أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةعرب ودولي

السيسي يضيّق الخناق على شيخ الأزهر.. هل يدفعه للاستقاله؟

قال مراقبون وباحثون في الشأن الديني إن اعتذار المستشار القانوني لشيخ الأزهر، أحمد الطيب، وساعده القانوني، محمد عبد السلام، عن التجديد له في منصبه، بعد ثماني سنوات من شغله هذا المنصب، هو أحد حلقات التضييق على شيخ الأزهر، بعد رفض مؤسسة الرئاسة التجديد لساعده الإداري، وكيل الأزهر، عباس شومان، وأبرز مساعديه.
ووافق شيخ الأزهر، على اعتذار المستشار محمد عبد السلام، لإنهاء مهام عمله، وعدم التجديد له للمرة الثالثة، والعودة إلى وظيفته القضائية بمجلس الدولة، السبت الماضي، والذي اعتبره كثيرون الرجل الثاني في مشيخة الأزهر بعد الشيخ أحمد الطيب.
اختار شيخ الأزهر، الشاب عبد السلام، مواليد 1980، الذي انضم للمؤسسة في عام 2011، ضمن ممثلي المشيخة في لجنة صياغة دستور 2012 أثناء فترة حكم الرئيس محمد مرسي، وفي لجنة الخمسين لصياغة دستور 2014.
وبفقدانه شومان وعبد السلام يكون الطيب قد خسر أهم مساعديه القانونين والإداريين في معاركة مع مؤسسة الرئاسة، ومؤيدي النظام الذين دأبوا على اتهامهما “بالأخونة”، واعتبارهما الرقم الصعب في معادلة الصراع معهما طوال السنوات الماضية.
وهو ما ظهر جليا في كتابات أحد المؤيدين للنظام بصحيفة اليوم السابع، والمتهم مؤخرا بالتحرش، دندراوي الهواري، والذي كتب في أحد مقالاته: “الدكتور عباس شومان، وكيل شيخ الأزهر، والرقم الصحيح والفاعل في معادلة أخونة الأزهر في الماضي بجانب الدكتور حسن الشافعي، والدكتور محمد عمارة، والدكتور محمد السليماني”.
وأضاف في نفس المقال: “علاوة على اللاعب الجوكر في هذه المعادلة الخطيرة “محمد عبد السلام”، لم يكتف بدوره في التبشير والترويج لأفكار الجماعة الإرهابية”.
وتولى عباس شومان، وكيل الأزهر، مهام منصبه في أيلول/ سبتمبر عام 2013، لمدة أربع سنوات، وجدد له رئيس سلطة الانقلاب عبد الفتاح السيسي العام الماضي، لمدة عام، بدلاً من أربعة، اعتبارا من أيلول/ سبتمبر 2017، ولم يتم التجديد له مرة أخرى العام الماضي.
قصقصة أجنحة الطيب
وقال الكاتب الصحفي والباحث في الشؤون الدينية، محمد عبد الشكور: “منذ فترة ليست قصيرة وهناك معركة بين مؤسسة الأزهر ممثلة فى إمام الأزهر الدكتور أحمد الطيب، والطرف الثاني مؤسسة الرئاسة ممثلة في الجنرال السيسي ويسعى الأخير منذ فترة لتطويع الأزهر تحت رايته وكما يريده كما فعل مع وزارة الأوقاف”.
وأضاف: “ظهرت بوادر هذه المعركة في نقاط عديدة؛ كان من أهمهما إطلاق جوقة الإعلاميين لمهاجمة الشيخ والمؤسسة في مواسم معينة بعد أن يطلق السيسي إشارة البدء في خطاباته تتلقف أجهزة الإعلام هذا الكلام وتخوض في الشيخ والمؤسسة”.
وأردف: “كما ظهرت هذه المعركة في رفض الرئاسة التجديد للدكتور عباس شومان الذي كان يشغل منصب وكيل الأزهر، وكان من المقربين من الشيخ الطيب، وأخيرا رفضت الرئاسة تجديد ندب مستشار شيخ الازهر المستشار محمد عبد السلام وهو الذي يعتبر من أقرب المقربين من شيخ الازهر وأشد المدافعين عنه وظهر ذلك في لجنة تأسيس دستور 2012 ودستور 2014؛ حيث كان من أشد المدافعين عن وضع شيخ الأزهر والمؤسسة في الدستور وشاركه في هذا الشيخ حسن الشافعي الذي تمت إقالته هو الآخر”.
واعتبر عبد الشكور أن إزاحة المقربين من الطيب “يعد محاولة لقصقصة أجنحة شيخ الأزهر، وجعله وحيدا في مواجهة الحملة الإعلامية الشرسة، وكذلك إجباره على تقديم بعض التنازلاتـ أو إجباره عن الانسحاب كليا وتقديم استقالته”.
وقال المنسق العام لجبهة شرفاء الأزهر، السابق، حازم رضا، “يبدو واضحا في الفترة الأخيرة التغير الواضح في توجه شيخ الأزهر، الذي طالما كان مسايرا للدولة والنظام في كل الأطروحات التي يتبناها النظام بشكل عام، لكن يبدو أن شيخ الأزهر مل من التدخل السافر للنظام في الشؤون الدينية، وخاصة في ما يتعلق بأصول الدين والسنة، فقرر بوضوح أنه ضد كل من وما يعارض السنة الشريفة”.
ورأى أن ما يجري مع شيخ الأزهر “قد يكون في سياق إزعاج الرجل وتضييق الخناق عليه عن طريق تفكيك الكتل المؤيدة له داخل المشيخة، لكن في النهاية لا يستطيع أحد أن يقيل شيخ الأزهر من منصبه، وربما ما يفعلونه هوم من أجل إجباره على الاستقالة”.
وأكد أن “شيخ الأزهر مدعوم من هيئة كبار العلماء، ومدعوم محليا وإقليميا، والرجل له كلمه قوية عند الحركات الصوفية، فأحمد الطيب من الصعب إضعافه لكن نستطيع أن نقول إن ما يفعله النظام محاولة بائسة لإجباره على الاستقالة، لكن في رأيي الشخصي لن يستقيل، وسيظل في منصبه بشروطه”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى