أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

قراءة في مذكرة الدكتور محمود محارب..(دور الحزب الشيوعي الإسرائيلي في النكبة) (7)

طه اغبارية
وضع الأمن
تحت هذا العنوان في هذه المذكرة كان من أهم ما أورده الدكتور محمود محارب ما يلي: (… أضافت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الإسرائيلي في شباط 1948-قائلة إن الجهة التي يواجهها الييشوف اليوم ليس جهة سياسية فقط، وإنما هي جهة عسكرية تشمل الإمبريالية البريطانية والرجعية العربية أيضا. واستخلصت اللجنة المركزية أنه يجب من أجل تحسين الإدارة والقيادة لـ “حربنا العسكرية” أن يكون للييشوف اليهودي المقاتل جيش واحد فقط، وأنه ينبغي إلغاء اتفاق منظمة الهاغاناة مع منظمة إيتسل، ويجب إشراك جميع الأحزاب الديموقراطية اليهودية في قرارات الييشوف العسكرية والسياسية).

القضاء على التهرب من الخدمة وعلى السمسرة
تحت هذا العنوان في هذه المذكرة كان من أهم ما أورده الدكتور محمود محارب ما يلي: (… ودعت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الإسرائيلي قيادة الييشوف إلى اتخاذ الإجراءات الصارمة ضد المتهربين من الخدمة العسكرية، وضد السماسرة والمضاربين بالأسعار، واعتبارهم خائنين للوطن).

الحكومة المؤقتة
تحت هذا العنوان في هذه المذكرة كان من أهم ما أورده الدكتور محمود محارب ما يلي: (دعت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الإسرائيلي قيادة الحركة الصهيونية إلى تشكيل الحكومة المؤقتة في أقرب وقت ممكن، وقبل انتهاء آذار 1948 وطالبت “بان تشمل هذه الحكومة الحزب الشيوعي وجميع الأحزاب الصهيونية العمالية. وأكدت اللجنة المركزية أن على الحكومة المؤقتة، عند تشكيلها الإعلان عن حالة الطوارئ وتجنيد جميع المساعدات من “الشعب اليهودي في العالم” والتوجه إلى جميع الدول الديموقراطية، ودعوتها إلى تقديم مختلف أشكال الدعم للييشوف اليهودي ضد “العدوان الإمبريالي” و”العصابات العربية” من الدول “العربية المجاورة”).

دور الحزب الشيوعي
تحت هذا العنوان في هذه المذكرة كان من أهم ما أورده الدكتور محمود محارب ما يلي: (أكدت اللجنة المركزية مجددا أن الحزب الشيوعي الإسرائيلي بجميع كوادره وأعضائه وأنصاره مجندون لمصلحة “حرب الييشوف اليهودي للاستقلال).
(… ودعت اللجنة المركزية “جميع أعضاء الحزب إلى الانخراط فورا في هذه الساعة الحاسمة لمستقبل الييشوف في الصفوف الأمامية للمناضلين ضد أي حل وسط مع الإمبريالية والتصدي لكل هجوم عسكري أو سياسي أو اقتصادي ضد الييشوف اليهودي”).
(… وأكدت اللجنة المركزية أنه يتحتم على أعضاء الحزب المنخرطين في صفوف قوات الييشوف اليهودي العسكرية في الجليل والنقب وفي مختلف خطوط التماس في المدن والمستوطنات، أن يمثلوا نموذجا لمقاتلين من أجل الحرية).
(… واختتمت اللجنة المركزية قراراتها بالشعار: “تجنيد كامل من أجل استقلال كامل”).

من ارتدادات النقاط الواردة أعلاه
تبنى الحزب الشيوعي الإسرائيلي سياسة الافتراء الإعلامي بامتياز، ففي الوقت الذي كان يشارك فيه في نكبة فلسطين ادّعى كذبا أن بريطانيا جنّدت “عصابات من العناصر الضعيفة من السكان العرب” لتقاتل ضد الييشوف!! ثم ادّعي كذبا أن بريطانيا كانت تعمل على “تجنيد عصابات من صفوف ظلامية من الدول العربية المجاورة ومن مناطق بعيدة”!! ثم ادّعى كذبا أنه كان هناك “المشاركة المباشرة للجيش والشرطة البريطانيين في الهجوم على الييشوف اليهودي”!! ثم ادّعي كذبا أن حكومة الولايات المتحدة كانت تقوم بدور “التخريب المتعمد” ضد الييشوف اليهودي!! لقد كان هذا النهج الفاضح من الافتراءات قد تبناه الحزب الشيوعي من أجل التغطية على ضلوعه في نكبة فلسطين.
لقد كان الحزب الشيوعي الإسرائيلي يستخدم في خطابه الإعلامي هذا التعبير “حربنا العسكرية” أي أنه كان يعتبرها حربه تلك الحرب التي كانت تشنّها منظمة الهاغاناة ومنظمة إيتسل على فلسطين والشعب الفلسطيني، مما يؤكد أنه لم ينظر إلى نفسه مجرد داعم في تلك الحرب بل كان يعتبر نفسه شريكا في تلك الحرب كسائر الأحزاب والمنظمات الصهيونية.
لأنه كان يعتبر نفسه شريكا في تلك الحرب فقد دعا إلى إشراك جميع الأحزاب الديموقراطية اليهودية في قرارات الييشوف العسكرية والسياسية.
لأنه كان يعتبر نفسه شريكا في تلك الحرب فقد دعا إلى اتخاذ الإجراءات الصارمة ضد المتهربين من الخدمة العسكرية.
لأنه كان يعتبر نفسه شريكا في تلك الحرب فقد دعا للتصدي لكل هجوم عسكري أو سياسي أو اقتصادي ضد الييشوف اليهودي.
لأنه كان يعتبر نفسه شريكا في تلك الحرب فقد دعا أعضاء الحزب الشيوعي الإسرائيلي المنخرطين في قوات الييشوف العسكرية أن يمثلوا نموذجا لمقاتلين من أجل الحرية”.
لأنه كان يعتبر نفسه شريكا في تلك الحرب فقد كان يرفع هذا الشعار “تجنيد كامل من أجل الاستقلال الكامل”.
الحزب الشيوعي الإسرائيلي لم يعتبر نفسه شريكا في تلك الحرب فقط، بل اعتبر نفسه ركنا أساسا في المشروع الصهيوني، لذلك فقد بادر ودعا على المكشوف قيادة الحركة الصهيونية إلى تشكيل الحكومة المؤقتة في أقرب وقت ممكن وقبل انتهاء آذار 1948، وطالب بأن تشمل هذه الحكومة الحزب الشيوعي الإسرائيلي وجميع الأحزاب الصهيونية العمالية.
هذا يكشف انه منذ بدايات نكبة فلسطين لم يكن هناك مشكلة لدى الحزب الشيوعي الإسرائيلي للإندماج الكامل بأية حكومة صهيونية، وهل هناك أبشع من تلك الحكومة الصهيونية التي يوم أن قامت في نهاية الأربعينات فقد كانت غارقة في دماء نكبة الشعب الفلسطيني.
لكل ما ورد أعلاه فقد اعتبر الحزب الشيوعي الإسرائيلي أن دوره لا يجوز ان يقف عند حدود “إقامة دولة يهودية وحكومة يهودية والإعلان عن الإستقلال” بل ظل يواصل القيام بدوره لدعم المؤسسة الإسرائيلية بكل مقوماتها العسكرية والسياسية والاقتصادية والعلمية وغيرها، ولذلك ظل يدعو “الشعب اليهودي في العالم” و”جميع الدول الديموقراطية” في العالم لتقديم الدعم على مختلف أشكاله للييشوف ثم للدولة اليهودية.
كان الحزب الشيوعي الإسرائيلي مصمما على هذا الدور، ومصمما على إقامة دولة يهودية في فلسطين، لذلك دعا أعضاء حزبه “المناضلين” للوقوف “ضد أي حل وسط مع الإمبريالية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى