“أبناء البلد” تتهم السلطات الإسرائيلية بـ “محاولة تصفية” رجا اغبارية.. وانتقاد غياب أعضاء الكنيست العرب عن جلسات محاكمته

طه اغبارية
منذ التاسع من نيسان/أبريل الماضي، يخضع الأمين العام السابق لحركة أبناء البلد الأستاذ رجا اغبارية (73عاما) من مدينة أم الفحم للاعتقال في السجون الإسرائيلية وقد تحوّل الاعتقال إلى إداري لمدة 4 أشهر يوم 15 نيسان/ أبريل الماضي بقرار من وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس.
ومن المقرر أن تصدر المحكمة المركزية في مدينة حيفا، قرارها بخصوص الاعتقال الإداري المفروض على اغبارية يوم الاثنين المقبل (19/5/2025).
وكشف طاقم الدفاع عن اغبارية -نقلا عنه- خلال جلسات محاكمته، أنه تعرض للتعذيب على يد سجّانيه في ظل ظروف اعتقال سيئة للغاية ما أدى إلى ترد في أحواله الصحية، علما أنه يعاني من عدة أمراض منها الضغط، والسكري، فضلا على خضوعه في فترة سابقة لجراحة في ظهره.
وغاب اغبارية عن جلسة محاكمته الأخيرة، يوم الخميس الفائت، ما أثار القلق والغموض حول حقيقة وضعه الصحي والظروف المشددة التي يعاني منها.
وقالت حركة “أبناء البلد” في منشور لها عبر صفحتها على “فيسبوك”، إنه “وصلت للحركة معلومات مؤكدة أنه تم كسر إحدى رجليه (رجا اغبارية)، وأن هناك محاولة لتصفيته، ويأتي تغيب حضوره للمحكمة تحت ادعاءات واهية تثير شكوكنا”، فيما حملت “أبناء البلد”، إسرائيل المسؤولية عن سلامته.
وقال مدير مركز “عدالة” الحقوقي، المحامي حسن جبارين، عقب الجلسة الأخيرة، إن “المحكمة قررت تأجيل إصدار قرارها بشأن إغبارية حتى 19 أيار/ مايو الجاري، وذلك بعد اعتراضنا على إصدار القرار بغيابه أو دون حضوره عبر تطبيق ’زووم’ أو حتى مكالمة فيديو، لذلك طالبنا بتأجيل إصدار القرار والقاضي وافق على ذلك”.
وشهدت جلسات محاكمة اغبارية، وقفات احتجاجية أمام المحكمة، نددت باعتقاله وطالبت بإطلاق سراحه فورا، بمشاركة العديد من القيادات والنشطاء السياسيين، وسط غياب تام لأعضاء الكنيست العرب عن كافة الجلسات.
وقال عضو حركة أبناء البلد وعضو اللجنة الشعبية في مدينة أم الفحم، محمد محاميد (أبو يسري)، في حديث لـ “موطني 48″، إن غياب أعضاء الكنيست العرب عن جلسات محاكمة اغبارية غير مبرر خاصة أن الحديث يدور عن قيادي في لجنة المتابعة العليا نذر حياته في الدفاع عن قضايا شعبنا وعانى من الاعتقال والملاحقة السياسية على مدار سنوات.
وأضاف محاميد أنه “في اعقاب اعتقال الأخ رجا، تمَّ تشكيل لجنة للدفاع عنه بالتنسيق مع لجنة المتابعة العليا، وهذه اللجنة باشرت في تنظيم وقفات احتجاجية تضامنا مع اغبارية، وكان يفترض أن يلفت هذا الحراك عناية أعضاء الكنيست العرب حتى يساهموا عبر موقعهم في الكنيست بإثارة ملف الاعتقال وما يتعرض له اغبارية من تنكيل وظروف قاهرة في السجن أو على الأقل يقومون بواجب إسناد الأخ رجا والتضامن معه بالمشاركة في جلسات محاكمته والتواجد في وقفات الاحتجاج الرافضة لاعتقاله”.
وتابع محاميد “صحيح أن حركة أبناء البلد تقاطع انتخابات الكنيست ولا تعول على العمل السياسي من خلال هذه المنصة، غير أنّ الرفيق رجا اغبارية، عضو في لجنة المتابعة العليا التي تضم كافة القوى والأحزاب العربية في الداخل الفلسطيني ومن بينها الأحزاب المنخرطة في الكنيست الإسرائيلي، وعليه، كنّا نتوقع من منهم (أعضاء الكنيست العرب) إبداء التضامن المطلوب مع اغبارية ومع غيره من أبناء شعبنا الذين يتعرضون للاعتقال والملاحقة بعد السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023”.
يشار إلى أن القيادي رجا اغبارية، تعرض للاعتقال الإداري في سنوات سابقة كما فرضت عليه السلطات الإسرائيلية الإقامة الجبرية عدة مرات، مع الإشارة إلى أنّه لا يزال يحاكم في ملف اعتقاله عام 2018.