أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالاتومضات

فساد وانحطاط “الجيش الأكثر أخلاقية في العالم”

 

الإعلامي أحمد حازم

 

بعد حرب الستة أيام في شهر يونيو/ حزيران عام 1967 والتي خسر فيها العرب، سيناء والضفة الغربية وغزة والجولان، تفتقت عبقريات بعض المحللين والمعلقين في إيجاد أوصاف للجيش الصهيوني، الذي يطلقون عليه “جيش الدفاع”. لكن في حقيقة الأمر هو جيش الاحتلال. في الكلمة التي ألقاها في الحادي عشر من شهر مايو/ أيار عام 2016 بمناسبة ما يسمى “إحياء ذكرى قتلى حروب إسرائيل”، قال رئيس البيت اليهودي نفتالي بينيت إن الجيش الإسرائيلي هو “الأكثر أخلاقية في العالم”.

في الخامس من شهر أبريل/ نيسان عام 2016 نشر ابراهام بورغ، مقالا في صحيفة هآرتس بعنوان “الجيش الأكثر نصف اخلاقية في العالم”. وقد كان ذلك لهدف واضح هو القول إن الجيش الاسرائيلي ليس جيشا اخلاقيا. وفي السادس عشر من شهر مايو/ أيار ردَّ عليه شلومو غازيت، وهو جنرال سابق وأكاديمي، في الصحيفة نفسها بالقول: “أنا لا أوافقه الرأي وأقول إن الجيش الاسرائيلي هو الجيش الاكثر أخلاقية في العالم”.

أما عاموس يادلين رئيس جهاز الاستخبارات العسكري السابق فله رأي أخر، فقد قال في مقال له نشرته صحيفة يديعوت احرونوت في الثلاثين من شهر مارس آذار عام 2016: “لا يوجد جيش أخلاقي والحرب والاخلاق لا يسكنان في مكان واحد، هذه ادعاءات مغلوطة وخطيرة، لا تتناسب في أيامنا مع أي جيش في دولة ديمقراطية”.

تعالوا معي لنسمع حكايات عن “الجيش الأخلاقي أو نصف الأخلاقي”: في الخامس عشر من شهر ديسمبر كانون الأول العام الماضي، كشف موقع قناة 13 العبري، عن عملية سرقة كبيرة استهدفت ما يزيد عن مائة ألف رصاصة من المخزون الخاص ببنادق M-16 في مخازن الطوارئ داخل قاعدة عسكرية تابعة للواء إسكندروني، في منطقة الجليل شمالي البلاد. وقد رجحت الشرطة مجموع السرقة يتجاوز 150 ألف رصاصة في حين أن الجيش يقدر بأن العدد أقل.

وفي الحادي والعشرين من هذا الشهر ذكرت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية، أن متحدثا باسم الجيش الاسرائيلي، كشف عن تمكن بعض الأشخاص من اقتحام مخازن السلاح في قاعدة “سديه تيمان” التابعة للواء “جفعاتي” في جنوب البلاد، والاستيلاء على نحو 30 ألف رصاصة لبنادق ومدافع رشاشة. ورأت الصحيفة أن حدث الاستيلاء الأخير على السلاح “مغيظ على نحو خاص؛ لأن الحديث يدور عن قاعدة سبق أن وقعت فيها حالات اقتحام بأحجام كهذه في الماضي، واستثمرت عشرات ملايين الشواكل في حراستها”.

وأكدت الصحيفة أن سرقات حرامية الجيش الأخلاقي من شأنها أن تعرض وجود إسرائيل للخطر، أكثر من التهديد الإيراني، أو الجبهة السورية، أو الخطر اللبناني، أو غزة”.   إذًا كان “العنوان على الحائط والكل يراه، لكن لا يفعل أحد ما ينبغي”. كما تقول صحيفة يديعوت أحرونوت.          فلماذا يُعطى الضوء الأخضر للحرامية بالسرقة بكل حرية؟ فهل هذه سلوكيات “جيش أخلاقي” أم سلوكيات جيش احتلال فاسد؟

عندما كان رافائيل إيتان رئيسا لأركان الجيش، أصدر عفوًا على كل من يرتدي زيا عسكريا وأدين بقتل عرب في لبنان وفي إسرائيل. ولقد حظي بالعفو ضباط قتلوا بدم بارد أسرى مكبلين في لبنان. كذلك حصل جندي على عفو بعد أن قتل مواطنا كان يسير في شارع بالقدس الشرقية، بدون سبب، وفقط لأنه رغب بقتله. ما قام به إيتان يظهر بوضح “أخلاقية؟!” ضباط إسرائيل.

وسؤال آخر يطرح نفسه: كيف يمكن لأشخاص غرباء اقتحام مخزن السلاح وسرقة محتويات منها؟ مع العلم أن مستودعات الجيش الإسرائيلي محصنة بطريقة لا يستطيع حنى الطير من دخولها. لكن وكما يقول المثل الشائع “دود الخل منو وفيه” بمعنى أنَّ “الحرامية منهن وفيهن”. ما حصل من سرقات سابقة ولاحقة وممارسات عنصرية ولا أخلاقية تدل على عدم أخلاقية هذا الجيش الذي وصفوه زورًا وبهتانًا بأنه الأكثر أخلاقية بين جيوش العالم، والأصح أن يقال عنه أنه الأكثر حرمنة وانحطاطًا بين جيوش العالم.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى