أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

اليمين الاسرائيلي.. ليس يمينا واحدا

صالح لطفي- باحث ومحلل سياسي

مدخل…
تعتبر حركة حيروت ومن بعدها الليكود الواجهة الحقيقية لليمين الإسرائيلي، وتكشف وثائق هذه الحركة بين سنوات 1965-1977 أي قبيل تسلمها السلطة واحداث انقلاب سياسي ما زال راهنا الى هذه اللحظات، إلى أن قراءات داخلية من قبل قيادات هذا الحركة طالبت بضرورة التخلي عن الدوغمائية الحزبية لصالح برجماتية سياسية في ظل المتغيرات التي باتت في تلكم اللحظات التاريخية تدق ابواب المفاعيل السياسية في الباد خاصة الحزب الحاكم إذ باتت المؤشرات تفصح عن زعزعة قواعده وبدايات تفككه، وكانت هذه النداءات الداخلية والمراجعات تهدف الى إخراج الحركة من قوقعتها الداخلية ودورانها داخل نفسها وهي تظن انها تحسن صنعا وتنقذها من انهيار متوقع، وبناء على هذه المطالب تم توسيع حركة حيروت وتحويلها الى الليكود عام 1973 حيث تضم عدة مؤسسات سياسية داخلها يجمعها نسيج مشترك تاريخي وحاضر كان هاجسه في تلكم المرحلة التاريخية الانتقال بالحركة من طور المعارضة التاريخية الضعيفة الى حركة تتماثل ومركز الخارطة السياسية، وهو ما استدعى ادخال تغييرات تكاد تكون جذرية في المباني والهياكل التنظيمية والادارية للحركة تماهت مع انفتاح الحركة المجتمعي وانتقالها من طور حركة مغلقة تعتمد بقايا “الليحي” و”الاتسل” الى مدها بحياة شبابية جديدة تج أوزت هذان التنظيمان لصالح انفتاح أفقي على المجتمع الاسرائيلي دفع بها نحو تنوع عرقي وشبابي، وكان للتغيرات الداخلية التي بدأتها هذه الحركة مع أواخر ستينات القرن الماضي وبداية السبعينات دورا أساس في إثراء داخلي لها جمع بين وجود شبابي قادم من الجيش امثال ارئيل شارون المحرك لإنشاء الليكود وشخصية من مثل دافيد ليفي الشرقي الى اثراء داخلي جديد مَكَنَّ دخول اليهود الشرقيين الى الحركة ومن بعد الى الحزب.
تاريخيا، كان لانتفاضة الفهود السود عام 1971 الدور الاساس في تعجيل التغيرات داخل هذه الحركة التي فتحت ابوابها للشرقيين منذ وقت مبكر، في وقت كانت ترتفع النداءات في اسرائيل لتحقيق حالة من التمييز الايجابي اتجاه الشرقيين كانت حركة حيروت تستوعب شباب من اليهود الشرقيين ويشاركون في توجهها الجديد المنفتح على المجتمع الاسرائيلي بمعنى انها سبقت الأحزاب والحركات الصهيونية في توجهها الايجابي العملي اتجاه هذه المجموعة التي نافس ابنائها على مراكز قيادية داخل هذه الحركة. قام حزب الليكود عام 1973 بخوض الانتخابات الثامنة للكنيست مُشَكَلاَّ من أحزاب وحركات مختلفة، حركة حيروت، الحزب الليبرالي، قائمة الوسط الحر، الحركة من اجل ارض اسرائيل الكاملة، القائمة الرسمية “هارشيماه ههملختيت” ونادى الليكود في تلكم الفترة بثلاثة شعارات جمعت بين مواقفه الفكرية وانسيابيته التنظيمية وبرجماتيته السياسية المتعلقة بالقضايا المجتمعية فقد نادى الليكود بسوق اقتصادي حر مبني على القيم الليبرالية ونادى بالدالة الاجتماعية (كدليل على برجماتيته اذ ان العدالة الاجتماعية تتناقض من حيث المبدأ مع قيم السوق الحر والاقتصاد الحر وتعويمه وتقليص دور الحكومة بالتدخل في الاقتصاد)، والحفاظ على القيم والثقافة اليهودية.
لم تتفق الصهيونية ذات التوجهات اليمينية- وبالعموم كافة الأحزاب الصهيونية- على شيء بقدر اتفاقها على معاداة العرب والشغب الفلسطيني وبالتالي فإن َّ أي مسح للأحزاب اليمينية الاسرائيلية على مدار تاريخها سيجد ان الاختلافات بينها شديدة تبعا لمرجعياتها الفكرية والايديولوجية وهذا صاحب كافة مكونات الحركة الصهيونية منذ وقت مبكر لنشأتها ال أولى في أوروبا وبقي معها الى هذه اللحظات إذ هاجسهم ال أوحد كان ولا يزال جدل العلاقة ومآلاتها مع العرب سكان هذه البلاد مع اختلاف طفيف في بعض التفاصيل حول سُبُل العلاقة وكيفيتها مع اصحاب الدار، ولا أبعد النجعة إن قلت إن الاختلاف هو الاساس في الفكر الصهيوني سواء قبل قيام الدولة أو بعدها بل وأذهب الى القول إنَّ الصيرورة السياسية الناجزة حاليا في “اسرائيل” هي نتاج اتفاق بين مختلف تلكم التيارات على ابقاء ال أوضاع على ما هي عليه قبل قيام الدولة بحيث يحافظ كل فريق على مكتسبه السياسي ووجوده وفكره وأيديولوجيته إذ الاصل عندهم كما اشرت انَّ ثمة عدو قائم يجب أن يبقى قائما وناجزا لإبقاء اللحمة “المتخيلة” قائمة بين تلكم المكونات.
وضعت هذه المقدمة لتبيان أنَّ الكتل السياسية الاسرائيلية وفي صلبها اليمين العلماني والديني والمحافظ هي نتاج الامس والماضي، وما زالت تعيش ازماتها ال أولى من حيث الخلاف سواء كان هذه الخلاف داخليا أو مع الاخر الذي هم تحت سقف الحركة الصهيونية أو خارجها مع اليهودية الحاريدية أو تلكم التي ز أوجت الصهيونية كمعطى علماني بالدين أو كمعطى حداثوي ممثل بالتيار الديني الصهيوني أو اليهودي الاسرائيلي المحدث مؤخرا أو الصهيوني الحاريدي الذي هو آخر تقليعات موجة الدين والسياسة والحكم في هذه البلاد.

الاختلافات داخل اليمين..
لم يكن الخلاف بين اقطاب اليمين الاسرائيلي اكثر وضوحا مما هو عليه اليوم، فاليمين الاسرائيلي الممثل بالحركة التصحيحية الجابوتنسكية التي خطت خطوات ثورية في علاقتها مع التيار الديني الحاريدي ما زالت تعايش تناقضات العلاقة بين ليبراليتها الفجة والتزاماتها اتجاه اليهودية كدين وسياسة وإن ذهبت بعض قيادات هذه الحزب لاستغلال الدين لتحصيل اكبر قدر ممكن من الاصوات المحافظة.
في مطلع عام 1920هاجم مُنَظِرُ الحركة التصحيحية جابوتنسكي التيار الديني الحاريدي فطالب عبر مقالة كتبها في صحيفة حداشوت هآرتس -اليوم هآرتس – بمنع ابناء التيار الحاريدي من المشاركة في بناء اسرائيل أو المشاركة في انتخابات الهيئة العمومية “אסיפת הנבחרים” التي مثلت كافة الطيف اليهودي في البلاد في مطلع عشرينات القرن الماضي، وحجته في ذلك ان هذه المجموعة غير منتجة أي انها لا تعمل ولا تقدم شيء لبناء الدولة القادمة “מדינה בדרך”، وجاء بدليل على مطلبه بما فعله تروتوسكي في روسيا حين منع مجموعات سكانية من التصويت بحجة انهم لا يملكون الخبرة في الحياة ولا يملكون تجربة مدنية أو سياسية أو تجارية أو ثقافية تؤهلهم للمشاركة في الانتخابات- انظر اليعزر شلومو في” مصادر الصهيونية العلمانية وطرائقها،ص17″. نظرة سريعة الى حالة العلاقة بين الليكود والتيار الحاريدي يعلم ان الليكود ضرب بعرض الحائط طروحات وافكار مؤسسه الايديولوجي ذلكم أن حركة الحياة وما فيها من تجاذبات وتعارضات وتقاطع مصالح اكبر واقوى من الايديولوجيات أي كانت مصادرها ومنذ توليه السلطة انتقل من يمين الخارطة السياسية الى مركزها مخلقا توليفة سياسية جامعة بين البعدين القومي والاجتماعي مع تأكيد المحافظة على الهوية اليهودية كمكسب قائم يجب الحفاظ عليه والاهتمام به لصالح تمتين وتعزيز الهوية اليهودية وقد كانت هذه السياسة مدخلا اساس لولوج الليكود الى القطاعات اليهودية الشرقية التي اذلها المباي الاشكنازي علما أن الليكود من الفه الى يائه في تلكم المرحلة المبكرة من تاريخه كان يمينا شوفينا واشكنازيا.
من الواضح أن الليكود الذي هو اكبر الأحزاب اليمينية واكثرها تنظيما وانتشارا افقيا ليس على قلب رجل واحد، لا في السياسة ولا في السياسات وطبعا لا في المرجعيات فهناك مثلا الليبراليون وهم أيضا مدارس قددا تتناحر فيما بينها داخل الحزب وتعمل على مظهرة أفكارها عبر مؤسسات ووزارات يتولونها أو عبر جمعيات يسمح العمل معها ومن خلالها، وارى ان الليكود تتقاسمه ثلاثة تيارات داخلية من حيث مقارباتها لليهودية كدين ومنهج حياة وكأصل دستوري وسياسي، فهناك الليبراليون وهناك المحافظون وهناك المتدينون وإن كشفت الانتخابات الاخيرة عن تراجع الاخيرة داخل البرايمرز بل وخروجها من دوائر التأثير الحاسم وإن بقيت موجودة في المؤتمر العام والتنظيم الحزبي مما يعني أنَّ ثمة مراجعات داخل هذه الحزب جمعت بين البقاء على ليبراليته كفكر وسياسة وسياسات وبين المحافظة ” الدينية ” من حيث التعاطي مع اليهودية ومرَدُّ ذلك سياساته البرجماتية التي اعتمدها مطلع سبعينات القرن الماضي.

برجماتية الليكود ودوغمائية اليمين
تتسم سياسات الليكود منذ توليه السلطة عام 1979 والى هذه اللحظات بالحفاظ على صلة “ما” بين روحانية افكار المدرسة التصحيحية الجابوتنسكية وتصوراته البرجماتية القائمة على أساس تحقيق المنفعة وسياسات الواقع المُعاش، إذ لطالما فرضت الوقائع نفسها على الحزب وسياساته ومع تولي نتنياهو ابن المدرسة الذرائعية الامريكية والمتشبع من والده الموروث الجابوتنسكي مضاف اليه هَنَاتُّ شخصية، جعلت منه شخصية مميزة تمحورت حولها الانتخابات الاخيرة بل والسياسة الداخلية الحزبية والعامة.
تتجلى برجماتية الليكود في تموضعه في مركز الخارطة السياسية الاسرائيلية منذ زمن وحمله العصا السياسية والايديولوجية من جنبيها في آن معا، فالحزب يميني في مواقفه السياسية والامنية المتعلقة بالعلاقة مع الاخر ويكاد يكون يساريا في القضايا المتعلقة بحيوات الناس، وليبرالي في التعاطي مع المشهدين الاقتصادي والمالي وبذلك يكون الليكود يمينا متميزا عن الأحزاب اليمينية الاخرى خاصة الأحزاب الدينية الحاريدية والصهيونية الدينية والصهيونية الحاريدية، وهي أحزاب اعتبرها نتنياهو حليف استراتيجي في الانتخابات الاخيرة، وهذه الأحزاب دوغمائية ” الدوغمائية=التعصب والانغلاق “لها مصالح ذاتية تود الوصول اليها متوسلة حُسن العلاقة مع نتنياهو شخصيا متجاوزة ازماته الاخلاقية- السياسية.

“اسرائيل بيتنا” وبيضة القبان
بين برجماتية الليكود ودوغمائية الأحزاب الدينية ظهر حزب “اسرائيل بيتنا” ليشكل بيضة القبان في السياسة الاسرائيلية فليبرمان الذي يعرف نتنياهو جيدا قد شم بحسه السياسي أن ايام نتنياهو قد قاربت الافول خاصة في ظل التحركات التي بدأت سرية وبطيئة داخل الحزب وها هي خرجت للنور تطالب بإعادة الانتخابات الداخلية ومنع نتنياهو من الترشح مجددا، وكان ليبرمان قد اشار انه ليس على استعداد للانخراط في حكومة يقودها نتنياهو مسعرا الوقود الذي بات ينشب في داخل هذا الحزب.
ثلاثة مواضيع اخرجت ليبرمان وحزبه من قوقعته الروسية “حزب يمثل قطاعا محددا” الى فضاء إسرائيلي اكثر سعة ورحابة (هنا لا اتطرق الى موقفه من الحرب على غزة واشتراطاته على حكومة نتنياهو لدخول الحكومة لأنها ليست اساسا في من أزمته السياسية مع نتنياهو). ليبرمان اصرَّ على خدمة ابناء المعاهد الدينية في الجيش ووقف معونات الدولة لطلبة المعاهد الدينية “اليشيفوت”، واصر على فصل الدين عن الدولة ورفضه المطلق لدولة الشريعة وتحقيق إملاءات التيار الحاريدي والحاريدي المتصهين الساعي لموضعة مكانته السياسية وفرض الشريعة اليهودية على الحقلين الرسمي والعام في الدولة، وهو ما ترفضه قطاعات واسعة من المجتمع الاسرائيلي، ونادى ليبرمان بضرورة تقاسم الحمل والاعباء بين مكونات المجتمع الاسرائيلي وهو ما جعله عمليا يتموضع في مركز الخارطة السياسية ويخرج من عباءات الصوت الروسي الى فضاء التيار العلماني وابناء الطبقة الوسطى وسكان المركز، وبذلك يكون ليبرمان سياسيا برجماتيا بامتياز ينافس الليكود على اكثر مواقعه حساسية، اذ لطالما توسل الليكود المنهج الذرائعي ( المنهج الذرائعي في الليكود كما اعتقد مؤسس على منطق ان الفائدة العملية المنتجة هي اساس للتقدم ومعيار للحكم على الاشياء، وهذه المنهجية يعمل بناء عليها ووفقها نتنياهو على خلاف مثل كل من بيغن وشامير) للوصول الى مبتغاه السياسي عبر مده خطا بَيناَّ برجماتيا – ادائيا بين السلطة والشعب من خلال نشاطات واعمال سياسية آمن بها في مقدمتها تحقيق منفعة بقاء الحزب متسيدا، وهذا الحزب يستثمر برجماتيته في تحقيق سياساته المختلفة حتى تلكم ذات العلاقة بالأمن ومستقبل الدولة وذلك عبر سياسات الامر الواقع ففي تصوراتهم الواقع “المفروض” على المجتمع سواء الاسرائيلي أو الفلسطيني المحتل، ذلكم ان العمل ومنتجاته ونتائجه هي التي تفرض نفسها بحكم انها عملية ونافعة للناس، وهذه الادائية هي في تصوري أحد اسرار قوة الليكود اليوم في الشارع الاسرائيلي وهي ذاتها ستكون مستقبلا ان بقي الحزب متسيدا وتبدلت معادلات الصراع في منطقتنا عموما وعلى ارض فلسطين التاريخية سببا في انسحابه من الاراضي المحتلة عام 1967 كما فعل حين انسحابه من سيناء، وحين انسحابه من غزة- مع علمي بانني أسطح المثالين مفرغا اياهما من المعادلات السياسية الطارئة عند حدوث الانسحابين.

صراع نتنياهو ليبرمان
تعيين رئيس الحكومة نتنياهو المقرب منه ومن عائلته أمير أوحانا الذي يجاهر بأنه مثلي الجنس ويمثل مجموعات المثليين في حزب الليكود والمعروف بتصريحاته النارية ضد جهاز القضاء الاسرائيلي عموما ومحكمة العدل العليا وزيرا للقضاء، جاء ليعيد موضعة حزبه في مركز الخارطة السياسية بعد أن نجح ليبرمان في اقتحامها عبر اثارته ملفات ذات حساسية عالية في المجتمع الاسرائيلي المتماثل تقريبا مع مركز الخارطة السياسية، وإن تشعبت نزعاته السياسية وهي بمعنى اخر محاولة أراها بائسة لمزاحمة ليبرمان. فعمليا نتنياهو بتعيينه هذا الشخص ضرب التيار المحافظ داخل حزبه ولن ينجح في جلب العلمانيين المؤيدين للمثليين والجندريين بحسب أن معظمهم ينتمي لليسار الاسرائيلي.
يضاف الى ذلك ان هذا التعيين البرجماتي يكشف في الوقت ذاته عن عمق الخلاف الايديولوجي بين مكونات اليمين الاسرائيلي الذي يتحد ويتفق فقط على شيء واحد: معاداته للعرب والفلسطينيين والمسلمين واليسار الاسرائيلي في مواقفه من حل الدولتين، وما عدا ذلك فهم في خلاف في كل شيء تقريبا، وهذا معناه اننا لسنا في الحالة الاسرائيلية أمام يمين واحد له مرجعيته الفكرية والاخلاقية الواحدة والمتماهية حتى داخل التيار الواحد، فمثلا لن تجد مرجعية ايديولوجية واحدة للتيار الديني الوطني ولا للتيار اليميني التصحيحي الذي تعود قيمه الفكرية الى مؤسسه الأول حاييم جابوتنسكي، فقد حدثت تحولات كبيرة ومهمة في تلكم السياقات لصالح السياسات على حساب الايديولوجيات ونقلت كما قلت الحزب الى مركز الخارطة السياسية.
قريبا سنشهد معارك سياسية ضارية بين ليبرمان العلماني الواضح في علمانيته والذي تمركز كلية- في ظل تعنته ورفضه الشراكة السياسية مع نتنياهو والتيار الديني والحاريدي-، في مركز الخارطة السياسية الاسرائيلية المتميزة بسياساتها واطروحاتها اليمينية في القضايا السياسية المتعلقة بالجاب الفلسطيني والامن القومي وبأطروحاتها اليسارية اتجاه قضايا وهموم المواطن الإسرائيلي، وهو ما يعني أن ليبرمان سيظل بيضة القبان التي ستحدد نوع الحكومة الاسرائيلية القادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى