انسحاب قوات الاحتلال من قباطية بعد حصار واسع وتصعيد اقتحامات في مدن الضفة

انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، بشكل كامل من بلدة قباطية جنوب مدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة، عقب عملية عسكرية واسعة نفذها الجيش في أعقاب عملية دهس وطعن مزدوجة وقعت في مدينة بيسان وأسفرت عن مقتل إسرائيليين اثنين.
وجاء الانسحاب بعد حصار مشدد استمر منذ يوم الجمعة الماضي، حيث فرضت قوات الاحتلال حظر تجوال شامل على البلدة، ومنعت الأهالي من الدخول إليها أو الخروج منها، بالتزامن مع اقتحامات واسعة للمنازل وعمليات تفتيش مكثفة.
وقال رئيس بلدية قباطية إن قوات الاحتلال عزلت البلدة بالكامل عن محيطها، ونفذت حملة دهم طالت عشرات المنازل، وسط أجواء من التوتر الشديد.
وفي السياق، نقلت تصريحات عن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أكد فيها أن الجيش يواصل، وفق وصفه، العمل بقوة ضد ما سماها “معاقل الإرهاب” في قباطية، مشددا على استمرار النهج الهجومي في شمال الضفة الغربية وفرض الحصار وحظر التجوال كجزء من العملية العسكرية.
كما أجرى رئيس أركان جيش الاحتلال، هرتسي هاليفي، مشاورات أمنية مع قادة المؤسسة العسكرية لتقييم التطورات الميدانية، وأصدر تعليمات بمواصلة العمليات الهجومية وملاحقة المقاومين في منطقة جنين، إلى جانب استكمال الإجراءات لهدم منزل منفذ العملية داخل الخط الأخضر.
وفي تطور ميداني آخر، اقتحمت قوات الاحتلال عددا من القرى غرب مدينة رام الله، بينها خربثا بني حارث ونعلين وكفر نعمة وبيت عور التحتا، حيث أطلق الجنود قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع تجاه منازل المواطنين، وأقاموا حواجز عسكرية أعاقت حركة التنقل.
كما داهمت قوات الاحتلال محال تجارية وصادرت تسجيلات كاميرات المراقبة، واعتدت على طواقم صحفية عبر إطلاق قنابل الغاز باتجاههم لمنعهم من تغطية الأحداث.
وفي مدينة نابلس، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة سبسطية الأثرية شمال غربي المدينة، وانتشرت في عدد من أحيائها، ونفذت عمليات دهم وجولات عسكرية دون الإعلان عن أسباب واضحة للاقتحام.
ويأتي هذا التصعيد في إطار تكثيف الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية منذ بدء الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي أسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 1103 فلسطينيين، وإصابة نحو 11 ألفا، واعتقال أكثر من 21 ألفا، بحسب مصادر فلسطينية رسمية.

