بين هبة الروحة وهبة القدس الأقصى

المهندس محمد هاني فياض، عضو اللجنة الشعبية للدفاع عن أراضي الروحة
تعصف بنا في هذه الأيام ذاكرة أم الفحم ووادي عارة بأحداث جسام مرّت بها (فضلا عن غيرها من مدن وقرى الداخل الفلسطيني)، فمنذ أكثر من عشرين سنة في مثل هذه الأيام، وهي بترتيبها التاريخي: هبة الروحة تلتها بعد سنتين ويومين هبة القدس والأقصى- في الأولى هددت أرضنا فأصبنا ونزف شبابنا وفي الأخرى هدد مسرى رسولنا الكريم فأصبنا ونزف شبابنا وأفضى منهم بروحه لبارئها.
مصابنا في الأخرى كان أكبر، ففيها سالت دماء الشهداء ولذا نراها بحق، مفصلية في تاريخ شعبنا في الداخل الفلسطيني، تسيطر على ذاكرة شعبنا وساحة اعتصاماته واحتجاجاته، لكن، لا بد إن ذُكرت هبة القدس والأقصى أن تُذكر مقدّماتها والأحداث العظام التي نعيش ذكراها هذه الأيام أيضا- وبالذات في أم الفحم والمنطقة، هبة الروحة. ففي هبة الروحة كان التمهيد لما أتى بعده في هبة القدس والأقصى.
وإن كانت دماء الشهداء لا تنسى مع مرور السنوات، فجرح الروحة لم يندمل بعد، ودماء أبناء أم الفحم ووادي عارة التي سالت دفاعا عنها والعيون التي فقئت فداءً لترابها لم تحصل على مرادها بعد- فما زالت أحداث الروحة مستمرة إلى يومنا هذا وما زال النضال مستمرا فيها إلى هذه الساعة تصديا لمخططات المؤسسة الإسرائيلية على أرضها، بما في ذلك: محاولة تمرير خط كهرباء ضغط عالي ليدمر كل إنجازات اتفاقية الروحة التي كانت ثمرة نضال أهالي وادي عارة.
الجدير بالذكر أن لجنة الدفاع عن أراضي الروحة ما زالت مستمرة في نضالها وهي بحاجة للدعم الجماهيري والمؤسساتي بشكل لا يقل عن دعم سائر هموم شعبنا، لترسيخ الذاكرة وأحداث الماضي، ولا نقلل من أهمية ذلك أبدا- لأنه بدون ذاكرة لا مستقبل لشعبنا على هذه الأرض. المقصود من كلامنا، أنه فضلا عن إحياء ذكرياتنا المؤلمة يجب على هذه المنصات الوطنية والدينية والسياسية أن تخصص من خطابها لدعم القضايا المستمر نضالنا فيها، كقضية الأقصى والأراضي بما في ذلك قضية الروحة.



