أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

عندما يتحدث أردان عن “ثقافة العنف”!!

حامد اغبارية
هذا القادم من أدغال ثقافة العنف المؤدلجة التي تسري في شرايينه وشرايين أمثاله، جلعاد أردان هذا، الذي ينضح عنصرية ودموية رضعهما من ثدي مزبلة التاريخ، ينسب العنف في مجتمعنا إلى الثقافة العربية…!!
فهيا بنا نرى ثقافته المتنورة الخالية من العنف.. المليئة بالحب والإنسانية والسلام والمسالمة. والتي ليس فيها تفجير سيارات وسط شوارع تل أبيب ونتانيا.. ولا حرق النساء أحياء.. ولا حقنهن من قبل أزواجهن بالنفط حتى الموت، ولا اختطاف الأطفال وسكب النفط في جوفهم وإحراقهم أحياء، ولا اغتصاب الفتيات بعد تخديرهن في البارات الليلية والمراقص في مجتمعه الطاهر.. ولا القتل على خلفية الخيانات الزوجية.. ولا اغتصاب آباء لبناتهم، ولا أمهات طاهرات شريفات عفيفات من مجتمعه الملائكي لأبنائهن.. ولا اغتصاب ضباط في جيش دولته المثالي لمجندات ومجندين.. ولا ضباط في شرطته النقية لشرطيات يعملن تحت إمرتهم، ولا لمواطنات كل جريمتهن أنهن قدمن شكوى في الشرطة، فتعرضن للابتزاز والإسقاط، مقابل قبول الشكوى، فكانت خدمة مقابل “خدمة”…!!
لنر أين يمكن أن تجد ثقافة العنف المتأصلة في النصوص والنفوس والسلوك:
خلال الحرب في [[مملكة موآب]]، تقرأ النص التالي في ثقافة أردان الطاهرة: “وَسَبَى بَنُو إِسْرَائِيلَ نِسَاءَ مِدْيَانَ وَأَطْفَالَهُمْ، وَنَهَبُوا جَمِيعَ بَهَائِمِهِمْ، وَجَمِيعَ مَوَاشِيهِمْ وَكُلَّ أَمْلاَكِهِمْ. وَأَحْرَقُوا جَمِيعَ مُدُنِهِمْ بِمَسَاكِنِهِمْ، وَجَمِيعَ حُصُونِهِمْ بِالنَّارِ. العدد 31: 10-11”. وفي نص آخر: “فَالآنَ اقْتُلُوا كُلَّ ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ. وَكُلَّ امْرَأَةٍ عَرَفَتْ رَجُلاً بِمُضَاجَعَةِ ذَكَرٍ اقْتُلُوهَا. لكِنْ جَمِيعُ الأَطْفَالِ مِنَ النِّسَاءِ اللَّوَاتِي لَمْ يَعْرِفْنَ مُضَاجَعَةَ ذَكَرٍ أَبْقُوهُنَّ لَكُمْ حَيَّاتٍ.
وتقرأ نصا آخر في ثقافة أردان المسالمة:
في [[معركة أريحا]] حيث أمر يشوع بحرق كل ما في المدينة بما فيها من رجل وامرأة وطفل وشيخ حتى البقر والغنم ما عدا راحاب الزانية حسب نص يشوع 6، “وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُل وَامْرَأَةٍ، مِنْ طِفْل وَشَيْخٍ، حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ”، “وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ مَعَ كُلِّ مَا بِهَا، إِنَّمَا الْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ وَآنِيَةُ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ جَعَلُوهَا فِي خِزَانَةِ بَيْتِ الرَّبِّ”.
وتقرأ في أرميا: “ملعون من يعمل عمل الرب برخاء وملعون من يمنع سيفه عن الدم”.
وتقرأ في حزقيال: “الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء اقتلوا للهلاك”.
وفي إرميا كذلك: “لأنه هكذا قال الرب عن البنين وعن البنات المولودين في هذا الموضع وعن أمهاتهم اللواتي ولدنهم، وعن آبائهم الذين ولدوهم في هذه الأرض ميتات أمراض يموتون. لا يندبون ولا يدفنون بل يكونون دمنة على وجه الأرض وبالسيف والجوع يفنون وتكون جثثهم أكلا لطيور السماء ولوحوش الأرض”.
وفيه أيضا: “وأطعمهم لحم بنيهم ولحم بناتهم فيأكلون كل واحد لحم صاحبه في الحصار والضيق الذي يضايقهم به أعداؤهم وطالبو نفوسهم”.
وفي إشعيا: “كل من وُجد يُطعن، وكل من انحاش يسقط بالسيف. وتحطم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نساؤهم. هاأنذا أهيّج عليهم الماديين الذين لا يعتدون بالفضة ولا يسرون بالذهب، فتحطم القسيُّ الفتيان ولا يرحمون ثمرة البطن. لا تشفق عيونهم على الأولاد”.
وتقرأ أيضا: “من جاء لقتلك فبكّر وسارع في قتله”. إياك أن تقدم ضده شكوى في شرطة أردان، بل أشهر سلاحك وأطلق النار مباشرة إلى رأسه أو قلبه، واحذر أن تطلق النار على قدميه، لأنه بهذا احتمال كبير أن يبقى على قيد الحياة. وبذلك تكون قد خالفت تلمود بابل الذي يأمرك بقتله..
هذا غيض من فيض تمتلئ به ثقافة أردان المسالمة، الخالية من أي عنف أو دماء. يعني يا أردان الذي يقطر كذبا وينضح عنصرية؛ هذا يعني أن ثقافة الإسراع إلى امتشاق السكين واستخدامها بدل التوجه بشكوى موجودةٌ في ثقافتك الطاهرة النقية المليئة بالإنسانية وبالحب للبشرية.. تلك الثقافة التي لم تكن سببا في ارتكاب المجازر ضد البشر والشجر والحجر عام 48, ولا في كفر قاسم عام 56, ولا في لبنان وصبرا وشاتيلا عام 82, ولا في الأقصى عام 90 وعام 2000, ولا في جريمة النفق عام 96، ولا في جنين عام 2002, ولا في غزة أعوام 2008 و2012و 2014.. ولا في قتل الأسرى المقيدين كما في حافلة 300، ولا في قتل المصابين بدم بارد، ولا في قتل النساء على الحواجز. نحن يا أردان لم نر جنود جيشك وهم يطلقون النار باستمتاع منقطع النظير على تلك المرأة الفلسطينية على حاجز عسكري بعد إصابتها وسقوطها على الأرض. وليس في ثقافتك يا أيها الأردان حاخامات يدعون إلى قتل الأجنة في البطون، وإلى قتل الأطفال قبل أن يكبروا. ليس في ثقافتك يا أردان أي عنف، فأنت حمامة سلام بيضاء نقية كالثلج!!
ثم إنك تستغرب لماذا وكيف يصر أعضاء الكنيست الصهيوني من العرب على الجلوس مع هذا الكائن، متذرعين بأنه قال ما قاله وصرح بما صرّح لكي يفجر اجتماعهم معه!! بمعنى أن إصرارهم على الاجتماع هو في الحقيقة خطة جهنمية لإفشال مخططه في تفجير الاجتماع.. هذا بدلا من أن يعلنوا هم إلغاء اللقاء، وأن يطالبوا بمحاسبته ومحاكمته وإقالته!!
إن الخطوة الصحيحة التي يجب اتخاذها الآن هي مقاطعة هذا الوزير المحرّض، ومقاطعة شرطته نهائيا، تلك الشرطة التي زعم أنها بدأت تتحرك لمحاربة الجريمة فإذا هي تنتشر في شوارعنا لتحرير مخالفات السير للسائقين!! وها هي أمس الخميس ترافق قافلة السيارات المحتجة على العنف وتحرر عشرات المخالفات للسائقين، في مشهد غير مسبوق من العقاب الجماعي..
حان الوقت لنفهم حجم المشكلة، وندرك أين تكمن المشكلة، ونعرف من الذي له مصلحة في انتشار العنف في كل زاوية من زوايا حياتنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى