اصابة عمل خلال محاولة لفض شجار بين الطلاب: معلم المدرسة أصيب بنوبة قلبية

موطني 48
ما الذي يحدث عندما يتدخل معلم مدرسة للفصل بين طالبين متخاصمين؟. غالبًا ما ينجح المعلم بمحاولته وينتهي الشجار بصلحة بين الطلاب، ولكن في إحدى الحالات كانت العواقب وخيمة وآلت إلى إصابة المعلم بنوبة قلبية واجتياز عملية قسطرة، بعد أن ثارت أعصابه وشعر بالإهانة، وبعد مواجهة قضائية اضطرت مؤسسة التأمين الوطني للاعتراف بإصابته كإصابة عمل.
وجاء في الدعوى التي قدمها المعلم البالغ من العمر 58 عامًا والذي يعمل في سلك التعليم منذ 25 سنة، لمحكمة العمل لللوائية في حيفا، بواسطة المحاميين سامي ابو وردة، واياد مطانس من حيفا، ان الحادثة وقعت قبل حوالي العام ونصف العام حيث نشب في إحدى الصفوف بمدرسة في شمالي البلاد، شجار بين طالبين وبحضور المعلم المذكور الذي اقترب منهما وطلب من الطالب المعتدي ان يتوقف عن ضرب زميله ولكن دون جدوى وأثناء ذلك أخطأ الطالب بتوجيه الركلة لزميله وأصاب المعلم الذي دخل في حالة من العصبية غير المعتادة وشعر بالإهانة، ورغم ذلك حاول مواصلة تمرير الحصة في الصف ولكن وبعد أن غلبت عليه مشاعر الغضب التي اجتاحته وارتفاع حرارة جسده، توجه إلى جناح المراحيض ليغسل وجهه وينتعش مجددًا، ولكن دون جدوى إذ أنه شعر بعد حوالي ربع ساعة بآلام قوية وضغط في منطقة الصدر.
وبعد ذلك خرج من غرفة الصف وتوجه لنائبة المدير وأخبرها بما حدث وطلب ان يتحرر من التدريس. وقام مستشار المدرسة بنقله لفرع صندوق المرضى “مئوحيدت” حيث أجريت له فحوصات أولية ومن ثم نقل على وجه السرعة لمستشفى الجليل الغربي في مدينة نهاريا حيث شخص انه يعاني من نوبة قلبية وخضع لعملية قسطرة في القلب. ونتيجة ذلك دخل في حالة من فقدان اللياقة بالعمل بشكل كلي لفترة متواصلة.
هذا وفي بادئ الأمر رفضت مؤسسة التأمين الوطني طلبه بالاعتراف بإصابته بانسداد شريان القلب كإصابة عمل، مما اضطره للتوجه لمحكمة العمل.
وجاء في الدعوى بأن الحديث يدور عن معلم يحظى بتقدير واحترام معظم الطلاب وان ما حدث كان حالة شاذة ولم يصادفه في حياته، وأن ما حدث ألحق به ضررًا جسديًا ومس بمكانته أمام الطلاب.
هذا وأرفقت الدعوى التي قدمت للمحكمة بتقرير أعده بروفيسور مختص بطب القلب والذي فحص الأمر وقرر بأن تقارب الوقت بين ما حدث و الصورة المرضية التي نجمت عن ذلك تدعم الاعتقاد بأن انسداد الشريان حدث نتيجة الحدث الشاذ الذي تعرض له خلال العمل. واضاف المختص ان الاصابة بالنوبة القلبية كانت قد تتأجل لوقت متأخر او قد لا تحدث بتاتًا لولا وقوع الحدث الشاذ الذي تعرض له المعلم.
وبعد تقديم تقرير البروفيسور المختص أعلنت مؤسسة التأمين الوطني بأنها تعترف بالحادث كإصابة عمل وتم اتخاذ هذا الإعلان على انه قرار محكمة.