أخبار رئيسيةالضفة وغزةتقارير ومقابلات

“نقابة الصحفيين” في الضفة تغلق عينيها عن اعتداءات أمن السلطة على الصحفيين

لا زالت نقابة الصحفيين الفلسطينيين تظهر ازدواجية معايير واضحة في التعامل مع الاعتداءات التي يتعرض لها الصحفيون، تجلت صورتها بتجاهل اعتداء كوادر من حركة الشبيبة الطلابية على أربعة صحفيين في أثناء تغطيتهم لوقفة طلابية نظمتها طالبات من الكتلة الإسلامية أمام جامعة الخليل الخميس قبل الماضي، في المقابل تسارع لتضخيم وإدانة الأحداث في قطاع غزة.

في أثناء تصوير الوقفة التي تخللها اعتداء عناصر أمن السلطة بلباس مدني على الطالبات، تفاجأ المصور الصحفي عبد المحسن شلالدة بقدوم عناصر أمن من الجامعة يحذرونه بنبرة تهديد: “إذا بتنشر الصور حنكسر الكاميرا”.

لم ينتهِ الحدث عند التهديد، إذ أخذ شلالدة الذي يعمل بوكالة “جي ميديا” قسطًا من الراحة في أحد المقاهي المقابلة للجامعة، برفقة الصحفيين نضال النتشة من قناة فلسطين اليوم، وساري جرادات من شبكة قدس الإخبارية، ولؤي عمرو (صحفي حر)، وفجأة أحاطتهم مجموعة من عناصر الشبيبة.

“طلب مني الوثائق الشخصية، فسألته: بصفتك من تريدها؟ فرد بنبرة تهديد، وبلهجة فظة تطل من عينيه نظرة قاسية: “أنا جاي أدعس على وجوهكم، وأكسر الكاميرات، إحنا هان زعرنة”، ثم قال: “سأفعل شيئًا الآن، إن أردتم تصويره فافعلوا!”، وأخرج علبة غاز فلفل ورشحها علينا، فتفرقنا من شدة تأثيرها” يروي الصحفي شلالدة ما تعرض له وزملاؤه لصحيفة “فلسطين”.

تقدم الزملاء الأربعة بشكوى لدى جهاز الشرطة بمركز جنيد بمحافظة الخليل، الذي قام بتحويل الشكوى إلى المباحث، ومن ثم إحالة الشكوى لـ”الحرس الرئاسي” الذي بدوره قام بتحويل الشكوى مرة أخرى إلى مركز جنيد، دون أي خطوات لاعتقال المعتدين.

 

“دور متخاذل”

وعن دور نقابة الصحفيين في التعامل مع القضية، أوضح شلالدة أن النقابة لم تتصل للاطمئنان عليهم، أو زيارتهم، ولم تصدر موقفًا واضحًا تجاه الاعتداء، ووصف دورها بالمتخاذل والمتساوق مع الاعتداءات، الأمر الذي يؤكد عدم تمثيلها للصحفيين.

وأشار إلى أنه تعرض لاعتداءات عديدة من السلطة والاحتلال، وفي كل مرة مارست النقابة دور التجاهل والصمت.

أما المصور محمد عابد، فبينما كان يغطي مسيرة جماهيرية خرجت من مخيم جنين باتجاه مركز المدينة، فتعرضت لاعتداء وقمع من أجهزة أمن السلطة بإطلاق قنابل صوت وغاز على المشاركين، أصابت قدمه إحدى القنابل.

وعلى الرغم من أن النقابة اتصلت بعابد لأخذ إفادته حول تفاصيل ما تعرض له، شدد، على ضرورة تواصل النقابة مع أجهزة أمن السلطة بخصوص طريقة تعاملهم مع الصحفيين ووقف اعتداءاتهم، خاصة أن الصحفيين مستهدفين من الاحتلال.

 

هوية حزبية

وترى الصحفية نائلة خليل أن سلوك النقابة في قضية الزملاء الذين تعرضوا لاعتداء أمام جامعة الخليل يؤكد أن النقابة لجزء معين من الصحفيين وليست للجميع، وأنها ترسخ هويتها كنقابة تنفذ أجندة حزبية وأمنية.

وقالت خليل: إن “النقابة لم تقم بإصدار موقف تجاه ما حصل مع الصحفيين أمام جامعة الخليل، وهذا مؤشر على حالة الخراب الذي تشهده منذ عقد المؤتمر الاستثنائي في يناير/ كانون الثاني الماضي، وإغراق الأمانة العامة والجمعية العامة بأعضاء غالبيتهم ليسوا صحفيين”.

وأكدت أن النقابة حددت نفسها أنها نقابة تابعة لحزب وخط سياسي معين، تمارس دورها بناء على مهمتها الحزبية.

 

ازدواجية معايير

محمد الأطرش وهو صحفي من محافظة الخليل، وأحد منسقي حراك الصحفيين المطالب بإصلاح النقابة، رأى أن النقابة تنظر بازدواجية للأحداث حسب المنطقة الجغرافية بطريقة حزبية.

وقال الأطرش: إن “النقابة ورغم مرور أكثر من أسبوع على حادثة الاعتداء على الزملاء أمام جامعة الخليل، لم تستطع استعادة الكاميرا الخاصة بالزميل نضال النتشة التي صادرها أحد عناصر الشبيبة، وسلمها لجهاز مخابرات السلطة بالخليل”.

وليس الكاميرا هي الأهم في القضية، فيؤكد الأطرش أن النقابة فشلت في إعادة كرامة الصحفيين من خلال طريقة التعاطي مع القضية بطريقة غير واضحة أو مفهومة، في المقابل لا تتوانى بالتعليق على أي حدث بغزة.

ويعتقد أن النقابة وضعت نفسها أداة للمناكفة الحزبية، وهو أمر يجب على النقابة أن تنأى بنفسها عنه، خاصة أنه على الدوام تعمم بضرورة الالتزام بالعمل المهني، والحيادية، والمعايير المهنية، وهي أول من يخالف هذه التعميمات بوضع نفسها في سياق الانقسام والمناكفات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى