المظاهرات الإيرانية تشتعل مع بداية العام الجديد
نقلت وكالة العمال الإيرانية للأنباء، الاثنين، عن برلماني محلي قوله إن شخصين قتلا في الاحتجاجات التي تشهدها إيران في بلدة بجنوب غرب البلاد.
وبذلك يرتفع عدد القتلى في أخطر اضطرابات في إيران منذ عام 2009 إلى أربعة على الأقل.
من جهته أكد محافظ طهران، محمد حسين مقيمي، أن كل تجمعات التظاهر في إيران غير قانونية، وأنه لم يمنح أي ترخيص لإقامة تجمعات في العاصمة.
وأعلن مدعي عام طهران، عباس جعفري دولت أبادي، اعتقال عدد من الذين وصفهم بـ”مثيري الشغب الذين هاجموا الممتلكات العامة وألحقوا أضرارا بالمال العام”.
وبحسب ما نقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية، فقد اتهم رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى، علاء الدين بروجردي، من وصفهم بـ”أعداء الثورة” بمحاولة استغلال الأحداث في إيران لإثارة أعمال شغب.
واتهم وزير الدفاع الإيراني، أمير حاتمي، “الاستكبار العالمي وأعداء إيران”، بزعزعة الاستقرار في البلاد.
في وقت سابق رحب الرئيس الإيراني، حسن روحاني، بالاحتجاجات طالما أنها في “الإطار القانوني”.
وقال على خلفية استمرار التظاهرات في البلاد، إن الحكومة الإيرانية ترحب بالانتقادات الموجهة إليها، مشددا على أن أجهزة سلطات الدولة عليها السماح للإيرانيين بالمظاهرات والتجمعات للتعبير عن مطالبهم، وهذا من حقهم.
وأضاف: “ينبغي أن يكون واضحا للجميع أن شعبنا حر، ومن حقه وفقا للدستور وحقوق المواطنة، الانتقاد، بل وحتى الاحتجاج، ولكن ينبغي علينا في الوقت ذاته أن نعلم أن طريقة الانتقاد والاحتجاج يجب أن تقود في النهاية إلى تحسين أوضاع البلاد، ومعيشة الشعب”.
ونشر موقع “فريدام مسنجر” في شبكة اليوتيوب صورا من مظاهرات عارمة اندلعت في مدينة نجف آباد الإيرانية عام 2018 ضد المرشد وحسن روحاني. وهي المدينة التابعة لمدينة أصفهان في مركز إيران والمعروفة تاريخيا بعاصمة الحكم الصفوي.
وجابت الجماهير الغاضبة الشوارع الرئيسة للمدينة ومنها شارع شيخ بهاء والشوارع التي تؤدي إلى الميدان المركزي ومزقوا صورة كبيرة للمرشد علي خامنئي ونددوا بشعارت : “الموت للديكتاتور …خامنئي اترك الحكم والموت لروحاني” حسب موقع “فريدام مسنجر”.
وتعتبر مدينة نجف آباد من المدن المهمة والمعروفة بانتمائها للثورة الإيرانية في بدايتها لأن المدينة هي مسقط راس أية الله على منتظري الذي مات تحت الإقامة الجبرية بسبب مخالفته الاعدامات العشوائية بعد ما كان نائبا للخميني.
وكان منتظرى انتقد مجزرة عام 1988 التي قام بها النظام بقتل 4700 سجين سياسي من المعارضة آنذاك بفتوى من الخميني.
وغضب الخميني من مواقف منتظري وأعفاه من منصب نائب ولي الفقية ووضعوه تحت الإقامة الجبرية حتى توفى.
ويحتج عشرات الآلاف في مختلف أنحاء البلاد منذ يوم الخميس على حكومة الجمهورية الإسلامية والنخبة الدينية، فيما أظهرت مشاهد مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي أن الشرطة في وسط العاصمة طهران استخدمت مدافع المياه في محاولة لتفريق متظاهرين تجمعوا في ميدان الفردوس.
وتحولت المظاهرات إلى أعمال عنف في مدينة شاهين شهر في وسط إيران، وأظهرت مشاهد مصورة محتجين يهاجمون الشرطة ويقلبون سيارة ويضرمون فيها النار، ووردت تقارير عن تنظيم احتجاجات في مدينتي سنندج وكرمانشاه في غرب إيران بالإضافة إلى مدينة تشابهار في جنوب شرق البلاد وفي إيلام وايذه في الجنوب الغربي.
وصب المتظاهرون جام غضبهم في بادئ الأمر على المصاعب الاقتصادية ومزاعم الفساد لكن الاحتجاجات أخذت منحى سياسيا نادرا مع مطالبة أعداد متزايدة الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي بالتنحي، وأظهرت قوات الأمن الإيرانية ضبط النفس فيما يبدو لتجنب تصاعد الأزمة.