أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمحليات

الذكرى الـ 72 للنكبة.. البروفيسور أبو جابر يحذر من مشاريع الأسرلة والاندماج ويدعو للتوافق حول مشروع وطني مستقبلي

ساهر غزاوي
ضمن سلسة فعاليات ونشاطات حزب الوفاء والإصلاح لإحياء الذكرى الـ 72 لنكبة شعبنا الفلسطيني، قدّم البروفسير إبراهيم أبو جابر، نائب رئيس حزب الوفاء والإصلاح، مساء اليوم الجمعة، محاضرة استهلها بتقديم التهاني والتبريكات للأمة العربية والإسلامية ولعموم أبناء الشعب الفلسطيني بحلول شهر رمضان المبارك والاقتراب من عيد الفطر السعيد.
وعلى شرف هذه الذكرى، أبرق أبو جابر التحيّات لكل فلسطيني وفلسطينية في الداخل والخارج والشتات، وفي لبنان وسوريا والأردن، وفي كل المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية وغزة وكل العالم، ولأسرانا البواسل القابعين خلف القضبان في السجون الإسرائيلية، وتحية اعزاز وإكرام لكل الملاحقين السياسيين وسجناء الرأي ممن آثروا التمسك بالثوابت، ثوابت شعبنا الفلسطيني وامتنا العربية والإسلامية وقضايانا الداخلية في الداخل الفلسطيني، كما قال.
وقال، تصادف اليوم 15 آيار 2020 الذكرى الـ 72 لنكبة شعبنا الفلسطيني، هذه الذكرى الأليمة التي حرمت شعبنا الفلسطيني من مشروعه الوطني وهذا الكيان الذي تأسس على أنقاض شعبنا الفلسطيني ما هو إلا نوع من أنواع التفاهم الذي وافق ما بين الفكر الصهيوني والفكر الإمبريالي الغربي من الناحية الثقافية ومن الناحية الاستعمارية ومن ناحية المصالح.
وبين أبو جابر أن فكرة إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين “هي فكرة ليست يهودية في الأصل وإنما هي فكرة استعمارية غربية كولونيالية هدفها إيجاد كيان ما تتقاطع مصالحه مع المصالح الغربي الاستعماري، وهذا الذي حصل وهناك انسجام ثقافي وانسجام فكرى ومصالحي بين الكيان الإسرائيلي وبين الدول الإمبريالية الغربية حتى أن فلسطين لم تكن بداية فكرة صهيونية ولم تكن أبدا قبلة اليهود وإنما جاءت متأخرة وحتى أن أحد رجالات الحركة الصهيونية فيما بعد والذي اقتنع بالفكر الصهيوني وأصبح اليد اليمنى قبل انعقاد مؤتمر بازل سنة 1897 قد أرسل وفدا، وهو الدكتور ماكس نوردو، إلى فلسطين لتقصي الحقائق”.
وأضاف مستدركا “أريد هنا من خلال العبارة التي كتبها رئيس الوفد أن أبين بكل وضوح، كما يقال “من افواههم ندينهم”، أن هذه الأرض كانت لها أهل وكانت معمورة بالشعب الفلسطيني الأصيل صاحب هذه الأرض فعندما جاء هذا الوفد الى فلسطين وجال في ربوعها كتب برقية مستعجلة إلى الدكتور نوردو الذي أصبح فيما بعد عريف كل المؤتمرات الصهيونية حتى عام 1910 وكان خطيبا مفوها ومفكرا وأيضا كانت له حميّة وقضايا كثيرة حث من خلالها على الهجرة إلى فلسطين، كتب عبارة “العروس جميلة جدا لكنها متزوجة” وفقط وأرسل البرقية إلى ماكس نوردو، وهذا الكلام يدل على أن هذه البلاد كان لها أهل وكانت معمورة وكانت فيها شعب يعيش”.
وتحدث البروفسير إبراهيم أبو جابر في المحاضرة عن واقع القضية الفلسطينية عربيا، وعن خطة “صفقة القرن” والقبول بالاحتلال ومشاريع التطبيع (المسلسلات في رمضان)، كما وتطرق أيضا إلى جامعة الدولة العربية والنظام الإقليمي وتأثيراتهم على القضية الفلسطينية ومشروعها الوطني.
إلى جانب ذلك، تناول أو جابر أيضا واقع القضية الفلسطينية في الداخل من خلال عدة محاور طرحها أبرزها: التعاطي مع مشروع الكنيست، والتوجه نحو الأسلة والاندماج في الدولة، وتهميش القضايا الوطنية على حساب المطلبية، والقبول بالمال السياسي.
وحول التوجه نحو الأسرلة والاندماج في الدولة، قال أبو جابر بعد أن أوضح أن قضية الكنيست لن نحصل منها على شيء، “هناك خطاب يفهم ويُستشف منه أن علينا أن نندمج في المجتمع الإسرائيلي، ما يعرف بالأسرلة والإندماج في المجتمع الإسرائيلي وأظن بمن يتباكى في مثل هذه الخطابات عليه أن يعود إلى الماضي وإلى التاريخ وأن يعيد حسابته” مضيفا “لا أظن بأن هذا الخطاب سيفيد مجتمعنا ولا يفيد شعبنا ولا قضيتنا ولن يؤدي الى ثباتنا على التمسك في ثوابتنا بهذه الأرض المقدسة وفي هذا الوطن وفي هذه البلاد التي هي بلادنا، فعلى أولئك الذين انجروا الى الكنيست ان يعيدوا حسابتهم كثيرا لأنه هذا الامر لن يفيدنا أبداً”.
وبناء على النقاط والمحاور التي طرحها البروفسير إبراهيم أبو جابر في محاضرته بمناسبة الذكرى الـ 72 لنكبة شعبنا الفلسطيني، أكّد أن المطلوب في هذه المرحلة هو “الصمود والتجذر في هذه الأرض والتمسك بثوابتنا الدينية والوطنية في هذه الأرض وعدم التنازل عنها بأي حال من الأحوال مهما حصل لنا وعلينا أن نعي تماما أن الارتماء في أحضان الأخرين، سواء كانت مؤسسة الكنيست أو غيرها فإن هذا الأمر لن يفيدنا، علينا أن نتمسك كما تمسك غيرنا من رموز شعبنا ومجتمعنا الفلسطيني وطوردوا وسجنوا وتمت لممارسات قمعية كثيرة، لكنهم ظلوا صامدون ومتمسكون بثوابتهم وبثوابت شعبهم ومجتمعهم وأمتهم العربية والإسلامية”.
وختم أبو جابر المحاضرة بالتأكيد على ما أكّده حزب الوفاء والإصلاح من قبل على ضرورة اصلاح لجنة المتابعة للجماهير العربية وبنائها من جديد من خلال انتخاب أعضائها انتخابا مباشرا من قبل جماهير شعبنا الفلسطيني. وقال “لا بد أيضا من توافق جمعي وجماعي من كل مركبات مجتمعنا على مشروع وطني لإنقاذ مجتمعنا مشروع وطني مستقبلي كما ذكرنا في مؤتمر طمرة عشية انتخابات الكنيست الأخيرة “مقاطعون للكنيست” ثم علينا ان نعمل على تأسيس صندوق مالي وطني من أجل أن يُشرف على قضايانا وخدمة مجتمعنا داخلياً، هذه القضايا الثلاث يجب أن نعمل على إنجازها إن اردنا فعلا الخير لمجتمعنا ومن أجل أن نضع رؤية مستقبلية لنعمل بناء عليها كاستراتيجية عمل بعيدا عن ذلك السراب الذي يبيعونه علينا في الكنيست وعبر وسائل الاعلام العبرية وفي المحافل الإسرائيلية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى