أخبار عاجلةمقالاتومضات

الوالدية وحاجيات العصر(2)

مارية ماجد محاجنة- جمعية سند لصلاح الأسرة وبناء المجتمع

قد يتبادر إلى الذهن، أن الحاجيات التي أعنيها تندرج تحت المأكل والمشرب ولبس أغلى الثياب وارتياد أفخم المطاعم والسفر إلى الأماكن السياحية والمشاركة بدورات مما هب ودب (وفي معظمها دورات تجارية تفتقر للمهنية)؛ كما درجت هذه العادات والممارسات مؤخرا، وأصبحت “موضة جديدة ” وحاجة أساسية لكل طفل ولكل الأسر والعائلات، سواء القادرة ماديا عليها أو غير القادرة، فبإمكان العائلة أخذ قرض بنكي لتستمر بسداده لشهور وربما لسنوات! كل هذا لأننا ضيقنا على أنفسنا وجرينا وراء سراب ووهم؛ لا يقضي نهم وحاجة أطفالنا الحقيقية.

فالطفل يحتاج في هذا العالم الضاج بالمادية والبطر والتبجح بالكماليات وجعلها حاجة أساسية: إلى الحب، إلى الأمان، إلى الثقة إلى الإنصات، إلى الحوار، إلى فهمه وفهم مشاعره وأفكاره وأمنياته، إلى الدفء الأسري، إلى الجلسة العائلية، إلى الوعي، إلى المشاركة (مشاركته انجازاته طموحاته مخاوفه وهواجسه)، إلى الاحتضان والقبلة، إلى ملامسة جسده بحب، إلى سرد حكاية المساء كل ليلة، إلى تعليمه أمور دينه، إلى تلقينه حب نبيه، إلى تدريسه تاريخه ومجد حضارته. ببساطة: أطفالنا لا يحتاجون رحلة منا موثقة بالصور والبث المباشر والتشيك إن، إنما يحتاجون منا صورة ناصعة جميلة تصنع في نهارهم وليلهم وتوثق في ذاكرتهم طويلة المدى، وتنشأ معهم إلى حيث البلوغ وإلى أن يصبحوا آباء وأمهات، فيبتهلون إلى ربهم بالدعاء لنا: ربنا ارحمهما كما ربياني صغيرا.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى