول حقيقة المفاوضات الجارية، ومدى القدرة على التوصل إلى اتفاق بين نتنياهو وغانتس لتشكيل حكومة جديدة. وأجمعت التقارير، على تضاربها، على أن المفاوضات تتمحور بالأساس حول التوصل إلى صياغات قانونية تضمن عدم تدخل المحكمة الإسرائيلية العليا، وإصدارها قراراً يمنع نتنياهو من ترؤس الحكومة، بسبب المحاكمة والتهم الجنائية ضده.
ووفقاً للتقارير فإن “الليكود” يطرح صيغة تقول إنه لن يكون للمحكمة حق بالتدخل في هذا الملف السياسي، أو تشريع تعديل يجيز لنتنياهو مواصلة عمله رئيساً للحكومة حتى في حال إصدار من المحكمة يمنع ذلك. ووفقاً لما ذكرته الإذاعة الإسرائيلية العامة، اليوم الإثنين، فإن نتنياهو يقترح أيضاً شرطاً يقول إنه في حال صدر قرار بمنعه من تشكل الحكومة، فإن غانتس يتعهد عندها بالذهاب لانتخابات رابعة.
ووفقاً لصحيفة “يسرائيل هيوم” المقربة من نتنياهو، وبحسب محللها للشؤون الحزبية ماتي توخفيلد، فإن مسارعة نتنياهو أمس إلى الترحيب بانضمام عضو الكنيست أورلي ليفي لمعسكر اليمين بقيادته ليصبح هذا المعسكر مكوناً من 59 نائباً، كشفت حقيقة توجهات نتنياهو ونواياه تجاه غانتس.
وكتب توخفيلد أن نتنياهو يريد عملياً إضعاف الجنرال غانتس كلياً، وإنهاكه في المفاوضات لتركيعه، ثم التوجه لتشكيل حكومة ضيقة، بالاعتماد على حقيقة تشظي الأحزاب المعارضة، خصوصاً بعد الانشقاق الكبير في تحالف “كاحول لفان” إلى حزب “كاحول لفان” بقيادة الجنرال بني غانتس مع 15 مقعداً، وتحالف “لبيد يعالون” مع 15 مقعداً، وانشقاق عضوا الكنيست يوعز هنديل وتسفي هاوزر عن “كاحول لفان” وتشكيلهما كتلة منفردة تحت اسم “ديرخ إيرتس”، ناهيك عن انشقاق وانسحاب عضوي حزب العمل، عمير بيرتس وإيتسيك شمولي من تحالف “العمل ميرتس”، وميلهما للانضمام لحكومة برئاسة نتنياهو، مما قد يوفر للأخير أغلبية 61 نائباً، إن لم يكن أكثر.
ويبدو أن نتنياهو يراهن بالأساس على النواب الذين انشقوا عن أحزابهم، والذين لن يكون أمامهم سوى الانضمام لحكومة برئاسته، لأن التوجه لانتخابات رابعة يعني نهاية مسيرتهم السياسية، لعدم قدرة أي منهم، أي أورلي ليفي، تسفي هاوزر، يوعاز هندل، وحتى عمير بيرتس وأيتسيك شمولي، على اجتياز نسبة الحسم، في حال جرت انتخابات رابعة.
مع ذلك، فإنه من الصعب التكهن مسبقاً بما ستتمخض عنه الاتصالات والمفاوضات الجارية بين نتنياهو وغانتس، خصوصاً وأنه يبدو أن الأخير فقد كل أوراقه المهمة، ولن يكون بمقدوره التراجع عن خيار الذهاب نحو حكومة وحدة مع نتنياهو، ما لم يتوصل من جديد إلى تفاهمات مع شركائه السابقين في “كاحول لفان”.



