أخبار رئيسية إضافيةالضفة وغزةتقارير ومقابلات

جابر.. معوق فلسطيني يتفنن في صنع ألعاب خشبية

جابر 44 عاماً، يعاني إعاقةً ذهنية متوسطة يصنع ألعابا تعليمية للأطفال
– بات اليوم موظفاً في منجرة جمعية النهضة النسائية في رام الله
– يحصل على راتب شهري يعيله ووالدته المريضة.
– مسؤولة التسويق في الجمعية: ذوو الإعاقة أثبتوا أنهم قادرون على العمل والإنتاج.
– 60 طالباً يجرون تدريبهم على مهن النجارة والخياطة في الجمعية.

 

أنطون جابر (44 عاما)، فلسطينيّ من رام الله، تغلّب على إعاقته الذهنية، وبات منتِجاً بدل أن يكون عبئاً.

تعلم جابر مهارات ذهنية ومهنية، أهّلته للعمل كمساعد نجار.

واليوم، يعمل في منجرةٍ خاصة بجمعية “النهضة النسائية”، في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية.

يمتهن جابر صناعة الألعاب الذهنية للأطفال، ويقول “نجحت في إيجاد فرصة عمل ومصدر دخل يعيلني”.

يشكّل قطعا خشبية، ويجهّزها بحرفية لتصبح ألعاباً للأطفال، تسوّقها الجمعية لرياض الأطفال والمدارس والمؤسسات ذات الشأن.

رغم الإعاقة نجحت

يقول جابر لوكالة الأناضول، أثناء عمله في المنجرة “تعلمت النجارة في الجمعية، وأعمل على كثير من الماكينات”.

وأضاف “صحيح أنا معوق ذهنياً بشكلٍ متوسط، لكن تعلّمت النجارة، وأنا اليوم أعمل هنا (في منجرة للجمعية)، وبات لديّ دخل أصرف منه على البيت”.

يبدو جابر سعيداً، يتنقل بين أقسام المنجرة، وفي أوقات فراغه يعمل على تنظيفها.

ويقول “أنا مليح (بخير)، أعمل وأنتج”.

كان جابر قد التحق بالجمعية منذ سن الثامنة، تعلم مهاراتٍ لغوية وإدراكية ومهنية بما يتوافق مع عمره وقدرته العقلية.

نموذج للشخص العصامي

وتقول إلهام علان، مسؤولة التسويق وقسم الإعاقة الذهنية، في الجمعية، إن “أنطون نموذج للشخص العصاميّ، تغلّب على إعاقته الذهنية، وبات منتجاً يأكل ويلبس من عرق جبينه”.

وأضافت، إن “جابر يصرف على والدته المسنّة والمريضة، وتعتمد عليه بشكل كامل”.

وأشارت علان إلى أنه “اليوم يصنع الألعاب ذاتها التي كان يلهو بها عندما كان طفلاً”.

وتوفر الجمعية لجابر، بحسب علان، راتباً شهرياً بقدر 300 دولار، بالإضافة إلى نقله بين بيته والجمعية ذهاباً وإياباً، واحتياجات أخرى كالتأمين الصحي.

ولفتت إلى أن عمل جابر في إنتاج الألعاب الخشبية متكامل، من قصّ الخشب ضمن تصميم معين، يكمل العمل حتى إنتاج القطعة كاملة.

وتضيف علان: “المنجرة لجابر بيتُه الأول والثاني، ينتمي لها بشكل كبير، لديه استعداد للعمل حتى ساعاتٍ متأخرة لتلبية وإنهاء طلبات للزبائن”.

وفي غرفة عرض منتجات الجمعية الخشبية، تشير علان إلى أن “كلّ ما هو موجودٌ هنا من قطع وألعاب ذكاء وألعابٍ للترفيه، هي من إنتاج الجمعية، ولجابر فيها بصمةٌ رئيسية.

وتضيف إن “جابر يعبّر عن سعادته كلّما أنجز عملاً”.

منتجات الجمعية صحية صديقة للبيئة، وخالية من المواد السامة، وفق علان.

وتنتج الجمعية نحو 200 صنفٍ من الألعاب والقطع المكتبية والتعليمية الخاصة بالأطفال.

وعادة ما تشارك الجمعية في معارض محلية لبيع المنتجات التي يذهب ثمنها لدفع أجور العاملين.

وتؤكد علان “هناك إقبالٌ على منتجات الجمعية، كونها تصنع بحرفية وذات جودة عالية”.

وإلى جوار جابر 3 من ذوي الاحتياجات الخاصة، هم أيضاً يعملون في أقسام أخرى في المنجرة، تحت إشراف فني مختصّ.

وتشير علان إلى أن “ذوي الإعاقة الذهنية أثبتوا أنهم أصحاب مهن، ويمكنهم الاعتماد على أنفسهم، ولا يكونوا عالةً على المجتمع”.

يعود تأسيس جمعية “النهضة النسائية” إلى العام 1925، من خلال جهود عددٍ من السيدات الفلسطينيات في مدينة رام الله.

ومنذ تأسيسها، هدفت الجمعية لمساعدة السيدات والأطفال، واليوم تقدم تدريباً مهنياً لنحو 60 فرداً، ليتقنوا مهن النجارة والخياطة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى