حفريات الأقصى.. محاولات إسرائيلية لفرض وقائع جديدة

على وقع استمرار الحفريات الإسرائيلية في المنطقة الغربية من المسجد الأقصى، تتعالى الأصوات المقدسية المطالبة بخطة إستراتيجية لوقف الحفريات التي تشكل تهديدًا للمسجد.
وطالب رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي، في تصريحات صحفية، بضرورة “أن يكون لدينا خطة إستراتيجية لمواجهة التهويد واستثمار الدور الشعبي”، مشددا على أهمية الدور الرسمي في وقف العلاقات مع الاحتلال، لوضع حد للانتهاكات الخطيرة في القدس والأقصى.
وأشار إلى أن الاحتلال يسعى إلى إيجاد أي أثر يثبت روايته وحديثه عن الوجود التاريخي لليهود في فلسطين، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الاحتلال لم يفلح في هذه المساعي، لذلك يحاول طمس الأدلة التي تثبت عكس الرواية الصهيونية، ويحاول تزويرها لتنسجم مع روايته.
ومنذ عدة أيام تُواصل آليات الاحتلال أعمال الحفريات في منطقة “القصور الأموية”، المحُاذية للسّور الجنوبي للمسجد الأقصى المُبارك.
ويرى الهدمي أن الاحتلال بدأ يفقد سيطرته على المسجد الأقصى المبارك، لذلك يعمل على تسريع هذه المعركة، ويريد أن يرى مصليات الأقصى تتهاوى، ويريد أن يمنع دائرة الأوقاف الإسلامية من ترميم هذه المصليات وعمارتها.
وتابع: “سلطات الاحتلال تسابق الزمن للسيطرة على محيط المسجد الأقصى من خلال “قانون التسوية” في القدس المحتلة”.
وأشاد الهدمي بالدور الشعبي سواء للمقدسيين أو أهل الداخل الفلسطيني أو أهالي الضفة الغربية، ونجاحه في الدفاع عن المسجد الأقصى، مستدركا: “لكنه لا يكفي، وهناك دور رسمي عربي وإسلامي يجب أن يتحرك ويكون له تأثيره في مواجهة الاحتلال”.
من جهته، أكد مدير المسجد الأقصى المبارك الشيخ عمر الكسواني، رصد حفريات إسرائيلية جديدة في منطقة القصور الأموية الملاصقة للمسجد الأقصى المبارك.
وبيَّن الكسواني أن هذه الحفريات مستمرة منذ 5 سنوات، ودلل على ذلك بسقوط حجر في السور الجنوبي للمسجد الأقصى الملاصق لساحة البراق.
وأشار إلى أن ما تسمى “سلطة الآثار” في حكومة الاحتلال استولت عليه، ولم تتمكن دائرة الأوقاف والشؤون الدينية من الحصول عليه لإعادته إلى مكانه، واصفًا ذلك بـ”الفعل المريب”.
وأكد أن الاحتلال أخرج كميات كبيرة من الأتربة من الجهة الغربية للقصور الأموية، وعندما يجد حجارة كبيرة يكسّرها ويخرجها مع تلك الأتربة من المنطقة ذاتها محاولًا إحداث تغيير في المعالم الإسلامية هناك.
وأوضح أن الاحتلال من خلال عمليات الحفر يسعى إلى وضع موطئ قدم له في المنطقة، لكن الكل يعلم أن ساحة البراق والقصور الأموية هي أرض وقف إسلامي تابعة للمسجد الأقصى المبارك.
ونبه إلى أن هذه الأعمال المريبة التي يقوم بها الاحتلال يتحمل هو مسؤوليتها كاملة ضاربًا عُرض الحائط بقرارات اليونسكو والأمم المتحدة، ونبَّه إلى أن حفريات الاحتلال تشكل خطرًا على أساسات المسجد الأقصى وخاصة الجهتيْن الغربية والجنوبية من المسجد الأقصى المبارك.
وشدَّد الكسواني على ضرورة العمل من أجل وقف حفريات الاحتلال أسفل الأقصى وفي محيطه والقريبة جدًّا من أساساته.
وحذر باحثون مقدسيون من تهديدات خطيرة جديدة يتعرض لها المسجد الأقصى، بسبب حفريات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة في المنطقة الغربية منه، تهدف لفرض واقع جديد فيه، وملاحقة إرثه التاريخي والسعي لمحوه.
وكشفت مؤسسات وجهات مسؤولة تشققات جديدة ظهرت في المنطقة الغريبة للأقصى، بالقرب من المتحف الإسلامي، وباب المغاربة الملاصق لحائط البراق وصولاً لمنطقة القصور الأموية، نتيجة الحفريات الإسرائيلية المتواصلة أسفله.

