لقاء تأبيني وفاء لـ “حامل المسك” المرحوم رزق اغبارية من أم الفحم
طه اغبارية
التقى أصدقاء وأقارب المرحوم رزق عبد القادر اغبارية، ابن مدينة أم الفحم، من مختلف البلدات العربية، مساء اليوم السبت، في لقاء تأبيني وفاء للراحل، الذي وصفه أصدقاؤه بـ “حامل المسك” بسبب الصفات النبيلة العطرة التي حملها.
وقبل اللقاء التأبيني، الذي استضافته قاعة “أبو سرور” في أم الفحم، تم الإعلان رسميا عن افتتاح مشروع “رزق للعائلات المحتاجة” برعاية جمعية “أمانينا” للمشاريع الخيرية.
ووزع في مستهل اللقاء “كتيب” يتضمن مقالات كتبت في الراحل اغبارية، بأقلام أصدقائه وأحبابه.
استهل اللقاء بتلاوة عطرة من الذكر الحكيم، تلاها الشيخ يوسف إدريس، وتولى فقرة العرافة الإعلامي فادي مصطفى محاجنة، الذي رحّب بالحضور ودعاهم لقراءة الفاتحة على روح المرحوم رزق اغبارية، وقال “نحتشد اليوم لنتذكر عزيزا فقدناه وانطلاقة مشروع رزق للعائلات المحتاجة، وقد كان المرحوم أحد أعمدة مشروع رزق للعائلات المحتاجة، قبل أن يطلق اسمه على المشروع، فقدّم للقائمين عليه النصح والمشورة، وكان مساندا بالوصول إلى كافة الموارد والافكار، فهنيئا لك وطيّب الله ثراك ونسأل الله ان نوفق في الجمعية كما كنت تريد”.
ثم تحدث الشيخ خالد حمدان، رئيس بلدية أم الفحم، وتطرق إلى محطات صداقته مع المرحوم، وتقدم “بالشكر والتقدير لكل من كان وراء هذا اللقاء، ولا اقول تأبين ولكن ساعة وفاء للحبيب المرحوم، بوركتم على هذا الجهد واللفتة الرائعة، ونشكر لمن بادر إلى مشروع رزق للعائلات المحتاجة، فقد هيأ الله انطلاقة المشروع اليوم تحت اسم رزق، وهو اسم على مسمى، واشكر كل من كان وراء هذا المشروع، واخص الدكتور أحمد الطيبي والمحامي اسامة سعدي والمحامي أحمد مهنا، وكل المتطوعين في أم الفحم وما حولها والاخوة في قسم الرفاه في أم الفحم حيث أن المشروع هو مشاركة بين بلدية أم الفحم وجمعية أمانينا”.
وعن المرحوم رزق قال الشيخ خالد: “كان المرحوم فارسا من فرسان اللغة العربية في هذا الزمن العصيب الصعب، رزق كان فارس الكلمة الراقية النظيفة، وحين كان ينتقد هو من أروع من ينتقد في طرحه وكلماته فهو في منتهى الأدب والأخلاق”.
وقال “ما احوجنا الى الكلمة الراقية في هذا الزمان الذي كثر فيه الكتّاب، ولكن المهم كيف وماذا نكتب، لأن الكلمة هي مسؤولية، فرسالة الوفاء من خلال هذا اللقاء ان نحافظ في حديثنا ومجالسنا لغة التخاطب وننتقي الكلمة الراقية الطيبة التي تبني ولا تهدم تجمع ولا تفرق والتي تصلح ولا تفسد، فما أحوجنا إلى هذه الكلمات”.
سماح معروف، ابنة اخ المرحوم رزق، تحدثت عن عمها “الرائع الذي كان بمثابة الأب لكل افراد العائلة كبيرها وصغيرها، هو رزق الانسان واصل الرحم، كان عنوانا لنا بالحنان والالتزام، كان العين التي ذرفت منها دموعنا، وليس بعبث ان اطلقنا عليه “سيدي رزق”.
وأضافت: “لم يكلمنا كثيرا عن الدين ولكن كان متدينا بسلوكه وحفاظه على الفرائض في المسجد، نلتقي اليوم بذكرى حامل المسك هذا اللقب الذي أطلقه عليه عمي الدكتور أيمن كامل، صديق وابن عم عمي رزق، إطلاق اسم رزق على مشروع دعم العائلات المحتاجة خطوة ممتازة، نشكر من أطلقوا هذه المبادرة الرائعة وبارك الله فيكم”.
ثم تحدث النائب الدكتور أحمد طيبي، وقد كان صديقا مقربا للمرحوم، وتحدث عن مشروع “رزق للعائلات المحتاجة” الذي تقوم عليه جمعية أمانينا التي تنفذ مشاريع خيرية في الوسط العربي، ويقوم على إدارتها المحامي أحمد مهنا من أم الفحم.
وتطرق الطيبي الى العلاقة التي جمعته برزق وكيف كان دائم التواصل معه عبر الحديث الهاتفي والتزاور والكتابة على “الواتس أب” وقال إنه “موجع ان اكتب عن رزق خطاب تأبين وذكرى، نجح أن يقتحم قلبي بجرافات الحب والوفاء، لم يعرف الكراهية ولم يعرف الظلم، وانتقد الظواهر السلبية في المجتمع بأسلوب راق ونبيل وطريقته “الرزقية” الرائعة في الكتابة”.
ثم كانت كلمة النائب الدكتور يوسف جبارين، وكان أيضا صديقا للمرحوم، تحدث عن فقدان منطقة أم الفحم، مؤخرا، للمرحوم رزق والمرحوم عبد الحكيم مفيد، وقال “بالأمس في المظاهرة ضد اعلان ترامب، افتقدت المرحوم رزق والمرحوم عبد الحكيم مفيد، لأنهما كانا يشاركان في كل نشاط عام”.
وأضاف: “مرحومنا ارتبط بالشأن العام، ارفع التحية إلى جمعية أمانينا على عطائهم وهذه اللفتة بتسمية المشروع على اسم المرحوم، غيّب الموت رزق، ابن أم الفحم الذي أحب كل زاوية في ثناياها وبعد الموت تبقى الذكريات الطيبة، رزق كان مثقفا ووطنيا ودائم الابتسامة، احب وطنه وكان دائم البحث عن افضل طريقة للنهوض بقضايا شعبه وبلده”.
الدكتور مهند مصطفى، مدير مركز “مدى الكرمل”، صديق رزق المقرب قال في كلمته: “قبل مدة كسرت يد ابني وعندما اردت ان انقله إلى المستشفى اتصلت برزق كي اسأله ماذا افعل وانا في آخر الليل، اتصلت اليه بعد وفاته، لأنني كنت دائما اتصل إليه في مثل هذه المواقف، كان معبد حزننا ومكان فرحنا، منذ وفاته لم نتمكن من الجلوس ايام السبت حتى هذه اللحظة (يقصد هو وعدة أصدقاء اعتادوا على اللقاء كل يوم سبت)”.
وأضاف: “يوم وفاة رزق وكان يوم سبت، وكان موعد لقائنا المعتاد، أردنا في هذا اليوم أن نسافر إلى جنين وبعثنا إلى رزق ليشاركنا كما في كل سبت، وفي العادة عندما يكون مشغولا ايام السبت ويمتنع عن المشاركة لانشغاله، يبعث لنا فقرة طويلة على “واتس اب” يعتذر فيها عن المشاركة، ولكن يوم السبت الذي توفي فيه، وقبل 3 ساعات ونصف من وفاته، بعث لنا بثلاث كلمات على غير عادته هي: “اعتذر لعدم تمكني” وكان هذا اعتذار رزق الاخير، الموت قام بتشظية رزق وابعده عنا، وقد جمع رزق بين الحزن والفرح، وقد وصفت حزنه بأنه سلفيا، حيث كان ينعزل عن الناس لما كان يحزن، ولكن كان فرحه عموميا عندما يفرح، كان يريد ان يرى الناس كلها فرحة بفرحته، جمع بين حب الدنيا وكأنه يعيش أبدا وبين حب الآخرة وكأنه يموت غدا، فكان دائم الاستعداد للقاء الله، كان متدينا وفهم التدين كأخلاق وليس كعبادات فقط”.
الدكتور عبد الكريم اغبارية، من لجنة دعم مشروع “رزق للعائلات المحتاجة” تحدث عن طبيعة المشروع الذي يقدم الطرود الغذائية للعائلات المحتاجة، والجهات الداعمة لهذا المشروع.
ثم تحدث المحامي أحمد مهنا، مدير جمعية “امانينا” وترحم على الراحل رزق، ثم تحدث عن طبيعة جمعية “أمانينا” ومشاريعها في المختلفة في الوسط العربي.
مسك الختام كان مع الدكتور أيمن كامل اغبارية، ابن عم المرحوم وأحد أقرب أصدقائه، شكر الحضور على تلبية الدعوة وفاء لرزق، ثم قرأ قصيدة مؤثرة، نظمها باللهجة المحكية، وعنوانها “يا بن عمي”.
يشار إلى أن المرحوم رزق اغبارية انتقل إلى الرفيق الأعلى، قبل عدة أسابيع جراء حادث دهس تعرض له، وكان الراحل ناشطا اجتماعيا وكاتبا وصحفيا مرموقا.