أخبار رئيسيةأخبار عاجلةمحلياتومضات

“الوفاء والإصلاح” ينظّم في “جديدة المكر” ندوة حول العنف في المجتمع العربي

موطني 48

نظّم حزب الوفاء والإصلاح بالتعاون مع المجلس المحلي جديدة المكر، الجمعة، ندوة بعنوان: “العنف في الداخل الفلسطيني تحديات وحلول”. تولى عرافة الندوة الأستاذ يوسف كيال مسؤول الفرع المحلي لحزب الوفاء والإصلاح في جديّدة المكر.

وقال كيال بين يدي الندوة: “قلوبنا تعتصر ألما على شلالات الدم والعنف الذي يستشري في مجتمعنا، وكان آخرها في أم الفحم مرورا بجديّدة المكر إلى كافة القرى والمدن”.

وأضاف: “من حقنا، وحق أبنائنا وأحفادنا أن ينعموا بالحياة الكريمة الهادئة”، مؤكدا أن هذه الغمامة ستزول عن مجتمعنا في نهاية الأمر من خلال المبادرات الفاعلة التي تحظى بدعم أبناء شعبنا في الداخل.

ثمّ رحّب المهندس سهيل ملحم رئيس المجلس المحلي جديده المكر، بالحضور والمحاضرين، وتحدث عن الدور الكبير الذي بإمكان السلطة المحلية أن تلعبه عبر “احتضان الشباب وزرع الأمل والتفاؤل في النفوس”. وأكد أن وجود الصروح الثقافية كالمكتبات العامة، حيث تُعقد فيها اللقاءات والأمسيات، من شأنها تزويد الشباب بالمعلومات والثقافة والحضارة، ومن شأنها أن تزرع وتغرس القيم والأخلاق والمبادئ والانتماء والعطاء في النفوس.

وشدّد على أهمية التمسك بالأمل وفتح الآفاق أمام الشباب، لمنع انزلاقهم إلى الشارع وأوكار العنف والجريمة.

وأكد ملحم كذلك أنّ “الرؤية الواضحة في قضية الأرض والمسكن هي أهم وسيلة لحل مشكلة العنف والجريمة” مستذكرًا الأمل الذي دبّ في الشباب في جديّدة المكر، عند المصادقة على مخطط طنطور.

الباحثة الاجتماعية والأسرية أ. دانية حجازي، قدّمت مداخلة وركّزت خلالها على أهميّة التوازن بين الوالدين وسلوكهما، بما يبثّ الطمأنينة داخل الأسرة، لأنهما القدوة الأولى للأولاد ومحط التقليد، إيجابًا وسلبًا، بالذات في الفئة العمرية بين 10-12 سنة، والتي تعدّ أخطر مرحلة، ففيها يتم تكوين الشخصية.

ثمّ تحدثت عن جيل 12-18، وأنّه جيل البحث عن الذات والارتباط بالأصدقاء، ووجّهت حديثها للأمهات قائلةً “يجب أن نقضي وقتًا طويلًا مع أولادنا، فالأم كالإسفنجة تمتص كل أحاديث الولد وتبدأ بتعديل سلوكه وإعطائه حلولًا لمشاكله” ثم وجّهت حديثها للآباء قائلةً “الأولاد ليسوا فقط بحاجة الى الرعاية (أكلٌ وشرب، لباس وراحة وبيت)، لكن الأمان يتطلب الجلوس والحوار ولعب الكرة وقراءة القصة ومناقشة الفيلم والمرافقة لزيارة الأرحام كأصدقاء”. وحذّرت حجازي من خطورة تسلّط أحد الوالدين لأن الولد يميل إلى الوالد/ة المسيطر/ة”.

ودعت حجازي إلى حل المشاكل الأسرية داخليًا وليس على الملأ، وفي ختام مداخلتها دعت الأهل إلى تثقيف أنفسهم وربط أولادهم بالمساجد والمدارس ثم قالت: “التقوى هي التي توصلنا الى الطريق الصحيح، ومن هنا يبدأ تحضير الجيل القادم”.

الدكتور سامي جمال محاجنة، المحاضر في كلية بيت بيرل، تحدث في مداخلته عن ظروف الداخل الفلسطيني بُعَيْد النكبة وتأثيرها على البُنية الاجتماعية قائلًا: “نحن كولد يتيم”. ثم تحدث عن شعار المرحلة يومها “دبّر حالك ولو على حساب غيرك”، ثم ذكر الاحصائية بأن 40% من الشباب العرب ما بين 18-24 عامًا هم بدون إطار تعليمي أو عمل، بالتالي، كما قال “عصابات الإجرام في الانتظار”.

وذكر محاجنة كذلك، أن النسبة بين الطلاب الجامعيين العرب هي 70% إناث و30% ذكور قائلًا “إن هذا من شأنه إحداث خلل في الأُسَر حيث انعدام التكافؤ بين الزوجين”. وحثّ المحاضر على ضرورة إعطاء الأولاد المهارات الكافية للتعامل مع الأزمات لأن الاحباط هو أحد مسببات العنف.

ونوّه محاجنة الى عدم الاستطاعة في تشكيل مجتمع فلسطيني في الداخل، وبقي الانتماء للعائلة أو الحمولة هو المهيمن وهذا ما ينعكس ويهيمن على السياسة المحلية وبالتالي يوصل الى العنف.

وأكّد محاجنة على ضرورة أن يكون العلم غاية وليس وسيلة لتحصيل المال والجاه، وأن على المتعلمين أن يغيّروا من شخصياتهم إلى الأفضل ثم تحدث عن التمدن (الهاتف/ السيارة) التي هي بحد ذاتها جيدة ومطلوبة، ولكنها “خربطت” القيم والعلاقات.

رئيس حزب الوفاء والإصلاح الشيخ حسام أبو ليل، كانت له المداخلة الأخيرة، مشيرا في بدايتها إلى أنواع العنف التي يعاني منها مجتمعنا وهي: العنف الإعلامي، حيث يتم تضخيم السلبيات على حساب الإيجابيات، العنف السياسي في الانتخابات، عنف الشوارع وعنف الملاعب، وحول الصنف الأخير دعا أبو ليل السلطات المحلية والمسؤولين إلى التنويع في الرياضة وفتح مسارات أخرى عديدة من الرياضة وعدم حصر الرياضة في كرة القدم التي وللأسف تتكرر فيها أحداث العنف.

ثم نوّه الى أنّ نسبة الطلاق في الداخل هي 40% حيث الأولاد هم الضحية بسبب افتقاد الحضن الدافئ.

وأكّد على ضرورة استعادة وغرس القيم، من احترام الكبير إلى احترام المعلم ثم احترام الشارع.

وأكّد رئيس حزب الوفاء والإصلاح على أهمية البيت قائلًا: “البيت.. البيت…البيت…أولًا وآخرًا”.

وطالب أبو ليل “العائلة الكبيرة” بأخذ دورها ضد العنيفين أو المجرمين من أبنائها، وحثّ المجالس المحلية على تفعيل البرامج اللامنهجية النافعة. وأكّد على دور المسجد ثم المدرسة، مؤكدًا ضرورة تعميق الجديّة في التربية بحيث تُعطى الدروس التربوية للمعلمين المؤهلين لهذا الدور.

كما دعا إلى التعاون بين الأهل والمدرسة، وبين المدرسة والسلطة المحلية.

وفي ختام مداخلته أكد الشيخ حسام أبو ليل، على أنّ الوعي الوطني مع ضرورة الانتباه للمخطط الذي يشغلنا والاهتمام بالقضايا الكبيرة (القضية الفلسطينية، حق العودة، حفظ اللغة…إلخ) من شأنه أن يحد من ظاهرة العنف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى