أخبار رئيسيةأخبار عاجلةعرب ودولي

كورونا لا يوقف المحيا… مآذن إسطنبول تتزين لشهر رمضان

لم يمنع الحجر المنزلي وإغلاق الجوامع وانتشار فيروس كورونا “أسطى المحيا” في إسطنبول، كهرمان يلدز (64 عاماً)، من تعليق “المحيا” بين مآذن الجوامع استقبالاً شهررمضان، بعدما أعيد هذا التقليد العثماني منذ عشرين سنة، للتعبير عن الاحتفاء بـ”سلطان الأحد عشر شهراً”، كما يسمونه في تركيا.

ويقول يلدز، المتخصص في تعليق المحيا في عواصم الدولة العثمانية (إسطنبول وأدرنة وبورصة): “تعلمت تركيب المحيا على يد (المحياجي) الأخير بالعهد العثماني، الحاج علي جيهان، وعدت بعد التقاعد عام 2013 لأدرب فريقاً جديداً يتابع هذا التقليد”.

ووفقاً له، فإن تقليد المحيا بدأ من جامع السلطان أحمد وامتد إلى ستة جوامع في إسطنبول: السلطان أحمد، والسلطان أيوب، والسليمانية، والجامع الجديد، وجامع الوالدة، ومعمار سنان، إضافة إلى جامع السليمانية في أدرنة وجامع أولو في بورصة.

ويضيف أسطى المحيا يلدز لوكالة الأناضول، قبل أيام: “أمتهن المحيا منذ 50 عاماً. ويعود هذا التقليد للفن العثماني الممتد لنحو 450 سنة”، مشيراً إلى أن العبارات التي تكتب بالأضواء ما بين المآذن، تحددها رئاسة الشؤون الدينية في كل عام.

وقال إن موضوع العام الماضي كان “الإنفاق”، أما هذا العام فقد حدد موضوع “رمضان والوعي بالمسؤولية”، وتولى كتابة العبارات مفتي إسطنبول الذي سلّمها للفريق ليقوم بتعليقها.

من ناحيته، يقول رجل الدين خليل ميلان، من منطقة درامان في إسطنبول، في حدثي معه، إن تقاليد الترحيب بشهر رمضان عبر تركيب المحيا، تعود إلى الدولة العثمانية، ولكن لا تركب الأضواء على جميع المآذن، بل بين مآذن مساجد كبرى في بعض المدن، مشيراً إلى أن في تركيا نحو 84684 مسجداً، وفي إسطنبول وحدها 3269 مسجداً.

ويواصل القول إن المساجد في تركيا، بعد إلغاء الخلافة العثمانية وإعلان الجمهورية التركية عام 1923، شهدت تضييقاً على دورها والمهام التي كانت تقوم بها، سواء الروحية أو الاجتماعية والسياسية، ومنها إلغاء تقليد المحيا.

ويمضي قائلاً إن رفع الأذان باللغة العربية عاد تدريجياً، أيام رئيس الوزراء عدنان مندريس، الذي أدخل أيضاً الدروس الدينية إلى المدارس العامة، وفتح أول معهد ديني عال، إلى جانب مراكز تعليم القرآن الكريم، ليعاد تقليص دور المساجد وتوقف المحيا، بعد أول انقلاب عسكري بعد تأسيس الجمهورية، وإعدام رئيس الوزراء مندريس عام 1960.

ولكن عاد تقليد المحيا ثانية منذ عشرين عاماً بكبرى المدن والجوامع.

وهذا العام، ورغم إغلاق المساجد وتوقف صلاة التروايح، إلا أن “المحياجي” يلدز بدأ بتركيب المحيا.

ويفيد ميلان بأن يلدز وفريقه متخصصون في المحيا، ولكن إصلاح المآذن وطلاءها يتولاهما توران ماطور المشهور بـ”الرجل العنكبوت”.

ويعرف ماطور بالشخص الذي لا يخاف المرتفعات ويعمل منذ عشرين عاماً بمهنة صيانة المآذن، أي إصلاحها وترميمها وطلائها. ويتحدر توران (40 عاماً)، من ولاية جناق قلعة، ويعيش مع أسرته في مساكن كييز في جناق قلعة، وهو أب ﻷربعة أطفال.

وقال توران خلال تصريحات صحافية سابقة، إنه تعلم هذه المهنة من مُعلّمه يعقوب منذ 20 عاماً، وإنه يجوب جميع أنحاء البلاد للعمل في صيانة المآذن.

وعن كيفية قيامه بعمله وصعوده المآذن، يضيف “الرجل العنكبوت” خلال تصريحات إعلامية: أتسلق المآذن بواسطة أسطوانة، ﻷتمكن من التحرك بحرية في اﻷعلى والتحرك بمرونة وسلاسة في أثناء عملي بالإصلاح أو الدهان.

بقي أن نقول إنه حتى ولو تزينت المآذن بالمحيا هذا العام، لكن معظم عادات رمضان في تركيا تبدلت، إذ ألغي الإفطار الجماعي في جميع الولايات التركية.

وتخسر إسطنبول هذا العام أهم عادات رمضان التي تجمع آلاف الأتراك والسياح في ساحات عامة خلال أذان المغرب، لتناول الإفطار الجماعي التي تنظمه البلديات أو المتبرعون.

ولكن تركيا آثرت إبقاء “المسحراتي” ليجوب الأزقة والشوارع بطبله، ليوقظ الناس خلال السحور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى