أخبار رئيسية إضافيةتقارير ومقابلاترياضة

صفقة رونالدو.. مكاسب اقتصادية واستثمار للسعودية

يبدو أن السعودية أحرزت هدفا في صفقة انتقال النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى نادي النصر -أحد أبرز الأندية المحلية في المملكة- بصفقة قدّرت بـ 200 مليون يورو حتى صيف 2025.

يتجاوز رونالدو قيمته الرياضية، إذ يعتبر أحد أكثر الشخصيات حول العالم متابعة على منصات التواصل الاجتماعي، وما لهذه المتابعة من ترويج -مباشر وغير مباشر- للمملكة.

وأصبح وسم #رونالدو ترند لعدة أيام مضت بعد إعلان توقعيه عقدا مع النصر السعودي، ووصوله إلى المملكة، في خطوة ستزيد من تداول اسم السعودية على منصات التواصل.

وبالنسبة لفريق النصر، فإن الأمور مختلفة للغاية، لأن التعاقد مع لاعب مثل رونالدو سيغير الكثير من الأشياء، على المستوى الترويجي والفني والعام.

وسيكون إضافة قوية إلى بطولة الدوري السعودي، وكذلك البطولات القارية الآسيوية، لأن اسم رونالدو وحده قادر على تغيير شكل البطولة وجذب المتابعات والرعايات العالمية.

لدى رونالدو نحو 528 مليون متابع على منصة انستغرام لوحدها، وقرابة 107 ملايين متابع على تويتر، و159 مليون متابع على موقع فيسبوك، بحسب تتبع “الأناضول” لحساباته هناك.

وإن لم تذكر ذلك صراحة، إلا أن السعودية تعوّل على الصفقة لتعزيز صناعة السياحة الوافدة، مع ثورة أحدثتها المملكة في أنواع السياحة “غير الدينية” خلال السنوات الخمس الماضية.

ووفق الهيئة السعودية للسياحة، فإن رؤية 2030 تستهدف إجمالي عدد زيارات للمملكة، عند 100 مليون زيارة سنويا، كما تستهدف توفير مليون وظيفة جديدة من قطاع السياحة في 2030.

ويساهم قطاع السياحة السعودي بنسبة 5.3 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي للمملكة خلال 2022، وتسعى الهيئة من خلال إلى زيادة نسبة مساهمة ذلك القطاع إلى 10 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي السعودي بحلول 2030.

وبدأت السعودية منذ عدة سنوات تعديل بعض القوانين المحلية، لجذب السياحة الترفيهية والثقافية، وسياحة المغامرات والمعارض، ضمن خطة لتنويع مصادر الدخل للمملكة بعيدا عن النفط.

السعودية اليوم، هي ثاني أكبر منتج للنفط الخام عالميا بعد الولايات المتحدة، بمتوسط إنتاج يومي 11 مليون برميل في الظروف الطبيعية، وأكبر مصدّر له عالميا بمتوسط يومي 7.5 ملايين برميل، تشكل عائدات الخام قرابة 80 بالمئة من مجمل الدخل.

كذلك، ستكون السعودية من خلال الصفقة، قد أوصلت رسالة مفادها، أنه بإمكان أية عائلات غربية الإقامة بحُرية في المملكة، وسط وفرة المرافق السكنية والتعليمية الدولية.

وقال تقرير لتلفزيون العربية السعودي (حكومي) أن رونالدو سيقيم في أحد أحياء الرياض الفاخرة، وهو حي المحمدية، الذي يحوي مرافق سكنية ورياضية وتعليمية على مستوى عالمي.

كذلك، ترغب السعودية في تعزيز استثمارها الرياضي، إذ سبق صفقة كريستيانو رونالدو، شراء صندوق الاستثمارات العامة، نادي نيوكاسل يونايتد الذي يحتل حاليا المرتبة الثالثة في سلم ترتيب البريمير ليغ.

وأصبح الاستثمار الرياضي، أحد أبرز أعمدة قنوات الاستثمار الخليجية، خاصة السعودية وقطر والإمارات، من خلال شراء أندية في أوروبا وأمريكا الجنوبية.

ويبدو أن المملكة دخلت بقوة إلى أجواء المنافسة للتحول إلى مركز إقليمي للسياحة الوافدة، وسط جهود موازية للتحول إلى مركز عالمي للتجارة والمال، من خلال مجموعة تسهيلات وحوافز للاستثمارات الأجنبية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى