يتهددهم كابوس التهجير.. أيامٌ قليلة تفصل 70 مقدسيًا عن قرار إسرائيلي يُحدد مصيرهم

أيامٌ قليلة تفصل 10 عائلات مقدسية في بلدة الطور شرقي القدس المحتلة عن قرار محكمة بلدية الاحتلال الإسرائيلي للبت في طلب الإلغاء المقدم باسم عائلة أبو سبيتان لهدم البناية السكنية في البلدة، وتشريد 70 مقدسيًّا.
والأربعاء الماضي، قررت محكمة شؤون بلدية الاحتلال في القدس تجميد قرار هدم البناية السكنية في الطور حتى إصدار قرار آخر في طلب الإلغاء المقدم من عائلة مصطفى أبو سبيتان.
وحددت محكمة بلدية الاحتلال جلسة للبت في الطلب المقدم عند الساعة الثالثة والنصف مساء يوم 14 كانون أول/ ديسمبر الجاري. وفق ما ذكر المحامي مدحت ديبة.
ولم يتبق سوى يومين على موعد الجلسة للبت في طلب إلغاء قرار الهدم من عدمه، والذي سيحدد مصير ومستقبل 70 مقدسيا يتهددهم شبح التشريد والتهجير بأي وقت.
حرقة وألم
ميسر أبو الحلاوة المهدد منزلها بالهدم، تقول في تصريحات صحفية: “نحن نعيش أصعب أيام حياتنا، نترقب الأيام القادمة وما ستحمله جلسة المحكمة الإسرائيلية، وهل ما إذا كانت ستصدر قرارها النهائي بهدم البناية التي تؤوي 10 عائلات أم لا”.
وتضيف “الوضع صعب للغاية ومحزن، لقد استنفذنا كل الخطوات والإجراءات القانونية لأجل وقف هدم البناية، وحاولنا الحصول على ترخيص بناء لكل المنطقة، إلا أن بلدية الاحتلال رفضت كل ذلك”.
وتصر سلطات الاحتلال على هدم البناية، وتشريد سكانها في العراء، وفي ظل البرد القارس. توضح أبو الحلاوة.
وتتابع “لا نعرف ما هو مصيرنا، ومن القاضي الذي سيبت في قضيتنا، نحن ننتظر الأيام المتبقية بفارغ الصبر، ونأمل أن يجمد قرار الهدم لفترة طويلة”.
وتشير إلى أن بعض العائلات أفرغت منازلها من محتوياتها، وباتت تعيش بدون سجاد ولا أغطية تقيها البرد القارس، خاصة أن غالبيتهم من الأطفال.
حراك شعبي
وتطالب أبو الحلاوة الجميع بالوقوف إلى جانبهم والتضامن الواسع مع قضيتهم، عبر تصعيد الحراك الشعبي في القدس لمواجهة قرار الهدم، ووقف تهجيرهم.
بدوره، أوضح المقدسي فايز الخلفاوي المهدد منزله بالهدم أيضًا، أن تجميد قرار الهدم لا يعني أن الأمر انتهى، مشيرًا إلى أن العائلات قدمت طلبا لترخيص البناية نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، إلا أنه لم يرد عليه حتى اللحظة.
ودعا الخلفاوي المقدسيين والمتضامنين إلى تكثيف الحملات التضامنية مع العائلات المهددة بالتشريد لحمايتهم وكل المقدسيين من قرارات الاحتلال.
وفي 4 نوفمبر الماضي، تسلمت 10 عائلات مقدسية قرارات من بلدية الاحتلال تقضي بإخلاء منازلها في السهل ببلدة الطور، بدعوى البناء دون ترخيص، رغم أنها تقطن فيها منذ عام 2011.
وتسكن العائلات في البناية منذ عام 2011، وتضم خمسة طوابق تؤوي نحو 70 مقدسيًّا، وتبلغ مساحة كل طابق 270 مترًا مربعًا، ويضم كل منزل 4 غرف ومطبخ ودورة مياه.
ومنذ استلامهم قرار الهدم، والعائلات ينظمون كل جمعة، وقفات تضامنية وصلاة الجمعة أمام بنايتهم، بمشاركة متضامنين أجانب وأعضاء من هيئة العمل الوطني والأهلي بالقدس، ويرفعون خلالها شعارات بعنوان: “لن نرحل هنا بيتنا” ، “التهجير جريمة حرب” و”مش راح تنهد.. مش متزحزح قاعد فيها بناية الصمود”.



