مشاورات إسرائيلية بشأن المرحلة الثانية من المفاوضات مع حماس

يجري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، مشاورات أمنية بشأن المرحلة الثانية من تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة مع حركة “حماس” بوساطة مصرية قطرية أمريكية.
وفي حين ماطلت إسرائيل بإجراء مفاوضات حول آليات تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق فإنها لا تخفي رغبتها بتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق التي تنتهي مساء السبت.
وقالت القناة 12 العبرية: “تسعى إسرائيل الآن إلى تمديد المرحلة الأولى، وقد أوضحت للولايات المتحدة الأمريكية أنها مهتمة بمواصلة المفاوضات”.
وأضافت: “سيجري رئيس الوزراء اليوم عددا من المناقشات الأمنية، سيتقرر في نهايتها ما إذا كان سيتم إرسال وفد لمواصلة المفاوضات حول المرحلة الثانية، وما هو التفويض الذي سيمنحه له”.
وتابعت: “اتفقت إسرائيل مع الأمريكيين على أن حماس ستحصل على تمديد لوقف إطلاق النار، وكذلك دخول البضائع والمنازل المتنقلة والمساعدات الإنسانية فقط إذا استمر إطلاق سراح الرهائن، بما في ذلك إطلاق سراح الرهائن أحياء”.
وأشارت القناة الإسرائيلية إلى أن “الافتراض هو أن حماس لا تريد العودة إلى القتال، وقد يخلق شهر رمضان فرصة لاستمرار الصفقة”.
وقالت: “لا يريد المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف استئناف القتال، ويوضح أنه يحتاج إلى وقت للتوصل إلى ترتيب إقليمي كبير يبعد حماس ويرى كيف سترد الدول العربية على مطلب الرئيس دونالد ترامب بإنشاء نظام مختلف في غزة”.
وأضافت: “للقيام بذلك، يريد ويتكوف الهدوء والوقت، وسيحاول الجانبان الاستفادة من هذا الزخم”.
ومن المقرر عقد قمة عربية يوم 4 مارس/آذار المقبل لإقرار خطة عربية لإعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير الفلسطينيين، وتقول واشنطن إنها تنتظر رؤية هذه الخطة.
بدورها قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية على موقعها: “سيجري رئيس الوزراء نتنياهو مشاورات اليوم حول استمرار الاتفاق وسيناقش أيضا إرسال وفد تفاوضي لمناقشة المرحلة الثانية”.
وأضافت: “وعد نتنياهو بأنه إذا غادر وفد فسيكون هناك نقاش في المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) حول حدود ولايته (صلاحياته)، ومثل هذا النقاش لم يتم بعمق”.
وتابعت الصحيفة: “ولم يعرف بعد متى ستبدأ المفاوضات وأين ستجري”، مشيرة إلى أن “التقدير هو أنها ستجري الأسبوع المقبل، ربما في القاهرة أو الدوحة”.
وأردفت: “يعتزم مبعوث الرئيس ترامب، ستيف ويتكوف، الوصول إلى المنطقة في وقت مبكر من الأسبوع المقبل، ومن المتوقع أن يصل إلى إسرائيل أيضا. وتشير التقديرات إلى أن زيارته ستحفز المفاوضات في المرحلة الثانية”.
وكان وزير المالية وزعيم حزب “الصهيونية الدينية” اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش طالب بوقف الاتفاق مع انتهاء المرحلة الأولى منه والعودة إلى الحرب.
ورفض سموتريتش كلا من انسحاب الجيش الإسرائيلي من محور فيلادلفيا على الحدود بين غزة وتنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، ملوحا بالانسحاب من الحكومة حال عدم الاستجابة لمطالبه.
ومن شأن انسحاب “الصهيونية الدينية” من الحكومة أن يؤدي لسقوطها لكن المعارضة تعهدت بتوفير شبكة أمان للحكومة في الكنيست لمنع سقوطها في حال مضت قدما في الاتفاق حتى عودة أخر الأسرى الإسرائيليين.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت”: “كان من المفترض أن يبدأ الجيش الإسرائيلي في الانسحاب من طريق فيلادلفيا يوم السبت المقبل، ويكمل الانسحاب بحلول 9 مارس القادم، لكن مصدرا إسرائيليا أوضح الآن أن هذا لن يحدث”.
وأضافت: “خلال تنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة، قيل الكثير عن تعقيد محور فيلادلفيا، الذي يعتبر النقطة المحورية للاتفاق، وهذا هو أحد الخطوط الحمراء التي وضعها سموتريتش لنتنياهو”.
واعتبرت الصحيفة إن “الأهمية الرئيسية للبقاء على طريق فيلادلفيا هي واحدة: لن يتقدم الطرفان إلى المرحلة الثانية من المفاوضات لإطلاق سراح الرهائن”.
وكان اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة نص على بدء انسحاب إسرائيل من المحور يوم السبت.
وجاء في نص الاتفاق: “يقوم الجانب الإسرائيلي بخفض القوات تدريجياً في منطقة الممر خلال المرحلة الأولى، وفقا للخرائط المتفق عليها والاتفاق بين الجانبين”.
وأضاف: “بعد إطلاق سراح آخر رهينة من المرحلة الأولى في اليوم 42، تبدأ القوات الإسرائيلية انسحابها وتستكمله بما لا يتجاوز اليوم 50″، ويوم السبت هو اليوم الأخير للمرحلة الأولى.
وفي مايو/ أيار 2024 احتلت إسرائيل محور فيلادلفيا والجانب الفلسطيني من معبر رفح البري بين غزة ومصر، وهو ما ترفضه الفصائل والسلطة الفلسطينية والقاهرة.
ولم تعلق “حماس” رسميا على الإعلان الإسرائيلي.
يأتي ذلك بينما يواصل نتنياهو المماطلة في بدء مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق، التي كان من المفترض أن تنطلق في 3 فبراير/ شباط الجاري.
وفي 19 يناير/ كانون الثاني الماضي سريان اتفاق وقف إطلاق النار، ويتضمن ثلاث مراحل تمتد كل منها 42 يوما، مع اشتراط التفاوض على المرحلة التالية قبل إتمام المرحلة الجارية، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
وبدعم أمريكي ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.