أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةمحليات

بعد إطلاق سراحه من السجون الإسرائيلية… الدكتور سليمان أحمد في حديث خاص لـ “موطني 48”

طه اغبارية
حاولت المؤسسة الإسرائيلية أن تنغص فرحة الدكتور سليمان وعائلته وأحبابه بإطلاق سراحه، إلى الحبس المنزلي في مدينة حيفا، بدلا من بلدته ومسقط رأسه أم الفحم، لكنه فوت على سجّانيه فرصة “التشفي” وقال فور اطلاق سراحه: “أم الفحم بيتي الأول وحيفا هي بيتي الأول وهي جزأ لا يتجزأ من وطننا الغالي، صحيح أحببت رؤية أم الفحم والمرور عليها، ولكن كل مكان اتواجد فيه في أرضنا الطيبة هو وطني وبيتي الأول”.
خرج الدكتور سليمان بعد 6 أشهر من الاعتقال، لأنه بحسب المؤسسة الإسرائيلية “يمول الإرهاب” ويدعم مشاريع عمرانية وتنموية في القدس والداخل الفلسطيني ويقدم خدمات للمصلين في المسجد الأقصى، ويوزع الحقائب على طلاب العائلات المحتاجة في القدس والداخل، ويبني المدارس والمساجد.
قال لنا فور خروجه من السجن وأثناء توجهه إلى مدينة حيفا لقضاء فترة الحبس المنزلي إلى حين انتهاء المحاكمة في ملفه: “حيفا تبقى بيتي رغم انني ابن أم الفحم، ولكن ابعادهم لي من بلدي، يؤكد ان كل مزاعمهم عن الديموقراطية هي مزيفة، حرموني من الإدلاء بأي تصريح صحفي طوال فترة اعتقال منذ 6 أشهر، وهذا يدل على العقلية المخابراتية التي تقف وراء مطاردتنا السياسية انا وإخواني وجماهيرنا بشكل عام، لكن هذه الملاحقة لن تكسر عزيمتنا وإرادتنا ولن تجعلنا نتنازل عن ثوابتنا وفي مقدمتها تواصلنا مع المسجد الأقصى المبارك، فهو جزأ من إيماننا وعقيدتنا، نحن جزأ من هذا الشعب الفلسطيني الذي يعاني الاضطهاد الديني والقومي، وتمارس ضدنا كل أشكال الملاحقة السياسية، سواء أنا أو اخواني الذين اعتقلوا في هذا الملف أو الشيخ رائد صلاح أو كل الذين اعتقلوا قبلنا وسيعتقلون بعدنا، نؤكد لهم أننا على العهد ماضون بإذن الله رب العالمين”.
تنقل الدكتور سليمان من زنزانة إلى زنزانة طوال فترة التحقيق معه والتي امتدت على مدار 42 يوما، وواجه افتراءات المحققين بالتأكيد أنه “يتعرض للملاحقة السياسية”.
يقول: “خضعت للتحقيق طيلة 42 يوما، وتنقلت بين الزنازين بأرقام: 13 و14 و16 و2 و9 و11، وخلال هذه الفترة في بداية الاعتقال اعلنت الاضراب عن الطعام لمدة 12 يوما، أما خلال التحقيق قمت بدحض كل افتراءاتهم التي افتروها علينا، والتي هدفت إلى تجريم العمل السياسي وشيطنته، واعترف المحققون أن مكتب رئيس الحكومة، نتنياهو، يقف بشكل مباشر خلف التحقيق ويضغط عليهم من اجل انهائه، ودليل ذلك صدور بيان من مكتب رئيس الحكومة بتاريخ 11/5/2017 أعلن فيه عن اعتقال قيادي في الحركة الإسلامية بتهمة “تمويل الإرهاب”، وهذا يدل بالدليل القاطع على وجود دوافع سياسية وراء اعتقالنا، وهذه الدوافع بالتأكيد لن تتوقف ولن تنتهي، لكننا ماضون بإذن الله في التأكيد على ثوابتنا”.
في سجن مجيدو، الذي انتقل إليه الدكتور سليمان بعد مرحلة التحقيق، وجد واخوانه من “عشاق الأقصى” حضنا دافئا لدى الأسرى السياسيين الفلسطينيين من كل الفصائل يقول لـ “موطني 48”: “في سجن مجيدو عشان مع السجناء السياسيين في قسم 1 وقسم 8، وتمت استضافتنا بطريقة مؤثرة، تعكس عظمة هذا الشعب ونبل أبنائه من الأسرى، تم إكرامنا بصورة رائعة، كما أبلغنا الاسرى تحياتهم إلى أبناء شعبنا في الداخل الفلسطيني بكل مكوناته السياسية والحزبية، لمسنا تقديرا كبيرا لدورنا في القدس والأقصى”.
ختم الدكتور سليمان القرآن الكريم عدة مرات خلال سجنه، ووجد وقتا كبيرا للمطالعة في مختلف الكتب، إلى جانب ممارسة التعبد وقراءة الأذكار وممارسة الرياضة، واعتبر تلك الفترة بمثابة “الخلوة مع الله”.
بالعودة إلى مرحلة التحقيق، سألنا الدكتور سليمان، إن تمت مساومته من قبل عناصر المخابرات في التحقيق، فقال: “حاولوا اتباع العديد من الوسائل، لكنني مع احتفاظي الدائم بحق الصمت، كنت اردد دائما في وجههم “ما انا فيه هو ملاحقة سياسية، أنا رجل جمهور كنت رئيسا لبلدية ونائب رئيس بلدية وتقلدت العديد من المناصب ورئاسة الجمعيات، وما تقومون به هو ملاحقة سياسية من الدرجة الأولى”، كما مارسوا اساليب رخيصة من قبيل التهديد والوعيد، في مرات عديدة وصل عدد المحققين معي إلى 8 عناصر، زارني رئيس المخابرات في منطقة “بيتح تكفا”، تلفظوا بكلمات نابية ضد كل شعبنا وصفوا جماهير شعبنا بـ “الكذابين، وقال إن معركتهم القادمة هي مع الداخل الفلسطيني”.
بحسب الشروط المقيدة لإطلاق سراح الدكتور سليمان، كان عليه التواجد في حيفا في وقت محدد، وبالتالي اتجه من الرملة مباشرة إلى حيفا عبر شارع “رقم 6” ولم يمر على مدينته أم الفحم، ما هو شعورك وانت تبعد من أم الفحم إلى حيفا وحتى انك حرمت من المرور عليها وعبر شارع وادي عارة؟ يقول: “حيفا جزأ لا يتجزأ من وطننا الغالي، وهي بيتي الأول كما أم الفحم بيتي الأول وكل مكان على هذه الأرض الطيبة هو بيتي الأول، أحببت طبعا أن أكون في أم الفحم وأمر عليها، ولكن حيفا لها منزلة خاصة أيضا في وجداني ووجدان كل شعبنا”.
وأكد الدكتور سليمان أحمد، أنه سيقدم في الأيام القادمة التماسا إلى المحكمة العليا، ضد قرار منعه من لقاء الأهل والأصدقاء من خارج دائرة قرابته الأولى.
رسالتك إلى أبناء شعبنا في الداخل وعموما؟ يقول الدكتور سليمان: ” نهنئ أبناء شعبنا في الداخل وفي القدس، على وقفتهم المشرفة تجاه القدس والاقصى، كما اؤكد على وجوب وحدتنا جميعا في الداخل الفلسطيني بكل مكوناتنا من أجل ان نكون بإذن الله على قلب رجل واحد في مواجهة المؤامرة الكبيرة جدا على شعبنا من قبل المؤسسة الإسرائيلية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى