أخبار رئيسيةالضفة وغزةتقارير ومقابلاتومضات

النازحون بغزة.. معاناة مع الأمراض جراء تلوث المياه والغذاء

يواجه الفلسطينيون النازحون في مخيمات الإيواء جنوب قطاع غزة أزمات مركبة ومتعددة، أبرزها انتشار الأمراض الناجمة عن تلوث المياه والغذاء وتدني مستوى نظافة المرافق العامة.

نازحون من مدينة غزة وشمال القطاع في مخيم إيواء بمركز تدريب تابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” بمدينة خانيونس جنوب القطاع، يقولون في أحاديث صحفية، إن أكثر الأمراض المنتشرة بينهم هي النزلات المعوية وما يرافقها من تقيؤ وارتفاع درجات الحرارة والإسهال المعوي.

ويشكو النازحون من عدم نظافة المرافق العامة داخل المخيم، فضلا عن انقطاع المياه لفترات طويلة جدا، ما يضاعف من معاناتهم ويهدد حياتهم جراء اشتداد الأمراض.

ويعتمد معظم النازحون في توفير وجباتهم الغذائية على المعلبات التي توزع داخل المخيم، فبعد مرور أكثر من 50 يوما على بداية الحرب الإسرائيلية، يقولون إن أموالهم نفدت وإنهم غير قادرين على شراء خضار ولحوم لطهي الطعام.

ومع اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وجه الجيش تحذيرات لسكان شمال القطاع وطلب منهم التوجه جنوبا.

وصباح الجمعة الماضية، انتهت هدنة مؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أنجزت بوساطة قطرية مصرية وأمريكية، استمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.

الأطفال المتضرر الأكبر

النازح يوسف حمودة، من بلدة جباليا شمال القطاع، قال إن “الأطفال هم الفئة الأكبر التي تعاني من النزلات المعوية جراء التلوث”.

وأضاف: “هذه الأمراض مسببها الأول هو الأكل والمياه الملوثة، حيث يعاني المصابون من ارتفاع درجة الحرارة وإسهال”.

وأوضح حمودة أن “المرافق العامة غير النظيفة الموجودة في المكان تساهم في زيادة حدة الأمراض وتوسعها”.

وأشار إلى أنه “على مدار أيام الحرب، فإن المياه التي كانت تصل المخيم لم تكن نظيفة أو صالحة للشرب”.

ويشكو حمودة من ارتفاع أسعار البضائع والخضار، الأمر الذي يصعب شرائها لأطفاله، ويفاقم من أوضاعهم الصحية.

واعتبر أن الأونروا “تأخرت في خطوة توزيع الدقيق على الفلسطينيين”، مبينا أن “الكميات الواصلة قليلة ولا تكفي لسد احتياجات أسرته من الخبز”.

وتابع: “من بداية الحرب، كنا نقف بطوابير للحصول على الخبز منذ بداية النهار وحتى آخره، وكنا أحيانا نغادر دون الحصول على الخبر”.

وأعرب حمودة عن خيبة أمله من استئناف الحرب مجددا، خاصة في ظل الآمال التي كانت لديه وفق ما ورد من أنباء بشأن إمكانية التوصل لوقف إطلاق نار في غزة ووقف الحرب ومبادلة الأسرى في صفقة واسعة.

ودعا حمودة العالم إلى “النظر إلى أوضاع قطاع غزة، والضغط باتجاه وقف الحرب وسط سقوط آلاف الفلسطينيين بين جريح وشهيد”.

والأربعاء، حذرت منظمة الصحة العالمية من مغبة أن يتسبب نقص الرعاية الصحية والأمراض في القطاع بعدد وفيات يتجاوز ضحايا القصف الإسرائيلي.

وقال مدير عام المنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في تغريدة: “نظرا للظروف المعيشية ونقص الرعاية الصحية، يمكن أن يموت عدد أكبر من الناس بسبب الأمراض مقارنة بالقصف” الإسرائيلي.

وأوضح أن هناك “خطرا عاليا من تفشي الأمراض” في القطاع، وأكد على “الحاجة لوقف دائم لإطلاق النار، الآن”، موضحا أن ذلك “مسألة حياة أو موت بالنسبة إلى المدنيين”.

وأوضح غيبريسوس أن “الاكتظاظ ونقص الغذاء والمياه والصرف الصحي والنظافة الأساسية وإدارة النفايات والحصول على الأدوية، أدى إلى ارتفاع الإصابة بأمراض التهابات الجهاز التنفسي الحادة والجرب والإسهال والطفح الجلدي” وغيرها.

أمراض تنفسية

زكي البكري، النازح من منطقة الكرامة شمال القطاع إلى خانيونس جنوبا، قال إن “استخدام الحطب للطهي عوضا عن الغاز، أصاب مستخدميه بأمراض في الجهاز التنفسي”.

وأضاف وهو يطهو الغداء على الحطب: “استنشاق الدخان الناجم عن احتراق الحطب والأوراق والأخشاب، أصابنا بأمراض كالسعال المستمر وآلام في الرئة، كما أن التعرض للحرارة الكبيرة للحطب المشتعل ثم التعرض لبرودة الجو يساهم في الإصابة بالمرض”.

فضلا عن ذلك، فإن “غالبية الموجودين في المخيم أصيبوا بأمراض معوية أبرزها النزلات”، بحسب البكري.

ومع ارتفاع أسعار المواد الغذائية، قال إن عائلته “تتعمد ترك الخبز يتخمر بشكل كبير كي يصبح مشبعا أكثر”، في ظل عدم وجود مصدر دخل يمكنه من شراء الدقيق أو الطعام.

انقطاع المياه

من جانبها، قالت أم ضياء المشهراوي، التي نزحت من حي الرمال بمدينة غزة، إن “انقطاع المياه المتكرر لفترات طويلة عن المرافق العامة (الحمامات)، يزيد من نسبة التلوث التي تؤدي للإصابة بأمراض”.

وأضافت: “إلى جانب انقطاع المياه، هناك أزمة في المرافق العامة، حيث ينتظر النازحون لاستخدامها في طوابير طويلة، وحينما يصل دورهم يفاجئون بعدم وجود مياه”.

وأضافت المشهراوي أن “هذه الظروف تساهم في انتشار الجراثيم والملوثات وبالتالي الأمراض”.

وأوضحت أنها أصيبت بنزلات معوية جراء انعدام النظافة، وتلقت العلاجات اللازمة لفترة أسبوع إلى أسبوعين.

ووصفت الحياة في مخيم الإيواء بأنها “صعبة”، خاصة مع عدم وجود مصادر دخل سواء للموظفين أو لأصحاب المشاريع الخاصة.

معاناة كل دقيقة

عبد الله المجدر، النازح من حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، يقول إن حياة النازحين خاصة مع فصل الشتاء “متعبة، وفي كل دقيقة وثانية هناك معاناة جديدة”.

وأضاف المجدر: “نزحنا من منازلنا دون أن نجلب معنا أي شيء، تركنا منازلنا ومشاريعنا وأعمالنا”.

وأوضح أنه لجأ لافتتاح مشروع صغير لطهي “الكبدة” على نار الحطب، في ظل عدم توفر الطعام المطهو للنازحين واعتمادهم بشكل كامل على المعلبات.

وتابع: “هذا المشروع فيه مصلحة للناس، خاصة مع اعتمادهم منذ أكثر من 50 يوما على أكل النواشف (غير مطهي) ما سبب لهم أمراضا مختلفة”.

أما تيسير الضبة، النازح من حي الشجاعية شرق مدينة غزة، فاكتفي بسرد شهادته بشأن ما جرى معه في مدرسة البحرين بحي تل الهوا غرب المدينة، حينما نزح للمرة الأولى من منزله إلى هناك.

وقال: “بعد 25 يوما من نزوحنا من حي الشجاعية وصل الجيش الإسرائيلي إلى المكان وحاصره، وكنا في ذلك الوقت نتمنى أن تمطر السماء كي نستغل المطر لشرب الماء”.

وبعد أيام من الحصار، هاجم الجيش الإسرائيلي المدرسة وقتل نحو 13 فردا، وقام بفصل النساء عن الرجال، وفق قوله.

وأضاف: “شقيقتي ارتقت برصاصة اخترقت صدرها وظهرها، فيما أخذونا نحن الرجال للتحقيق معنا ونحن مكبلين، ليخلوا سبيلنا في وقت لاحق وننزح إلى جنوب القطاع”.

ومنذ 7 أكتوبر، تشن إسرائيل حربا مدمرة على القطاع خلّفت دمارا هائلا في البنية التحتية وعشرات الآلاف من الشهداء والجرحى المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لمصادر رسمية فلسطينية وأممية.

المصدر: الأناضول

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى