فايننشال تايمز: “الهاربون من جلبوع” تحوّلوا إلى أبطال شعبيين وأعطوا فرصة للسخرية من إسرائيل

موطني 48
نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” تقريرا لمراسلها ميهول سيرفاستافا من مدينة جنين، قال فيه إن السجناء الستة الذين فروا من سجن جلبوع قبل أن تقبض قوات الأمن الإسرائيلي عليهم من جديد، تحولوا إلى أبطال شعبيين وأصبحت الملعقة رمزا للمقاومة بعد عملية الهروب التي تمت من سجن أمني رهيب.
وقال إن “القبض على آخر اثنين ظلوا أحرارا بعد عملية مثيرة للدهشة، أنهت أسبوعين، تحول فيهما السجناء إلى أبطال شعبيين، والملاعق التي استخدمت للهروب رمزا للكرامة والفخر الفلسطيني. واعتمدت إسرائيل على الاستطلاعات الجوية ووحدات الشرطة والوحدة السرية في الجيش التي تقوم بتحليل الصور من خلال الذكاء الاصطناعي الاستخباراتي للقبض على السجناء الستة الذين فروا من سجن جلبوع العالي الأمنية في 6 أيلول/ سبتمبر”.
وأضاف “بالمقارنة مع الحشود الأمنية العالية وجد الفلسطينيون طريقهم للحرية من حفرة في داخل السجن عملوا عليها لمدة أشهر باستخدام الملعقة ومقبض غلاية الشاي وصحون بقيت معهم بعد الوجبات حسب واحد من محاميهم”.
وقال “بالنسبة للكثير من الإسرائيليين فقد كانت العملية إحراجا كبيرا لمسؤولي السجن والذين أصبحت أخطاؤهم محلا للسخرية على منصات التواصل الاجتماعي، وكان أحد الحراس إما نائما أو يشاهد التلفزيون، ولم يتم تحديث رقم هاتف السجن في دليل الهواتف لدى الشرطة، ونشرت الشركة التي أشرفت على بناء السجن مخططاته على الإنترنت”.
وأردف “بالنسبة للكثير من الفلسطينيين، فالهروب هو فرصة نادرة لهم للترحيب والفرح بأبطال بلدتهم والسخرية من إسرائيل في نفس الوقت”.
وعلقت إحدى الفلسطينيات من مدينة حيفا للصحيفة بالقول “كانت مشاهدة الستة يهربون من أعلى السجون الإسرائيلية أمنا بأداة بسيطة مثل المعلقة، مدعاة للقوة، وأظهرت إسرائيل صغيرة جدا”.
وقال “في جنين البلدة التي اعتقل فيها آخر سجينين وتعتبر من الناحية التاريخية معقل المقاومة، فقد أضافت عملية الهروب إلى أسطورة زكريا الزبيدي، السجين الأكثر شهرة من بين الستة. وانضم الزبيدي للمقاومة بعدما أطلق الإسرائيليون النار على والدته وشقيقه وترفع في صفوف كتائب شهداء الأقصى. ووجهت له إسرائيل اتهامات بعنف ضد المدنيين الإسرائيليين في أثناء الانتفاضة الثانية، لكن لم تتم إدانته أبدا. وصدر عفو عنه في 2007 وتم اعتقاله من جديد في عام 2019 بعدما قالت إسرائيل إنه أطلق النار على حافلات كانت في طريقها للمستوطنات التي تعتبر حسب القانون الدولي غير شرعية. ولم تتم محاكمته بعد”.
وقالت نازك جراح، 54 عاما والتي أرسلت أولادها إلى اعتصام ليلي دعما للسجناء الهاربين “إنه رجل عظيم، فقد والدته وشقيقه وبيته مرتين، وأتمنى الحرية له يوما” و”ما فعله لا يقوم به إلا الأبطال”.
وذكر أنه” في محل حلاقة ليس بعيدا من بيت الزبيدي في مخيم جنين عبرت مجموعة من الأولاد عن حزنهم على القبض عليه. وقال عبد الله، 18 عاما “شعرت وكأن السماء تبكي” و”ما فعله كان مدهشا ورفع من معنوياتنا”. وفي الخارج، في الأزقة المكتظة، قال وائل، 36 عاما إنه قضى سنوات في نفس السجن الذي فر منه الزبيدي، لدفاعه عن المخيم ضد الجنود الإسرائيليين عام 2002، وكان الهروب من السجن مجرد حلم “بأي شيء يحلم السجين؟” و”الحياة في السجن الإسرائيلي مستحيلة وكل ما نفكر به هو الحرية”.



