أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

العسكر الإسرائيليون يشكون من ألاعيب الساسة

بات واضحًا أن الأزمة السياسية الإسرائيلية العاصفة قبيل وبعيد الانتخابات الأخيرة، لا تحمل بشريات سارة للجيش والمستوى العسكري، على اعتبار أن إسرائيل تعيش مرحلة من التوترات الأمنية غير المسبوقة خلال الآونة الأخيرة، سواء في جبهة غزة أو الشمال، وبات واضحًا أن المؤسسة الأمنية والعسكرية بحاجة لوزير حرب متفرغ كليًّا لهذه المهام الصعبة.
فقد أخرجت الأحداث الأمنية الأخيرة في إسرائيل إلى النور قضايا كان يمكن لها أن تبقى طي الكتمان، لكن سلسلة التطورات الأمنية والعسكرية الماضية ظهرت فيها قيادة الجيش الإسرائيلي تتلقى قرارات من المستوى السياسي تم اتخاذها دون الرجوع إليها، وهو ما لم يرد أن يراه قائده أفيف كوخافي في مقر قيادة هيئة الأركان.
تأمل كوخافي أن يبدأ عامه الأول في قيادة الجيش بتنفيذ سلسلة مهام عسكرية وأمنية مكثفة من خلال إحداث تغييرات جوهرية في الجيش، من بينها: إجراء تغيير أساسي في طبيعة المهام العملياتية، وتنفيذ إصلاحات بعيدة المدى على بنية الجيش وقواه الهيكلية، حيث يعمل اليوم عشرون طاقمًا لإعداد الخطة السنوية القادمة.
لكن عدم مصادقة الجيش على موازنته السنوية سيؤثر في أدائه للمهام الداخلية، وإقرار خطط عملياتية بعيدة المدى، وهو ما يتكرر في جميع الوزارات الحكومية، حيث تركت الأزمة الحزبية بظلالها على بنية وزارة الحرب، لأن المشكلة التي تعانيها لا تقتصر فقط على إقرار الميزانية على أهميتها، وإنما وزارة الحرب كما الجيش بحاجة لوزير حرب متفرغ، بصلاحيات كاملة، وهو ما لا يتوافر في بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة.
إن وزير الحرب الإسرائيلي المتفرغ “المفقود” مهمته أن يعمل على المواءمة بين المستويين السياسي والعسكري، بين الحكومة والمنظومة الحزبية في إسرائيل، صحيح أن إسرائيل شهدت في سنوات وعقود سابقة إشغال رؤساء الحكومات لمنصب وزير الحرب، لكنهم لم يشهدوا إبان ذلك أزمات سياسية عاصفة كالتي تشهدها إسرائيل اليوم، ولم تكن في حينه أوضاع أمنية معقدة، ومعركة قضائية تنتظر رئيس الحكومة.
كل ذلك ترك الجيش بدون قائد مباشر، باستثناء قائد الأركان، فليس معقولًا أن يعلن رئيس الحكومة الذي يشعل منصب وزير الحرب عشية الانتخابات عن ضم غور الأردن، دون أن يشعر مسبقًا رؤساء الأجهزة الأمنية وقادة الجيش بهذا التوجه، وعدم معرفته المسبقة بأن قرارًا كهذا قد يشعل الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية.
لم يكن ليحصل هذا لو كان في إسرائيل “وزير دفاع” متفرغ، ينقل التهديدات الأمنية من المستوى العسكري إلى نظيره السياسي، ويبحث الفرص والمخاطر في أي قرار سياسي، حتى جاءت التسريبات عن نية نتنياهو شن حرب على غزة قبل أيام قليلة من التوجه لصناديق الاقتراع، وكل هذا يعطي إشارات غير مريحة من داخل الجيش.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى