أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةعرب ودولي

اتفاق تعليق “نبع السلام”.. المقاتلون الأكراد يقبلون به والنظام السوري يصفه بالغامض

أعلنت قوات سوريا الديمقراطية قبولها بالاتفاق بين أميركا وتركيا على وقف لإطلاق النار في الشمال السوري لمدة خمسة أيام، في حين قالت بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري إن الاتفاق يبقى غامضا. في المقابل، رحبت الأمم المتحدة بأي جهد لخفض التصعيد.
وقال القيادي في قوات سوريا الديمقراطية مظلوم كوباني إن القوات قبلت بالاتفاق مع تركيا وستقوم بكل ما يلزم لإنجاحه. كما رحب القيادي الكردي البارز آلدار خليل في تصريحات تلفزيونية بوقف المعارك مع تركيا في الشمال السوري، لكنه قال إن الأكراد سيدافعون عن أنفسهم إذا تعرضوا لهجوم.
وقال خليل إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان “يريد التوغل 32 كلم في سوريا، وسبق أن رفضنا هذه الشروط”.

مضمون الاتفاق
وكان مايك بنس نائب الرئيس الأميركي قال إن بلاده وتركيا اتفقتا أمس الخميس على وقف لإطلاق النار في الشمال السوري لمدة خمسة أيام، وذلك عبر تجميد العملية العسكرية التركية للسماح بانسحاب القوات الكردية بعيدا عن الحدود التركية مسافة 32 كلم.
وأضاف بنس أن واشنطن تلقت ضمانات من وحدات حماية الشعب الكردية بانسحاب منظم من المنطقة، وقال إن الاتفاق يشمل التعاون مستقبلا بخصوص إنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا تكفل حماية الأمن القومي التركي.
وفي سياق متصل، قال الناطق باسم الجيش الوطني التابع للمعارضة السورية المسلحة للجزيرة إنه ينظر بإيجابية إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصل إليه الجانبان التركي والأميركي. وأضاف أن الجيش الوطني على تنسيق تام مع الجانب التركي فيما يخص تعليق الأعمال العسكرية.
وتشن أنقرة مع فصائل سورية مسلحة -أبرزها الجيش الوطني- منذ التاسع من الشهر الحالي عملية عسكرية واسعة النطاق ضد المقاتلين الأكراد في شمال شرقي سوريا، أطلقت عليها اسم “نبع السلام”، وذلك بهدف إقامة منطقة آمنة تضمن أمن تركيا وتوفر شروط عودة اللاجئين السوريين.

نتائج العملية
وسيطرت القوات التركية في الأيام الماضية على شريط حدودي بطول 120 كلم، يمتد من مدينة تل أبيض (محافظة الرقة) حتى رأس العين (محافظة الحسكة) التي طوقتها أمس الخميس، وسيطرت على نحو نصف مساحتها إثر معارك شرسة ضد قوات سوريا الديمقراطية.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) عن الرئيس السوري بشار الأسد قوله إن بلاده سترد على العدوان التركي “وتواجهه بكل أشكاله في أي منطقة من الأرض السورية عبر كل الوسائل المشروعة المتاحة”.
وقال الأسد أثناء استقباله مستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض إن الهجوم التركي “غزو سافر وعدوان واضح”، مضيفا أن سوريا “سترد عليه وتواجهه بكل أشكاله في أي منطقة من الأرض السورية عبر كل الوسائل المشروعة المتاحة”.

مستشارة الأسد
وصرحت بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري إن الاتفاق المعلن بين تركيا وأميركا بشأن وقف إطلاق النار في شمالي سوريا “غامض”. وأضافت في تصريحات تلفزيونية أن دمشق “لا يمكن أن تقبل بنسخ نموذج كردستان العراق في سوريا”.
من جانب آخر، أعلن السيناتوران الجمهوري ليندسي غراهام والديمقراطي كريس فان هولين المضي بمشروع قانون مشترك لفرض عقوبات على تركيا رغم إعلان وقف إطلاق النار في الشمال السوري.
وقال غراهام إن العقوبات تشمل مسؤولين أتراكا رفيعي المستوى، وتمنع تقديم الدعم العسكري للقوات التركية. من جهته قال هولن إن مشروع القرار يهدف إلى إصلاح الضرر الذي نتج عن السماح لأنقرة بمهاجمة المقاتلين الأكراد، حسب تعبيره.

“اتفاق العار”
ووصفت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي وزعيم الديمقراطيين بمجلس الشيوخ تشاك شومر الاتفاق بين واشنطن وأنقرة لوقف العملية العسكرية التركية في الشمال السوري، بأنه “عار”.
وأوضحت بيلوسي وشومر أن الاتفاق “يقوض بشكل خطير مصداقية السياسة الخارجية الأميركية، ويبعث برسالة خطيرة لحلفائنا وأعدائنا -على حد سواء-بأنه لا يمكن الوثوق في كلامنا.. الرئيس أردوغان لم يتخل عن شيء، والرئيس ترامب قدم له كل شيء”.
وتعقيبا على الاتفاق التركي الأميركي، عبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن ترحيبه بأي جهد لخفض التصعيد في شمال شرقي سوريا وحماية المدنيين هناك. وأضاف المتحدث باسم الأمين العام الأممي في تصريحات صحفيين أن غوتيريش يدرك أن الطريق ما زال طويلا لإيجاد حل فعال للأزمة السورية.
وقال رئيس مجلس الأمن الدولي جيري ماتجيلا إن وقف إطلاق النار في الشمال السوري “أمر رائع إذا تحقق فعلا”، مضيفا في حديث للصحفيين أن أعضاء المجلس بانتظار تفاصيل الاتفاق بين الجانب التركي والأميركي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى