أخبار عاجلةمقالاتومضات

إبني وأنا والبداية

منار سواعد- جمعية سند لصلاح الأسرة وبناء المجتمع

كم من الآباء والأمهات من يسعى لتربية ابنه تربية صالحة فيحاول بشتى الطرق أن ينمي مهاراته وقدراته فيجلب له أفضل المعلمين ويشاركه في كل دورة تلاقي استحسانه، من رسم وكرة قدم وعلوم الدين وحفظ القرآن، عدا عن الرحلات والمشتريات اللامتناهية من الألعاب والحاجيات المجدية وغير المجدية، وكم هائل من المجالات الترفيهية التي يشارك بها الأبناء، كل هذا من أجل شاب أو فتاة ناجح صالح قائد في مجتمعه يرفع رأس والديه ويعيش حياة سعيدة.

ربما، نحن الآباء والأمهات نبالغ أحيانا في تحقيق ما نريد لأبنائنا، فنعطيهم أكثر مما يحتاجون ونطعمهم كي لا يجوعون، ولكن حتى يملك أبناؤنا السعادة في الدنيا والآخرة، الأمر أبسط من كل هذه التعقيدات وكل هذا الجري خلف تحقيق كماليات غالبا لا يحتاجها أبناؤنا، الأمر وبكل بساطة أن ابنك يحتاج فقط كما هائلا من الحب الحنان الدافئ والعاطفة، الدعم والتشجيع والصراحة والقدوة الحسنة الذي هو (أنت/ أنت)، بالتالي سيشعر ابنك منذ نعومة أظفاره بالأمان والثقة مما يعزز ثقته بنفسه وقدراته ومهاراته، ومن ثم فإن أي تحد يقابله في المستقبل سيدفعه إلى الأمام وسيساهم بصقل مهاراته التي سوف تتضاعف مع الوقت.

منذ بداية ظهور أبنائنا للحياة يكون التعلق بالأم هو مصدر الأمان ثم يتدرج الرضيع بانفصاله عن أمه ليبدأ رحلة الحياة باستقلالية وبناء شخصية ذاتية تتعلم من كل شيء وتسعى لاكتشاف كل شيء، وحتى تكون رحلة الطفل سعيدة، لا بد للأهل أن يكون لهم دور إيجابي بناء، في بناء تلك الشخصية ودفعها نحو الاستقلال، وفيما يلي بعض النصائح لأهالي الأطفال من سنة الى سنتين:

– أغمر ابنك بالحب والدفء والحنان ولا تبخل به فكل حب تسقيه لابنك سيغدو ثمارا تنعكس في عاطفته المشبعة منك وكل حب ستتلقاه حبا مضاعفا لك، فحنان الأهل على أبنائهم هو فطرة زرعها الله تعالى في قلوبنا، فغذ تلك الفطرة السليمة ولا تبخل على نفسك بها.

– مراحل الحياة تبدأ بالتلقي وتنتهي بالاستقلال، وبداية الاستقلال اكتشاف البيئة المحيطة فسخّر لابنك مكانا آمنا يكتشف فيه ويستكشف ولا تحرص على بناء البيت أكثر من حرصك على بناء ابنك، فالاستثمار بالبشر خير من الاستثمار بالحجر.

– ابنك فلذة كبدك، فلا تجعل هموم الحياة وصعوبة العيش الذي تواجهه سببا لصراخك على ابنك وتحميله ما لا طاقة له به.

– ابنك أمانه جعلها الله بين يديك لتوجهها في مسيرة الحياة لا لتسيطر عليها وتتحكم بها بحكم سلطتك.

– كما أن أصابعك تختلف الواحدة عن الأخرى، فشخصية ابنك تختلف عن غيرها وبوجودها هي مميزه، فلا تقارن ابنك بأحد لأن لكل فرد بديلا ولكن لكل فرد لا يوجد مثيل.

– قال أجدادنا (الكلمة الحلوة بتطلع الحية من جحرها) فما بالنا نبخل بها على أبنائنا وأحبابنا، ولو علمت ما للكلمة من أثر على النفس لصليت استخارة قبل أن تتفوه بأي حرف تنطقه.

– اعلم أن ابنك الذي بدأ الآن في مسيرة حياته يراك قدوة له، فرب نفسك وأصلح ذاتك حتى تكون لائقا بتلك المهمة الجديدة (أمومة-أبوة).

– واجب الأمومة أو الأبوة، يحتم عليك أن تثقف نفسك بكل جديد يساهم في تربية أبنائك تربية سليمة فهو ليس خيارا بل هو واجب لمن أراد أن يحقق قول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته). دعواتي لكم ولأبنائكم برحلة ممتعة كما يحب الله ويرضى على سفينة الحياة القصيرة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى