تقارير ومقابلاتمحلياتمرئيات

الحلقة 22 من “هذه شهادتي” مع فضيلة الشيخ رائد صلاح مع الإعلامي عبد الإله معلواني

في حلقة جديدة من برنامج “هذه شهادتي”:

الشيخ رائد صلاح يتحدث عن العتاب والتلاوم الذي وقع بين المعتقلين على خلفية ملف “أسرة الجهاد”

  • بعد السجن.. انطلاق جهود تدارك الأوضاع بعد الظروف الصعبة التي مرّت على شباب الصحوة بسبب الاعتقالات
  • التركيز على بناء مشروع تربوي وتنظيمي يتجاوز كون الصحوة “ملتقى عاما” لأبناء المشروع الإسلامي

 

طه اغبارية، عبد الإله معلواني

تواصل صحيفة “المدينة” التوثيق المكتوب لشهادة الشيخ رائد صلاح المتلفزة ضمن برنامج “هذه شهادتي” مع الإعلامي عبد الإله معلواني. وتبثّ الحلقات على قناة “موطني 48” عبر “يوتيوب”، وصفحة “موطني 48” على “فيسبوك”.

في الحلقة (22) واصل رئيس الحركة الإسلامية قبل حظرها إسرائيليًا، ورئيس لجان إفشاء السلام في الداخل الفلسطيني، المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا، استدعاء شريط ذكرياته خلال اعتقاله بعدة سجون على خلفية ملف “أسرة الجهاد”، كما تطرق إلى محطات في نشاطه الدعوي بعد خروجه من السجن وكيف جرى التركيز على بناء حاضنة تربوية للمشروع الإسلامي.

 

تغييب ملف “أسرة الجهاد” عن النشر!

حظرت المؤسسة الإسرائيلية النشر حول ملابسات وتفاصيل “ملف أُسرة الجهاد”، ويرجع الشيخ رائد أسباب ذلك- وفق تحليله- إلى أنَّ “المؤسسة الإسرائيلية، وكما يبدو، منعت النشر حول القضية حتى لا تعطي سابقة معينة قد يتأثر منها الكثير من الشباب. وعليه بدأت القضية (أسرة الجهاد) وانتهت دون أن ينشر عنها- فيما أعرف- وما نشر عنها جاء في بعض الكتب التي أوردت الأمر بشكل محدود”.

 

احتكاكات بين أسرى “أسرة الجهاد” وسجناء يهود

إلى ذلك، استعاد الشيخ رائد ذكرياته في السجن، بعد أن انتقل من سجن “الجلمة” إلى سجن “الدامون” ودائمًا على خلفية ملف “أسرة الجهاد”. يقول: “لم تقع احتكاكات بيننا كأسرى عرب وبين السجناء اليهود خلال مكوثي في الدامون، لأن الاعتقالات على خلفية محنة “أسرة الجهاد” لم تكن معروفة. ولكن- كما علمت لاحقا- وقعت احتكاكات في سجن “شطة” وسجن “الرملة” إذ تجمع عدد كبير من معتقلي ملف “أسرة الجهاد” في هذين السجنين، وقد حاول بعض السجناء اليهود النيل من معتقلي “محنة أسرة الجهاد”. وبلغني أنه جرت محاولة من سجناء يهود للاعتداء على الشيخ رشاد دعدوش (أحد معتقلي أسرة الجهاد) من أم الفحم، أثناء مكوثه وعدد من معتقلي القضية في سجن “شطة”، وقد فشلت محاولة الاعتداء، لأن الشيخ رشاد دافع عن نفسه وأوجع السجين اليهودي الذي حاول الاعتداء عليه، ضربًا، على مرأى من كل الأسرى في ساحة السجن. كذلك وقعت بعض الاحتكاكات بين معتقلي “أسرة الجهاد” وسجناء يهود في سجن “الرملة”. بينما كنت أنا وحدي في سجن “الدامون” حينها في القسم العام، وكان في قسم “الشبيبة” من ذلك السجن الشيخ خيري إسكندر من باقة الغربية. وفي الدامون قضيت أيامي بأجواء زاخرة بالذكريات اللطيفة والطريفة”.

عن قراءاته خلال تجربته في السجن، يقول الشيخ رائد إنه قرأ العديد من الكتب في كل مراحله سجنه على خلفية “أسرة الجهاد”، مضيفا “لمّا كنت في سجن الجلمة أول أيام اعتقالي لم تكن عندي كتب لذلك استعرت كتبا من بعض أعضاء “أسرة الجهاد” الذين سبقوني في السجن، ثم بدأت أتلقى ما أطلب من كتب خلال زيارات الأهل. خلال تجربة اعتقالي الأولى لم اكن أكتب (أُوثّق) ذكرياتي في السجن، بعكس ما فعلت لاحقا في كل مراحل الاعتقال التي تلت التجربة الأولى، حيث وثّقت تفاصيل تلك المراحل كلها، وألفت العديد من الكتب بهذا الخصوص إلى جانب ممارسة هواية الرسم ونظم الشعر”.

 

في سجن “كفار يونا”.. التلاوم والعتاب

انتقل الشيخ رائد بعد قضاء فترة في سجن “الدامون” إلى سجن “كفار يونا”، وفيه- كما يقول- التقى عددًا كبيرًا من معتقلي “أسرة الجهاد”. يستعيد ذكريات تلك الفترة قائلا: “كان واضحًا وجود جو من التلاوم والعتاب بين معتقلي “أسرة الجهاد” حول ما حدث، ولكن كان ذلك تحت مظلة أخوية ولم يتعد ذلك. ووقع تلاوم حول إن كنّا فيما حدث قد سرنا في الاتجاه الصحيح أو أنه كان علينا أن نبني أساسًا متينًا للصحوة الإسلامية عبر بناء حاضنة شعبية. في هذه الأجواء اجتهدتُ أن أعمل على نقل الشباب من جو التلاوم إلى جو من التآلف عبر إقامة حلقات الذكر والقراءة حتى نملأ وقتنا لأن الفراغ مفسدة”.

وأكمل: “رغم ما وقع من تلاوم وعتاب، لكن أجواء السجن في “كفار يونا” حملت الكثير من الذكريات المباركة، بالإضافة إلى أن ظروف الاعتقال في “كفار يونا” أفضل وألطف من الظروف التي كانت في “الجلمة و”الدامون”، وهذا ساعدنا على التكيف أفضل داخل السجن. أذكر أننا كنّا في الليل حين نجتمع في الغرفة للنوم، يجلس كل أسير على حافة سريره ونبدأ باستعادة ذكرياتنا من الماضي وكانت تنطلق أحيانًا أصوات ضحكاتنا عاليًا”.

 

الحرية.. وإعادة البناء

يتذكر الشيخ رائد صلاح أنه في يوم خروجه من سجن “كفار يونا” إلى الحرية، طلب منه المعتقلون على خلفية “أسرة الجهاد” أن يتواصل مع أهليهم ويحمل لهم أخبارهم إلى جانب لوازم وحاجيات يريدونها خلال زيارة الأهل، ويقول إنه من أجل ذلك كتب ورقة بطلبات المعتقلين ووضعها في حذائه حتى لا تُضبط أثناء تفتيشه على بوابة الخروج، إلا أن السجّان الذي فتشه خلال خروجه- وهو من “بني معروف”- ضبط الرسالة بعد أن طلب منه خلع حذائه وصادرها وقال له: “خلص بدك اتظلك اتدور على مشاكل”.

أمّا عن حالة الصحوة الإسلامية بعد مرحلة “أسرة الجهاد”، يتابع الشيخ رائد: “بعد السجن وعودتي إلى أم الفحم، بدأت اجتهد أن نجدد العهد مع نشاط الصحوة الإسلامية بما كان متاحًا. بعد ما حدث من اعتقالات في صفوف أبناء الصحوة وجدت أنَّ البعض قد ابتعد والبعض الآخر حلق لحيته، بالتالي كانت الآثار غير مريحة، فخرجتُ من السجن محتارًا حول ماهية العمل، إلا أنه وبلطف من الله رأيت في المنام ما أعطاني إشارات حول الوجهة، حيث رأيت مشهدًا من جانبين، في الجانب الأول وقف فيه أعضاء من أسرة الجهاد يتلاومون بأصوات عالية، وفي الجانب الثاني وقف المرحوم الشيخ عبد الله نمر درويش يريد أن يصلي بشابين هما كما أذكر: الأخ خالد حمدان والأخ مازن درويش، فما كان مني- في المنام- إلا أن توجهت نحو الشيخ عبد الله للصلاة خلفه إلى جانب الأخوين المذكورين. بعد هذه الرؤيا فهمت أنه يجب أن نكون جدّيين في بناء جيل تربوي لا يقوم على أساس العاطفة الإسلامية وحدها فقط، لأنها قد تخذلك في الامتحانات الصعبة، لذلك لا بد من فهم وتربية وبناء قائم على الولاء والرؤية والعمل الإداري، وتوزيع الجهود، وتحديد المسؤوليات، وبناء مؤسسات”.

وأردف: “بات عندنا قناعة أنه لا يعقل أن يكون المشروع الإسلامي “ملتقى عامًا” لمن يريد أن يدخل أو يخرج أو ينتظر ويغيب، يجب أن تكون هناك مواصفات لابن المشروع الإسلامي والمنتمي إليه، حتى يقال هذا هو العمل الإسلامي وهذه هي المؤسسة الإسلامية”.

 

المشروع التربوي والنشاط العام والامتداد

ثمَّ تطرق الشيخ رائد إلى الخطوات العملية التي اجتهد وإخوانه على القيام بها لإعادة الصحوة الإسلامية إلى مسارها الطبيعي: “بدأت بعض الشخصيات الأساسية تلتقي واعتبرنا أنفسنا نواة العمل الإسلامي، وهم: أنا والشيخ هاشم عبد الرحمن، والشيخ خالد حمدان، والشيخ خالد مهنا، والشيخ محمد عبد مصطفى أبو شقرة، والأخ مازن درويش، ثمّ انضم إلينا لاحقًا الدكتور سليمان أحمد. بدأ عملنا في التركيز على الجيل الصغير من الطلاب في كافة المراحل التعليمية، وقمنا بتعيين ثلاثة إخوة في كل مسجد من مساجد أم الفحم، يضطلعون بمهمات دعوية تربوية داخل المسجد، كان الأول مسؤولًا عن الجيل الابتدائي والثاني عن جيل المرحلة المتوسطة (الاعدادي) والثالث تابع جيل المرحلة الثانوية. مع الإشارة إلى أن الإخوة الذين وكلوا بالمهمات في مساجد أم الفحم كانوا يحملون همّ المشروع التربوي حيث جرى استيعابهم داخل حلقات تربوية. كان المسؤول الأول عن المشروع التربوي في أم الفحم الشيخ خالد حمدان، بسبب نتاج خبرته التي اكتسبها خلال دراسته في كلية الدعوة وأصول الدين في القدس. وكان الأخ محمد عبد أبو شقرة المسؤول الأول عن الجهاز الطلابي في حين كان الشيخ خالد أحمد مهنا مسؤولًا عن الجانب الفني والإعلامي، فكان مسؤولًا عن فرقة النور للنشيد الإسلامي كما كان مركزًا للأعراس الإسلامية في أم الفحم وخارجها. أمّا أنا والشيخ هاشم عبد الرحمن فانخرطنا في النشاط العام المحلي والقُطري. وبعد فترة زمنية انتقل النشاط بوتيرة عالية إلى الخارج وأصبحت هذه هي سمة عمل الحركة الإسلامية في تلك الأصول التي تطرقتُ إليها”.

وزاد: “كما ذكرت، فبعد خروجنا من السجن كان الوضع مضطربًا في بلدات الصحوة الإسلامية، باستثناء بعض البلدات التي حافظت على حد أدنى من العمل الدعوي المتناسق، مثل كفر قاسم حيث تابع النشاط الدعوي هناك فيمن أذكر، الشيخ إبراهيم عبد الله، والشيخ عدنان بدير والحاج أمين. وفي باقة الغربية برز اسم الشيخ سعيد (أبو توفيق)، وفي جت كان الشيخ عبد الرحيم وتد، وفي الطيرة كان الأخ عبد الحكيم سمارة، فقمنا بالتواصل مع هؤلاء الإخوة في هذه البلدات وعملنا معًا على إنقاذ الوضع الدعوي العام، من خلال لقاءاتنا الدائمة والتعاون المشترك”.

أمّا عن الحالة الدعوية في النقب، يقول الشيخ رائد: “كما ذكرت سابقًا فإن الشيخ أحمد فتحي أبو خليفة من أم الفحم، كان هو أبو الصحوة الإسلامية في النقب، وضع أصولها وأسسها، وبعد وقت قصير على محنة “أسرة الجهاد” لم يكن النقب قد التحق بالصحوة من حيث التكامل مع باقي المناطق، ولكن بعد ذلك التحق الشيخ كمال هنية والشيخ حماد أبو دعابس. وفي الجليل في تلك الفترة، بدأنا نتواصل مع الإخوة هناك فالتحمنا مع قيادات وجهود الصحوة هناك، حيث كان الدور المبارك للشيخ كمال خطيب في كفر كنا، والشيخ منير أبو الهيجاء من شفاعمرو، والشيخ عبد الرحمن أبو الهيجاء والشيخ عبد الرحمن مرعي من الفريديس. قمنا معًا بنشاطات مشتركة، ولكن مرّت فترة علينا لم يكن قد تبلور نظام إداري مشترك بين جهود العمل الإسلامي. ومما أذكره من تلك المرحلة مشاركتي في عرس الشيخ كمال خطيب وإلقاء كلمة، كذلك مشاركتي في عرس الشيخ منير أبو الهيجاء، كذلك شاركنا في العديد من المناسبات الإسلامية في مختلف البلدات، هذا إلى جانب نشاطاتنا العامة الأخرى مثل متابعة بناء المساجد”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى