أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةعرب ودولي

البيت الأبيض يأمر بتطوير نظام فائق السرية لمنع التسريبات

نشرت صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية تقريرا تحدثت فيه عن التطويرات التي طرأت على نظام كلمات المرور الخاص بمجلس الأمن القومي الأمريكي في محاولة للتصدي لعمليات تسريب المعلومات فائقة السرية.

وقالت الصحيفة في تقريرها إن البيت الأبيض برئاسة ترامب عمل على تطوير أمن نظام كلمات المرور الخاص بمجلس الأمن القومي الأمريكي في ربيع سنة 2018. ووفقًا لمسؤولين سابقين مطلعين على هذه المسألة، يمثّل هذا الإجراء جزءا من محاولة للكشف على التسريبات وردعها.

وأضافت الصحيفة أن التحديثات شملت سجلًا جديدًا يكشف عن هوية الأطراف التي اخترقت مستندات محددة في نظام مجلس الأمن القومي.

وأفاد أحد المسؤولين السابقين بأن هذا النظام صمم بشكل جزئي لمنع تسريب السجلات الخاصة بمكالمات الرئيس الهاتفية مع الزعماء الأجانب، ولمعرفة ما إذا كان المُسرّب المشتبه به قد كشف عن نصوص المكالمات.

قبل عملية التطوير هذه، تسنى للمسؤولين الاطلاع فقط على هوية الشخص الذي قام بتحميل أو تنزيل المواد إلى النظام وليس من تمكن من النفاذ إلى المستندات.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا النظام فائق السرية خضع للتدقيق على ضوء شكوى مفادها أن مسؤولين في الأمن القومي استخدموا النظام المقصود به تخزين المعلومات السرية لإخفاء المحادثات السياسية المثيرة للريبة.

ويشمل ذلك المكالمة الهاتفية التي دارت بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الأمريكي في الخامس والعشرين من تموز/ يوليو، حيث حث الرئيس دونالد ترامب زيلينسكي على التحقيق مع منافسه السياسي نائب ونجل الرئيس السابق جو بايدن.

في حال كان الدافع الحقيقي هو إخفاء المحادثات السياسية المثيرة للريبة بدلا من حماية أسرار الأمن القومي، كما ادعى الخبراء والمسؤولون السابقون، فسيكون في ذلك إساءة لاستخدام نظام كلمات المرور.

وعلى الرغم من أنه لا يعتبر بالضرورة تصرفا مخالفا للقانون، إلا أنه يتعارض مع الأمر التنفيذي الذي وقعه الرئيس باراك أوباما في سنة 2009 والذي يمنع إخفاء المعلومات بهدف التستر على “انتهاكات القانون أو انعدام الكفاءة أو الخطأ الإداري” أو “لتفادي تعرّض أي شخص أو منظمة أو وكالة لمواقف محرجة”.

ونقلت الصحيفة عن المسؤولين السابقين في مجلس الأمن القومي أن المفهوم الأساسي الخاص بتسجيل عمليات الدخول والخروج من أنظمة مجلس الأمن القومي لا يقتصر فقط على إدارة ترامب.

وفي حين أن عددًا معينًا فقط من موظفي مجلس الأمن القومي يملكون كلمة المرور النظام مُثبتة على محطات العمل الخاصة بهم، لا يتسنى إلا لمجموعة فرعية من هؤلاء الموظفين الوصول إلى مستندات محددة على هذا النظام.

وتجدر الإشارة إلى أن التغييرات التي أحدثت على النظام جاءت بعد أشهر من تسريب نصوص مكالمات ترامب مع زعماء أستراليا والمكسيك إلى صحيفة واشنطن بوست، ما أدى إلى ظهور تحقيقات داخلية حول مصدر هذه التسريبات وتعميق أزمة الثقة بين الرئيس وموظفيه.

يذكر أنه في فترة ما قبل تطوير هذا النظام، بدأ البيت الأبيض في الحد من توزيع نصوص المكالمات الرئاسية مع الزعماء الأجانب على مجموعة محدودة من المسؤولين.

ووفقا لما ذكره مسؤول سابق في البيت الأبيض، كانت النصوص في السابق توضع على قرص مشترك يمكّن جميع المسؤولين بمجلس الأمن القومي من النفاذ إليه، مما سهل عملية التسريبات.

وفي سياق متصل، كان على المسؤولين في مديرية المخابرات التابعة لمجلس الأمن القومي أن يحولوا المسألة إلى كبار المسؤولين، نظرا إلى أن ذلك كان يعدّ بمثابة تغيير جوهري في النظام.

وقد وقّع في ذلك الوقت كل من رئيس الأركان جون كيلي ومستشار الأمن القومي هربرت رايموند مكماستر على هذا التغيير في النظام.

وذكرت الصحيفة أن مسؤولا سابقا في البيت الأبيض وصف هذه التغييرات بأنها مجرد تبني لممارسات التصنيف الموحدة المستخدمة في البنتاغون ووكالات الاستخبارات.

من جهتهم، وصف خبراء الاستخبارات والأمن القومي بأن وضع هذا النوع من المكالمات الروتينية بين قادة العالم في نظام يستخدم للحصول على معلومات حول البرامج الأكثر سرية في البلاد بالأمر غير الإعتيادي. على سبيل المثال، الغارة السرية في باكستان التي أدت إلى مقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن.

من جهتها، قالت أيبريل دوس التي شغلت منصب مستشارة الأقليات للتحقيق الروسي في لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، ومحامية بارزة في وكالة الأمن القومي سابقا، “إن الأمر يهدد بتقويض مجموعة كاملة من أنشطة الأمن الوطني الهامة. معظم المسؤولين لن يكون لديهم الحق في الوصول إلى نظام كلمات المرور”.

وأشارت الصحيفة إلى أن قائمة الأشخاص المرخص لهم النفاذ إلى نص المكالمة التي دارت بين ترامب والرئيس الأوكراني تتضمن أشخاصا من المكتب القانوني ومدير مجلس الأمن القومي في أوكرانيا ومجموعة من المسؤولين في غرفة العمليات.

وقالت الصحيفة إن وكالة “سي إن إن” وصحيفة “نيويورك تايمز” ذكرتا أن نصوص مكالمات ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي العهد السعودي وضعت أيضًا في هذا النظام السري للغاية لمنع تسريبها.

وتجدر الإشارة إلى أنه في مكالماته مع بوتين، تحدث ترامب عن رغبته في جعل العلاقة التي تجمع كل من الولايات المتحدة وروسيا تكتسي طابعا ودّيا، لكنه اشتكى من أن وسائل الإعلام والمسؤولين في الحكومة الأمريكية يعيقون مساعيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى