الناصرة تستضيف ندوة اشهار كتاب “مطارد مع سبق الإصرار” للشيخ رائد صلاح
طه اغبارية
عقدت في مدينة الناصرة بمركز “بلال بن رباح”، الخميس (27/7/2017) ندوة لإشهار كتاب جديد لشيخ الأقصى، الشيخ رائد صلاح، بعنوان “مطارد مع سبق الإصرار” كتبه خلال سجنه الأخير والذي قضى فيه محكومية من 9 أشهر على خلفية الملف المعروف بخطبة وادي الجوز في القدس المحتلة.
شارك في الندوة العشرات من أهالي الناصرة والمهتمين والأدباء. تولى إدارة الندوة الشيخ كفاح موعد، وحيا المرابطين والمرابطات على أبواب المسجد الأقصى المبارك، وتطرق إلى فكرة الكتاب التي تتمحور حول مطاردة المؤسسة الإسرائيلية للشعب الفلسطيني وقياداته في الداخل وعلى رأسهم الشيخ رائد صلاح.
الشيخ كمال خطيب: نعتز أننا أطلقنا شعار “الأقصى في خطر”
الشيخ كمال خطيب، رئيس لجنة الحريات، نوّه إلى أن الكتاب خطّه الشيخ رائد صلاح داخل الزنازين الإسرائيلية، وبالتالي كتبه بمشاعره وأحاسيسه قبل أن يكتبه بقلمه، وذلك من وحي الظلم الإسرائيلي، كما قال.
وأضاف أن المطاردة التي يعاني منها شعبنا ويعيشها الآن في القدس والمسجد الأقصى المبارك، تعني أننا نتحدث عن صراع إرادات. وحول ما يحدث من مطاردة المرابطين والمرابطات في الأقصى بعد إزالة البوابات الإلكترونية، قال: “وكأنهم استكثروا على شعبنا فرحته وأن يعيش نشوة إنفراجة في حياته فأرادوا أن يقولوا له لا، كتب عليك ان لا تعيش هذا الشعور”.
وشدّد على أن ما حدث في القدس والأقصى، كشف عن معادن الناس، وليس كاميرات الاحتلال، حيث ظهر لكل العالم من هم أهل الأقصى وانتصرت إرادة شعبنا على إرادة المحتل، مؤكدا أن تاريخ 27/7/2017 لن ينسى حيث انطلق فيه شعبنا وخط انتصارا في جولة صراع الإرادات”.
وتطرق إلى جوقة التحريض الإسرائيلية، مع سبق الإصرار، في هذه الأيام ضد الشيخ رائد صلاح والحركة الإسلامية المحظورة إسرائيليا، ونسب المؤسسة الإسرائيلية كل ما يحصل في القدس والاقصى للحركة الإسلامية، وقال: “نعم نعتز حين اطلقت الحركة الإسلامية المهرجان الأول تحت عنوان “الأقصى في خطر” بتاريخ 8/10/1996، وما يجري اليوم يؤكد حقيقة وصدق ما أطلقناه قبل اكثر من 21 عاما”.
وتابع: “يمكن لك أن تقيد الأجساد وتسجنها ولكن الأرواح ستظل تجوب كل الدنيا وترفض أن تكون في أسر أو قيد، نحن بين يدي مرحلة شعبنا فيها انطلق، رغم الضرر الذي قد يوقعوه بنا، ولكنه يبقى أذى يسير، أمام القناعة اننا اصحاب الحق، فنحن لم نتجاوز حرمات غيرنا ولم نظلم غيرنا ولم نسرق أرض غيرنا، فالمطاردة والتحريض علينا كأفراد وجماعات، رغم شدتها لكنها ستبوء بالفشل أمام إرادة شعب كما تجلت هذه الأيام عبر الإصرار على الدخول إلى المسجد الأقصى رغم كل ما يفعلون”.
وتوجه خطيب إلى الشيخ رائد قائلا: “الكتابات والأقلام التي كتبت كثيرة، وتزدحم بها المكتبات، لكن مع الفارق الكبير بين قلم يكتب بالوجع ومع الوجع، وبين قلم يكتب ليقال كاتب، وما نظن إلا أنك كتبت مع الوجع والألم والحرص، ولكن مع هذا الألم لن يكون إلا الأمل بإذن الله ومع هذا الوجع لن يكون إلا الفرج واعلم ان النصر مع الصبر وان الفرج مع الكرب وان مع العسر يسرا، وأسال الله ان يتقبل منك وينفع بك”.
ثم ألقى عضو بلدية الناصرة، سمير سعدي، كلمة ترحيبية باسم بلدية ومدينة الناصرة، وبارك للشيخ رائد اصدار الكتاب، وتمنى أن ينفع به الأمة وشعبنا الفلسطيني، مثمنا دور شيخ الأقصى في الدفاع عن قضايا شعبنا عموما. ثم قام بتقديم درع تكريمي للشيخ رائد صلاح باسم الناصرة ورئيس البلدية علي سلّام- الذي تعذر حضوره.
د. مهند مصطفى: لم يتعرض قائد في الداخل للمطاردة السياسية كما الشيخ رائد
الدكتور مهند مصطفى، محاضر وأكاديمي، قدّم قراءة سياسية لكتاب “مطارد مع سبق الإصرار” مشيرا إلى أن الكتاب سلسلة من عدة كتب أصدرها الشيخ رائد في السنوات الأخيرة مشيرا إلى أن لها مكانة تاريخية في مسيرة شعبنا الفلسطيني، كونها تخط بيد شخصية سياسية تتحدث عن محطات في مسيرتها.
وقال إن كتابات الشيخ رائد في السنوات الأخيرة، تسلط الضوء على أهم تيار سياسي في الداخل الفلسطيني، خاصة انها كتبت بيد قائد هذا التيار، فالكتاب يدخل في تصنيفات المصادر كمصدر أولي، ولكن أهميته تكمن في كونه مصدر أولي صادر عن قائد هذا التيار.
واعتبر أن الكتاب يشكل بداية تجرية انسانية، يتحدث عن المعاناة مع مشروع استعماري كولنيالي يهدف إلى نزع إنسانية وشرعية الانسان الفلسطيني، كما تدار الآن، محاولة لنزع انسانية وشرعية الشيخ رائد من قبل المؤسسة الإسرائيلية.
وأشار إلى أن الشيخ، بيّن في الكتاب انتماءه وولاءه للهويات الثلاث التي تشكله وهي الهوية الإسلامية والهوية الفلسطينية والهوية الإنسانية، مظهرا اعتزازه بهذه الهويات، ما يؤكد البعد الوطني وتجذره في التيار الإسلامي.
ويعتقد مصطفى أنه لا يوجد قائد سياسي في تاريخ الداخل الفلسطيني تعرض للمطاردة والملاحقة والتحريض كما تعرض لها الشيخ رائد صلاح، وقال إن ميكي ليفي، قائد الشرطة الأسبق، صرّح مرة أن الشيخ رائد صلاح هو أخطر شخصية في الشرق الأوسط.
وفي ختام مداخلته، لفت، إلى أن خطورة الشيخ رائد صلاح بالنسبة للإسرائيليين تكمن في كونه تحدى المشروع الصهيوني ووضع أمامه بدائل المشروع الفلسطيني من خلال التمسك بالثوابت وفي مقدمتها رفع شأن قضية القدس والأقصى واللاجئين.
الشاعر سامي مهنا: الشيخ رائد طرح رؤيته في الكتابة بمسؤولية القائد
ثم كانت مداخلة للشاعر سامي مهنا، أكد فيها أن كتاب “مطارد مع سبق الإصرار” كتب بطريقة أدبية سردية ملفتة، مشيرا إلى أن ذلك ليس غريبا عن الشيخ رائد “الأديب والشاعر والفنان”.
وقال إنها نعمة على شعبنا أن يحظى أحد قاداته بميزات السياسي والأديب والشاعر والفنان، ولفت إلى أن المميز للكتاب والكثير من كتب الشيخ رائد صلاح، انها تتضمن الأمل دائما وليست مشحونة فقط بالآلام والتحديات، وفي هذا جزم لثقة الشيخ بأهدافه والرؤية البعيدة والإيمان.
واعتبر مهنا أن حرص الشيخ رائد على البعد الإنساني في كتابه، يؤكد مسؤوليته كقائد، حيث تطرق في الكتاب إلى وقفاته مع حالات سجناء وسجانين عرب ويهود، وتناولهم بالمنظور الإنساني والحرص على كسبهم لصالح رؤيته الجامعة الوطنية الوحدوية للكل العربي الفلسطيني.
الباحث صالح لطفي: الشيخ رائد مطارد لأنه صاحب مشروع يتناقض مع مشروعهم
وفي مداخلة للباحث صالح لطفي، قال إن الكتاب يتمحور حول المطاردة السياسية لشخص الشيخ رائد صلاح ومجمل الملاحقات التي تقوم بها المؤسسة الإسرائيلية ضد القيادات والشعب الفلسطيني، مؤكدا أن الشيخ كما أشير آنفا هو المطارد رقم واحد في الداخل الفلسطيني من قبل المؤسسة الإسرائيلية لأنه يحمل مشروعا متناقضا مع المشروع الصهيوني، وهذا المشروع له بعده الإنساني الذي يسعى إلى تكريم الإنسان كإنسان، وهو متناقض مع النظرة الاستعمارية والاستعلائية العنصرية للمشروع الصهيوني الذي تقوم عليه المؤسسة الإسرائيلية.
ومن وحي الكتاب، طالب لطفي بتشكيل هيئة وطنية تتابع التحريض الإسرائيلي ضد الجماهير العربية والشخصيات القيادية ومنها الشيخ رائد صلاح، ودعا إلى أن تتصدى لجنة المتابعة لهذه الحملة وان تحمل المؤسسة الإسرائيلية المسؤولية عما قد يحدث للشيخ رائد صلاح ولكل قيادي في الداخل الفلسطيني. مشدّدا على ضرورة تعرية العنصرية الإسرائيلية وما يحدث من تحريض على الجماهير العربية في العالم من خلال اللقاء مع سفراء العالم واطلاعهم على الحالة التحريضية التي يتعرض لها شعبنا وقياداته وفي مقدمتهم الشيخ رائد صلاح.
الشيخ رائد يحذر من مرحلة التصفية الجسدية ويؤكد التمسك بالثوابت رغم التهديدات
وكانت الكلمة الأخيرة للشيخ رائد صلاح، حيا فيها صمود المقدسيين ومن يناصرهم من أهل الداخل الفلسطيني عند ابواب الاقصى ودعا إلى المزيد من شد الرحال إلى القدس والمسجد الأقصى المبارك.
وشكر الحضور وخص من ادلوا بمداخلاتهم الطيبة خلال الندوة. وتطرق إلى تجربته في السجن والتي اوردها في الكتاب، موضحا ان “المؤسسة الإسرائيلية أرادت من الحركة الإسلامية قبل حظرها ان تملي عليها 3 أمور، ان تفرض عليها التعامل مع المشروع الصهيوني ما يشبه الإقرار بمشروعيته، وقد رفضنا ولا زلنا نرفض، ونؤكد انه مشروع بلا شرعية، نحن مشروع ضعيف لكننا اصحاب الشرعية، والصراع بين مشروع بلا شرعية قوي وبين مشروع مع شرعية ضعيف، ستكون فيه النهاية لصالح المشروع صاحب الشرعية فالضعف والقوة هي حالات متغيرة، ارادوا منا، رغم احترامنا لقناعات الغير، أن تفرض علينا موقفا وهو ان ندخل إلى الكنيست والانخراط بها، رفضنا ذلك، مع احترامنا لقناعات غيرنا. اردوا منا التنازل عن دورنا في قضية القدس والمسجد الأقصى المبارك، وهو ما رفضناه أيضا”.
وقال الشيخ رائد إن “المساومات الإسرائيلية لم تتوقف حتى هذه اللحظة، والمؤسسة تحاول على مدار كل السنوات الماضية، ان تفرض علينا املاءات رفضناها، استعملوا معنا لغة التهديد والاغراء، وفشلت هذه الأساليب، حتى ايام رئاستي لبلدية أم الفحم حاولوا أن يساومونا على ثوابتنا لكننا رفضنا، وصل إلينا ايهود بارك، وقال سيدخل إلى ميزانية بلديتك 50 مليون شيقل بشرط ان ترفع يدك عن موضوع الأقصى وطبعا رددنا عليه الرد الملائم”.
وأشار إلى ان المؤسسة الإسرائيلية تطارد دون أن تيأس، محذرا “عندما تصل المؤسسة الإسرائيلية لنتيجة مفادها أن الشخصية الفلانية لم يعد ينفع معها الاغراء أوالتهديد يبدأ التفكير بتصفيتها، وحدث ذلك مع الشيخ أحمد ياسين وابي عمار، وقد يحدث ذلك اليوم، وكاد يحدث ذلك معي في سفينة مرمرة، يريدون منا ان نتنازل ونساوم، وهذا يجب أن نجيب عليه سويا في لجنة المتابعة، والان تحاول المؤسسة الاسرائيلية أن تجرم ثوابتنا والا لماذا سجن 20 من أبناء الداخل تحت مقولة الرباط مجموعة الدكتور حكمت ومجموعة الدكتور سليمان، اذا يريدون تجريم ثوابتنا مع أن الرباط هو رؤية دينية لم نبتدعها نحن بل هو بأمر القرآن والسنة ومن يريد تجريمه هو يريد تجريم القرآن والسنة”.
وأكد ان المطلوب هو الصمود والتمسك بالثوابت، مهما كانت المساومات والتهديدات، “هي مرحلة تحد والتأكيد ان الممارسات الاسرائيلية هي التي تصنع الاحتقان في مسيرة القدس والمسجد الأقصى المباركين واي نتيجة لهذا الاحتقان المسؤول عنها هو الاحتلال الاسرائيلي”. قال في الختام.