ليلة دامية في غزة: 51 شهيداً وعشرات الجرحى جراء قصف إسرائيلي واسع

مرّ قطاع غزة المحاصر، فجر اليوم الأربعاء، بواحدة من أعنف ليالي التصعيد منذ بداية الحرب، إذ شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية مكثفة استهدفت مناطق متفرقة في شمال وجنوب القطاع، ما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 50 فلسطينياً وإصابة أكثر من 100 آخرين، بحسب ما أفادت به وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”.
وتركزت المجازر الإسرائيلية في شمال القطاع، حيث استُشهد ما لا يقل عن 45 شخصاً منذ منتصف الليل في سلسلة غارات عنيفة استهدفت مخيم جباليا وجباليا البلد، كانت أعنفها على منزل لعائلة مقبل في حي الجرن، بالإضافة إلى شقتين سكنيتين تعودان لعائلتي عودة وخليل في عمارة أبو العيش قرب مسجد الياسين بشارع العجارمة، ما أدى إلى سقوط شهداء ومصابين، بينهم أطفال، نُقلوا إلى مستشفى العودة في تل الزعتر.
ووثقت مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي تكدّس جثامين الشهداء في ممرات المستشفى الإندونيسي في شمال القطاع، وسط انهيار متسارع في القدرات الاستيعابية للمنشآت الصحية، ما يعكس تفاقم الأزمة الإنسانية التي يعاني منها القطاع المحاصر. كما طاولت الغارات مناطق أخرى في جنوب قطاع غزة، حيث استهدفت طائرات الاحتلال منازل في بلدة الفخاري، جنوب شرقي مدينة خانيونس، وبلدة عبسان الكبيرة، شرق خانيونس، ما أدى إلى وقوع ثلاث إصابات على الأقل. كما قصفت طائرات الاحتلال منزلاً لعائلة مصبح قرب مسجد التوبة في عبسان.
وأطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي، ليل الثلاثاء – الأربعاء، تحذيراً بوجوب إخلاء مناطق عدة في شمال غزة، معلنا عن ضربات وشيكة بعد “رصد إطلاق صواريخ من هذه الأنحاء من القطاع الفلسطيني”. وجاء في بيان لمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: “هذا إنذار مسبق وأخير قبل الهجوم! سيهاجم جيش الدفاع (جيش الاحتلال) بقوة شديدة كل منطقة يتم إطلاق قذائف صاروخية منها”، وأضاف: “من أجل سلامتكم عليكم الانتقال بشكل فوري إلى مراكز الإيواء المعروفة في مدينة غزة”.
وتتواصل حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر، في ظل حراك دبلوماسي من الوسطاء للعودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار، إلا أن هذه الحراك يصطدم بتعنت رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وإصراره على مواصلة الحرب والتفاوض مع حركة حماس تحت النار.
وعلى صعيد المأساة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع جراء الحصار ومنع المساعدات، اتّهمت منظمة “أطباء العالم”، أمس الثلاثاء، الاحتلال الإسرائيلي باستخدام الجوع “سلاحَ حرب”، محذّرة من أن الحصار المستمر يفاقم سوء التغذية الحاد في القطاع. وكانت إسرائيل قد منعت منذ الثاني من مارس/ آذار الماضي، دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، قبل أيام من استئناف عملياتها العسكرية في الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.