أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

لماذا نواصل الكتابة عن لعبة الكنيست… فهم الواقع ضرورة لتحديد الخطاب المطلوب

طه اغبارية
نحن نكتب لأن من حقنا وواجبنا أن نكتب، فنحن جزء من مسيرة مجتمع فيه ما فيه من الأحداث والمواقف والمتغيرات والسلوكيات ومن حقنا ان نقول رأينا في ذلك، وفي نفس الوقت فإن من واجبنا اتجاه مجتمعنا ومن حقه علينا أن نذود عن قيمه وثوابته الإسلامية العروبية الفلسطينية، ولو سكتنا ولم نكتب عندما تجب الكتابة لتحول كل واحد فينا إلى شيطان أخرس، ولخنّا أمانة حفظ مجتمعنا وحفظ قيمه وثوابته، وهذا ما لا نرضاه لأنفسنا ولا لغيرنا في يوم من الأيام، ولذلك فنحن عندما نكتب لا نكتب من باب التسلية ولا الثرثرة ولا لتمضية الوقت ولا لأننا نعاني من البطالة والملل، بل نكتب عندما نوقن أن من الواجب أن نكتب، ونكتب بعد أن نفهم الواقع الذي نعيشه كجزء من مجتمعنا في الداخل الفلسطيني، مجتهدين سلفا أن نفهم هذا الواقع برؤية شاملة وفي العمق دون أن نغفل عن جانب من هذا الواقع ودون أن نتعسف ونغلب جانبا من هذا الواقع على حساب الجوانب الأخرى، إذ أنه في مسيرة هذا المجتمع يلتقي المشهد السياسي مع المشهد الديني والمشهد الاجتماعي والمشهد الإعلامي والمشهد الثقافي والمشهد الإنساني والمشهد الاقتصادي… إلخ، وفي مسيرة هذا المجتمع يتشعب كل مشهد من هذه المشاهد.
ففي المشهد السياسي هناك دور لجنة المتابعة العليا ودور اللجنة القطرية ودور كل الأحزاب والحركات السياسية ودور كل سلطة محلية عربية ودور القائمة المشتركة ودور اللجان المتفرعة عن لجنة المتابعة مثل لجنة الحريات ولجنة مكافحة العنف…إلخ، وفي المشهد الاجتماعي هناك كارثة العنف وهناك كارثة التفكك المجتمعي وهناك كارثة التفكك الأسرى… إلخ، وقل مثل ذلك عن سائر المشاهد الواردة أعلاه التي تلتقي في مسيرة مجتمعنا، وحتى نحسن أن نكتب على قاعدة أن الكلمة أمانة وأن الكتابة مهمة ثقيلة وواجب مطلوب وليس مجرد قيل وقال وليست وظيفة لاسترزاق، ولا ميدان مناكفة للآخر، ولا خطاب تقديس لطرف على حساب الأطراف الأخرى، ولا أداة قمع لقناعات الآخرين، ولا سلاح استئصال لفكر دون فكر، وحتى نحسن أن نحدّد الخطاب المطلوب الذي يتفق مع واجب الوقت الذي يجب أن نكتب فيه وأن نحسن اختيار المطلوب الذي يجب أن نكتب عنه، حتى نحسن كل ذلك يجب علينا أن نتحلى دائما بناء على دوام فهم الواقع، ودوام فهم مسيرة مجتمعنا، ودوام فهم كل هذه المشاهد الواردة أعلاه التي ستظل في مسيرة مجتمعنا والتي ستظل تلتقي في مسيرة مجتمعنا، ثم يجب علينا قبل ذلك وبعد ذلك عندما نكتب، أن نكتب عن ماهية المواقف والأحداث والسلوكيات والمتغيرات بعيدًا عن شخصنة أي منها، وإذا كانت هناك حاجة للكتابة عن أشخاصها فليس من باب النيل منهم، ولا من باب تصفية حسابات معهم، ولا من باب التسلط المفتعل والتعسفي عليهم، بل من باب وجود ضرورة للكتابة عنهم في حدود هذه الضرورة على قاعدة أدب القول بعيدًا عن أي تجريح أو تخوين أو تكفير نابع من هوى النفس وشهوتها، ثمّ يجب علينا أن نستحضر الإخلاص في كتابتنا، فنحن نكتب لنسلّط الأضواء على ما يجب أن نلفت الانتباه إليه من مواقف أو أحداث أو سلوكيات أو متغيرات معلنين بأسمى لغة أدب دعمنا لها أو رفضنا لها أو تحذيرنا منها أو تخوفنا منها أو استنكارنا لها أو براءتنا منها، أو دعوتنا إلى مقاطعتها، بعيدًا عن الشخصنة، إذ على المستوى الشخصي نحن نحترم الجميع، ونرى فيهم جزءًا من مجتمعنا، ونتمنى لهم الخير كما نتمنى لأنفسنا، ولكن ذلك لا يمنعنا أن نسلط الأضواء على مواقف أو أحداث أو سلوكيات أو متغيرات هم أبطالها سلبًا أو إيجابًا، ثمّ يجب علينا أن نكتب لنعالج ما نكتب عنه، وليس بهدف أن نشّفي نفوسنا عندما نكتب، ولذلك نجد أنفسنا مضطرين أن نكتب عن قضية ما مرة واحدة فقط، أو أن نكتب عنها أكثر من مرة، أو أن نواصل الكتابة عنها بلا توقف، والذي يحدد عدد مرات الكتابة عنها هو ماهيّة هذه القضية، وماهية أثرها على فهم واقعنا وفهم مسيرة مجتمعنا وفهم ما يمور فيه من مواقف وأحداث وسلوكيات ومتغيرات، بعيدًا كل البعد عن تفاهة المناكفة، ورخص خطاب التجريح أو التخوين أو التكفير القائم على حظوظ النفس الأمّارة بالسوء، وحظوظ القلم المتعطش لسفاهة التندّر والمماحكة وتتبع عورات الآخرين!! لكل ذلك كتبنا وسنواصل الكتابة عن لجنة المتابعة العليا جامعين بين أدب النقد والدعم لها كمؤسسة مصيرية في مسيرة مجتمعنا بغض النظر عن إسم رئيسها وأعضائها بالأمس أو اليوم أو بالغد، بنيّة معالجة مسيرة لجنة المتابعة العليا بغية أن نصل في يوم من الأيام إلى انتخابها رئاسة وأعضاء من جماهيرنا الكادحة في الداخل الفلسطيني، ووفق هذه الرؤية كتبنا وسنواصل الكتابة عن اللجنة القطرية وسائر السلطات المحلية العربية، وعن سائر الأحزاب والحركات السياسية في الداخل الفلسطيني، ووفق هذه الرؤية كتبنا وسنواصل الكتابة عن لعبة الكنيست وعن إسقاطاتها على جماهيرنا الكادحة بغض النظر عن إسم القائمة العربية الكنيستية الممثلة في لعبة الكنيست، وبغض النظر عن اسم أي عضو عربي ممثل في الكنيست، لأنها ما دامت هناك لعبة كنيست، فستظل هناك اسقاطات لهذه اللعبة ولها تأثيرها على كل جماهيرنا الكادحة، ولذلك من حقنا وواجبنا أن نواصل الكتابة عن هذه الإسقاطات ووضع النقاط على الحروف حولها، بغض النظر عن أشخاص هذه الإسقاطات وأسماء قوائمهم الكنيستية، وبغض النظر عن لعبة الكنيست هل هي في دورتها رقم (21) أو رقم (22) أو قبل ذلك أو بعد ذلك، وهل ستستمر دورتها رقم (22) أم أنها لن تستمر!، وهل ستعاد قريبًا انتخابات جديدة للعبة كنيست جديدة أم لن تعاد قريبًا؟! لأنّنا نكتب لنعالج، وقد يحتاج علاج قضية ما إلى أن نواصل الكتابة عنها بلا توقف، والمثال الصارخ على ذلك هو لعبة الكنيست وإسقاطاتها!! ولذلك نحن نعرف كما يعرف غيرنا أنّ انتخابات لعبة الكنيست في دورتها رقم (22) قد انتهت، وقد خسر فيها من خسر، وخسر فيها من ربح، ولكن إسقاطاتها وارتدادات هذه الإسقاطات على صعيدنا المحلي والفلسطيني والعربي والإسلامي ستتواصل ولن تنتهي، وفي كل يوم هناك ارتداد لهذه الاسقاطات، لذلك سنواصل الكتابة عن لعبة الكنيست، بعيدا عن آفة الشخصنة وعلى عجالة نقول: هناك من اخترق ثوابتنا الوطنية والسياسية التي نشأنا عليها وبنيت عليها هويتنا ومواقفنا، باسم لعبة الكنيست، حيث أعلن عن استعداده للتحالف مع اليسار الصهيوني، أو مع اليسار والمركز الصهيوني او حتى مع اليمين الصهيوني، وهناك من أوصى بمجرم حرب مطلوب للعدالة رئيسا للحكومة الإسرائيلية، وهناك من يحاول أن يمرر هذا الاختراق لثوابتنا وكأنه مطلب جماهيرنا الكادحة، وهناك من يحاول أن يبرر لعبة الكنيست واسقاطاتها بالمنظور الشرعي، وهناك من يحاول أن يقدّم المطلبي على الوطني وعلى الثوابت في لعبة الكنيست، وهناك من يحاول فرض ثقافة الصمت علينا ويخيرنا بين ان ندّعم لعبة الكنيست وإسقاطاتها وارتدادات هذه الاسقاطات أو أن يواصل اتهامنا عن سبق إصرار بأننا أصحاب خطاب مناكف او خطاب قائم على التجريح أو التخوين أو التكفير، علما أننا أشد الناس كراهية لأي خطاب ولو كان من جملة واحدة يقوم على المناكفة أو التجريح أو التخوين أو التكفير القائم على حظوظ النفس واتجاه ريح المصلحة.
لكل ذلك وفق الضوابط التي وردت أعلاه سنواصل الكتابة عن لعبة الكنيست وعن اسقاطاتها وعن ارتدادات هذه الاسقاطات، وسنحفظ أدب خطابنا مع الجميع دون ان نجامل أحدا على حساب ثوابتنا الإسلامية العروبية الفلسطينية، وعلى حساب ثوابتنا السياسية والوطنية وعلى حساب جماهيرنا الكادحة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى