أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمحلياتمقالات

نحو تنظيم مقاطعة الكنيست

صحيفة المدينة
في هذه الظروف الحرجة والخانقة التي تغرق فيها جماهيرنا في الداخل الفلسطيني، وفي هذه الظروف التي سقط فيها آخر قناع عن لعبة الكنيست، وها هي قد بدت على حقيقتها الكارثية لكل فرد في هذه الجماهير المنهكة، وفي هذه الظروف التي اتضح فيها لهذه الجماهير المنهكة أن أعضاء الكنيست العرب ما باعوها إلا الوهم خلال السبعين عاما التي جلسوا فيها في الكنيست منذ دورتها الأولى وحتى دورتها الواحدة والعشرين، ومنذ أول عضو حتى آخر عضو فيهم، ولن تكون دورة لعبة الكنيست القادمة رقم اثنين وعشرين أحسن حالا من سابقاتها؛ إن لم تكن أسوأ، ولن يكون دور أعضاء الكنيست العرب إلا مكانك عد، إن لم يكن (إلى الخلف دُر)، وفي هذه الظروف التي قطع فيها بعض أعضاء الكنيست العرب كل الخطوط الحمراء، وكأنهم باتوا يعتبرون جماهيرنا في الداخل الفلسطيني مجرد قطيع ملزَم أن يسير خلفهم!! فهذا أيمن عودة يتحدث صراحة عن شرعية الائتلاف مع “ميرتس” وفق حساباته، ود. هذا منصور عباس يتحدث عن سبق إصرار، واصفا ذرية الصهيونية بأبناء العمومة، ومُعلناً عن اكتشاف (صهيوني لايت)، وهذا د. الطيبي لا تزال يده الأولى بيد محمد دحلان، ولا تزال يده الثانية تقبض أموالا خليجية مِن وراء البحار، بإقرار الجنوبية والتجمع والوحدة الشعبية على الأقل، وهذه عايدة توما سليمان تتصدر تظاهرة تأييد للشواذ جنسيا، وفي هذه الظروف التي بدأ يزداد فيها الشعور لدى جماهيرنا في الداخل الفلسطيني بضرورة الانتقال من الموقف النظري لمقاطعة الكنيست الفردية إلى تنظيم هذه المقاطعة على نطاق أوسع، باعتباره الخيار الوحيد المتبقي، ولإنقاذ قيم العمل الوطني العليا، وقيم العمل السياسي وأساسيات أخلاق العمل السياسي، وفي هذه الظروف التي بات فيها تيار مقاطعة الكنيست هو التيار الأكبر في جماهيرنا في الداخل الفلسطيني، وفي هذه الظروف التي بتنا فيها أمام خيارين:
إما الكارثة وإما الإسراع بإنقاذ أنفسنا من خطر الغرق في تحالفات ملغومة مع قوى صهيونية؛ بادعاء الضرورة والحنكة السياسية، كما بات يدعو إلى ذلك صراحة بعض مرشحي القائمة المشتركة ومرشحي حزب “الوحدة الشعبية”، وفي خضمّ كل هذه الظروف الهائجة بكل الهموم والتحديات؛ لا بد من التعجيل بهذه الخطوات إنقاذا لمصيرنا:
١-لا بد من عقد اجتماع سريع وطارئ لكل ممثلي هذا القطاع الواسع من جماهيرنا في الداخل الفلسطيني، الذي بات على قناعة بضرورة مقاطعة الكنيست، ولا بد من انتخاب هيئة خلال هذا الاجتماع الطارئ تأخذ على عاتقها الانتقال من الموقف النظري لمقاطعة الكنيست الفردية إلى تنظيم هذه المقاطعة على نطاق واسع يجسّد هذا القطاع الأكبر والغالب من مجتمعنا، الذي بات على قناعة بضرورة مقاطعة الكنيست.
2-لا بد أن يصدر عن هذا الاجتماع الطارئ بيانٌ طارئ باسم هذه الهيئة التي ستُنتَخب، من أجل تعريف جماهيرنا في الداخل الفلسطيني بهذه الهيئة المنتخبة، وماهيّة مهماتها القريبة والبعيدة وخطوات عملها في خطوطها العامة…
3-لا بد من التأكيد في هذا البيان الطارئ أن هذه الهيئة المنتخبة قامت لنقل الموقف النظري لمقاطعة انتخابات الكنيست الفردية إلى تنظيم هذه المقاطعة، وفي نفس الوقت قامت لطرح البديل عن لعبة الكنيست، ويتصدّر هذا البديلَ الدعوةُ إلى انتخاب مباشر للجنة المتابعة العليا، وردّ الاعتبار للعمل الشعبي، ونقله من العمل الفردي أو العمل الجماعي المتقطع الموسمي إلى عمل شعبي جماعي منظم ومتواصل، وليس تحت عباءة أية قوة سياسية في الداخل الفلسطيني، ولا تحت وصايتها.
4-لا بد من الإسراع، بعد ذلك، بإحداث حراك شعبي واسع متواصل يدعو إلى مقاطعة الكنيست، وما أوسع ميدان هذا العمل! وما أكثر خطواته المتاحة! فهناك إمكانية لعقد مهرجان شعبي أو أكثر. وهناك إمكانية لتنظيم مظاهرة أو أكثر، وهناك إمكانية لتنظيم عشرات الاعتصامات، وهناك إمكانية لعقد مئات لقاءات الأحياء الشعبية، وهناك إمكانية لتوزيع آلاف الملصقات ذات الشعارات الهادفة، وهناك إمكانية لتنشيط مئات صفحات التواصل الاجتماعي وعشرات مواقع التواصل، وهناك إمكانية لإغراق صحفنا المحلية بمئات المقالات، وهناك إمكانية لتنظيم مسيرات قطرية وقوافل سيارات، وهناك إمكانية لتنشيط القوى الشبابية والجامعية والطلابية، وهناك إمكانية لاستثمار الحركة الأدبية والفنية والمسرحية والسينمائية، نعم هناك إمكانية تنفيذ كل ذلك -قدر المستطاع -من أجل الدعوة إلى مقاطعة الكنيست، ونقلها من الموقف الفردي إلى الموقف المنظم.
5-يجب أن تعلم الهيئة المنتخبة أن دورها لن ينتهي بعد يوم انتخابات الكنيست ١٧/٩/٢٠١٩، على العكس تماما يجب أن يستمر دورُها بغضّ النظر عن نتائج هذه الانتخابات، ولذلك هي مطالبة أن تواصل عملها بعد ١٧/٩/٢٠١٩، وهي مطالبة أن تواصل الدعوة إلى انتخاب مباشر للجنة المتابعة، وهي مطالبة أن تساهم في تنشيط العمل الشعبي الجماعي وتنظيمه كدور داعم للجنة المتابعة، وليس بديلا عن لجنة المتابعة.
6-هذه الهيئة المنتخبة مطالبة أن تؤدي دور صِمام أمان للقيم الوطنية والآداب السياسية في مسيرة مجتمعنا، وأن تسارع إلى الكشف علانية عن أية محاولة تسعى إلى جرّ جماهيرنا في الداخل الفلسطيني نحو الارتماء في أحضان أحزاب صهيونية؛ سواء كانت يمينية متطرفة أو يمينية أو يسارية، وسواء كانت “صهيونية لايت” أو صهيونية حتى النخاع، أو صهيونية تقليدية.
7-هذه الهيئة مطالبة أن تؤدي دورها مَهما كانت التحديات التي ستواجهها، ومهما تطاولت عليها بعض الألسن والأقلام، فإذا تجرأ البعض وبات يدعو إلى قابلية التحالف مع “ميرتس”، أو “الصهيونية اللايت”، فإن صوت هذه الهيئة يجب ألا يغيب، بل يجب أن يعلو يوما بعد يوم، فقد حان الوقت وآن الأوان أن نوقف مهزلة المتاجرة بجماهيرنا الكادحة في الداخل الفلسطيني باسم “إرادة الشعب” أو “قائمة مشتركة” أو “وحدة شعبية” أو “إسقاط حكومة اليمين” أو “دحر العنصرية” وغيرها من الشعارات المستهلكة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى