أخبار رئيسيةأخبار وتقاريرالضفة وغزةومضات

مجوعون منهكون.. أطباء بغزة يعيشون على محاليل لإنقاذ المصابين

في أروقة “مستشفى العيون” بمدينة غزة، تمتزج أصوات الأجهزة الطبية وصفير أجهزة المراقبة داخل غرف العمليات مع أنفاس أطباء منهكين يعملون في سباق مع الزمن لإنقاذ المصابين.

على وجوه الأطباء ترتسم ملامح إرهاق شديد، ناتج عن التجويع الإسرائيلي الممنهج والحصار الخانق المفروض على قطاع غزة، ضمن حرب إبادة جماعية تشنها تل أبيب منذ 22 شهرا.

ويواصل الأطباء العمل لساعات طويلة داخل غرف العمليات، مدفوعين بواجبهم الإنساني، تحت وطأة حصار حوّل رغيف الخبز إلى وجبة نادرة، وجعل السكر والبروتينات أغلى من الذهب، بحسب ما قاله أطباء.

ومؤخرا، حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن “ثلث سكان غزة (من أصل نحو 2.4 مليون فلسطيني) لم يأكلوا منذ أيام عدة”.

ووصف الوضع الإنساني بأنه “غير مسبوق في مستويات الجوع واليأس”.

فيما تؤكد الأمم المتحدة أن غزة بحاجة إلى مئات شاحنات المساعدات الإنسانية يوميا لإنهاء المجاعة التي تعانيها جراء الحصار والإبادة الجماعية.

وفي 2 مارس/ آذار الماضي أغلقت إسرائيل معابر غزة أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، بينما تتكدس على حدودها آلاف الشاحنات؛ ما تسبب بتفشي مجاعة بلغت مستويات “كارثية”.

خسارة وزن

محمد الطيب (33 عاما)، أخصائي طب وجراحة العيون، قال إنه يعمل منذ 7 سنوات.

لكن العامين الأخيرين كانا الأصعب، لا سيما منذ مارس الماضي، حيث عاش الطيب وزملاؤه “تجويعا ممنهجا” طال كل مواطني غزة.

وأضاف: “نعمل بشكل مضاعف بسبب استهداف منتظري المساعدات”، في إشارة إلى إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على فلسطينيين أثناء انتظارهم مساعدات إنسانية شحيحة.

والأحد، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن مستشفيات استقبلت 35 قتيلا و304 جرحى من منتظري المساعدات خلال 24 ساعة، ما رفع الإجمالي إلى ألف و778 قتيلا وو12 ألفا و894 جريحا منذ 27 مايو/ أيار الماضي.

وتابع الطيب: “رواتبنا تصل كل شهرين أو ثلاثة كسلفة بالكاد تغطي سعر الطحين”.

وأفاد بأن العمليات الجراحية تضاعفت من عملية واحدة شهريا قبل الحرب إلى ثلاث يوميا الآن، معظمها تستغرق من ساعة إلى ثلاث ساعات.

ومع وجبة طعام واحدة في اليوم، قال الطيب: “خسرت 10 كيلوغرامات منذ مارس الماضي”.

وأردف: “أذهب للمستشفى سيرا على الأقدام عدة كيلومترات، ولا أجد سكرا أو بروتينات، حتى النساء الحوامل والأطفال محرومون من الغذاء اللازم”.

محاليل للأطباء

مدير مستشفى العيون عبد السلام صبّاح قال إن الواقع “صعب ومرير” بالنسبة للطواقم الطبية والإدارية على حد سواء.

وتابع: “الأطباء يسقطون مغشيا عليهم في غرف العمليات بسبب الإرهاق ونقص الغذاء، ونعطيهم محاليل وريدية (سوائل طبية) ليستمروا في عملهم”.

ومضى قائلا إن أغلب الموظفين يأتون للعمل وبطونهم فارغة، ولا يتلقون سوى وجبة واحدة في اليوم.

فيما قال رئيس قسم التخدير بالمستشفى منذ 25 عاما الطبيب إياد أبو كرش إن العمل مع سوء التغذية وقلة الطعام أدى إلى إرهاق شديد للطواقم، خاصة مع مضاعفة ساعات العمل على مدار الساعة.

وزاد أبو كرش أن طبيعة العمليات الدقيقة، التي تتعلق بإنقاذ البصر أو الحياة، تتطلب تركيزا عاليا وطاقة كبيرة، لكن “وجبتنا متواضعة”.

إجهاد ودوخة

“نشعر بإجهاد شديد ودوخة وصداع أثناء العمل”، هكذا بدأت الطبيبة مها ضبان حديثها عن تأثير نقص الغذاء على صحتهم وأدائهم.

وتابعت ضبان: “كما أن ضربات القلب أصبحت أسرع، وفقدت 8 كيلوغرامات من وزني، والحصار حرمنا من الفيتامينات والبروتينات”.

“أجسادنا تحتاج لتغذية، وبدونها لن أستطيع أن أقدم نفس الطاقة في إنقاذ المرضى”، كما ختمت الطبيبة الفلسطينية.

وأقر المجلس الوزاري الإسرائيلي الأمني “الكابينت”، فجر الجمعة، خطة لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل، ما ينذر بمزيد من المصابين والضغط على الطواقم الطبية.

المصدر: الأناضول

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى