أخبار عاجلةمقالاتومضات

ذكرى حريق المسجد الأقصى المبارك

سامي حلمي

يدّعي الاحتلال الاسرائيلي أن اندلاع حريق المسجد الاقصى المبارك يوم 21/8/1969، كان بسبب تماس كهربائي، علمًا أن الكل يعلم علم اليقين أن الحريق كان بفعل فاعل وعلى يد مسيحي صهيوني أسترالي متطرف يُدعى مايكل روهان، ينتمي الى كنيسة الرب في كاليفورنيا، روهان هذا كان قد قرأ مقالة لمؤسس وكاهن كنيسة الرب “آرمسترونغ” جاء فيها: إن بناء الهيكل اليهودي مكان الأقصى سيعجل من ظهور المسيح، فكان هذا دافعًا لفعلته الشنيعة التي أتت على كثير من معالم المسجد الأقصى المبارك وعلى الأخص منبر نور الدين زنكي الذي أحضره صلاح الدين الأيوبي عند استعادة وتحرير القدس وبيت المقدس من أيدي الصليبيين، حيث تبين أن أداة الحريق كانت مادة شديدة الاشتعال وُضعت داخل المصلى القبلي وخارِجَهُ من أجل الإجهاز عليه بكامله.

وكعادة سلطات الاحتلال في مثل هذه المواقف المعادية لكل ما هو فلسطيني، ادّعت أن مايكل روهان يعاني من انفصام الشخصية وهو غير مؤهل للوقوف في المحاكم.

كان دور الاحتلال الاسرائيلي محوريًا في هذه المؤامرة، تمثّل بقطع إمدادات الماء عن المسجد الأقصى، بل وإعاقة السماح لسيارات الإطفاء بالوصول في الوقت المناسب من أجل إطفاء الحريق، لكن، حقيقةً، هل تنحصر قضية إحراق المصلى القبلي بمايكل روهان كشخص أم أنه من وراء الكواليس كان دور للاحتلال بما جرى؟ (منقول عن الجزيرة نت: “فهناك علاقة لا تزال مستمرة بين الكنيسة والمؤسسات التي انبثقت عنها والتي تتبنى فكرة ضرورة بناء الهيكل مكان الأقصى تمهيدا لعودة المسيح، مع المؤسسات الإسرائيلية الناشطة في البحث عن أية آثار في المسجد الأقصى، ترتبط بما يسمى هيكل سليمان، وتسعى لإثبات الزعم أن المسجد الأقصى مقام على أنقاضه، وشاركت الكنيسة فعليًا في عمليات الحفر حول وتحت المسجد الأقصى بحثًا عمّا قد يثبت الزعم عن وجود آثار الهيكل هناك. وتُظهر عدة وثائق وصور آرمسترونغ نفسه يشارك في نشاطات مع بنيامين مازار، وهو مؤرخ إسرائيلي يعتبر عميد علماء الآثار التوراتيين، الذين عملوا تحديدًا في محيط المسجد الأقصى، كما جنّد الكثير على المستوى الدولي للمشاركة في هذه النشاطات”).

من هنا، فإنه لا بد من الوقوف على بعض الحقائق التاريخية:

– الاحتلال الإسرائيلي لا يدخر أي جهد في سبيل تحقيق مآربه، فبتصفية وإزالة المسجد الأقصى المبارك، فإن ذلك يعني له تغيير الهوية وتزييف الحقيقة والتاريخ وتثبيتًا لروايته المزعومة.

– موقف الدول العربية والإسلامية لم يرق إلى مستوى الحدث، صحيح أنها خرجت مظاهرات في هذه الدول إلا أنها لم ترق أيضًا إلى المستوى المطلوب، فقد قالت رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مئير: “عندما حُرق الأقصى لم أنم تلك الليلة، واعتقدت أن إسرائيل ستُسحق، لكن عندما حلَّ الصباح أدركت أن العرب في سبات عميق”.

– بعد مرور أكثر من نصف قرن على جريمة إحراق الأقصى، نؤكد أن المسجد الاقصى المبارك في خطر حقيقي وأن الاحتلال الإسرائيلي ما زال يعمل ليلًا ونهارًا من أجل تهويد المكان في طريقه الى تصفيته النهائية من حاضر وهوية ووجدان المسلمين في كل مكان، فإننا نرى أن الظروف الحالية وما آل إليه المسجد الأقصى من الاعتداءات المتكررة اليومية لا يمكن إلا أن نَصِفُهُ أنه نسخة أصلية عما حدث في 21/8/1969.

– الاحتلال الاسرائيلي ما زال يوهم نفسه أنه سيهدم المسجد الاقصى المبارك ليحل مكانه الهيكل المزعوم، لكن الناظر إلى مجريات الأحداث يرى بأم عينه أن مسألة القدس والمسجد الأقصى المبارك هي ثوابت وخطوط حمراء لا يمكن تجاوزها أبدًا، وأكبر مثال ودليل على ذلك هي انتفاضة الأقصى وحادثة البوابات الإلكترونية وهبة الكرامة وغيرها، فالأقصى بمساحته الـ 144 دونمًا هو حق خالص للمسلمين وفقط للمسلمين، ولا شيء آخر سوى ذلك.

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى