أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

الابتلاء والفتن وحيرة الحليم قبل التمكين (1-2)

حامد اغبارية

“… ولكنكم تستعجلون“؛ هذا هو ملخّص حالنا في هذه الأيام، التي تشعر فيها الأمة بالإحباط واليأس، حتى استعجل كثيرون في طرح أسئلة مثل: هل كنا على حق؟ أم كنا مخطئين؟ أليس من الممكن أن نكون اخترنا الجانب الخاطئ في معادلة الأحداث التي اجتاحت أمواجها العاتية أرض العرب والمسلمين، خاصة منذ عام 2011؟ أيمكن أن يظهر الباطل وينتصر، كما هو حاصل الآن؟ لماذا أصابنا ما أصابنا في مصر واليمن، والعراق وليبيا، وفي سوريا على وجه الخصوص، هذا الملف الذي أرهقنا واستغرق جلّ جهدنا، وقلنا فيه، وقال غيرنا، الكثير، وسالت فيه أنهار من الحبر، كما سالت أنهار من الدماء؟ ألا تستحق الشعوب العربية والإسلامية التحرر والانعتاق من عبودية الأنظمة الفاشية القمعية، ومن التبعية للغرب الصليبي، والاستخذاء أمام المشروع الصهيوني؟! هل أسأنا فهم الأحداث؟ هل ثورات الربيع العربي، والانقلابات الدموية عليها هي نهاية المطاف، وما بعدها أسوأ بالنسبة للأمة؟ كيف يمكن أن ينتصر البطشُ والباطل على شعوب تنشد الحرية؟ والسؤال المقلق والمحيّر عند الكثيرين: إلى أين نحن ذاهبون؟ وماذا بعدُ؟ وكيف ستكون خاتمة الأمور؟

كل هذه الأسئلة وغيرها الكثير يتردد في الأذهان وفي الشارع وفي المجالس وفي الإعلام، وقد اختلطت الأمور، وبدا المشهد قاتما سوداويا، لا يبشر بخير.

نعم؛ هذا يحصل الآن، وعلى مدار الساعة، وهي في الحقيقة تساؤلات مشروعة، وطبيعية، لأن السائل ينطلق من قاعدة أن “الحق منتصر”، و “أنا مع الحق، فلماذا لا أنتصر”؟ و “كيف تمكن عميل مثل السيسي أن يستمر كل هذه السنوات في الحكم، بعد انقلابه على الشرعية في مصر”؟ و”كيف تمكن الطاغية بشار الأسد من إعادة السيطرة على غالبية الأرض السورية، بعد أن سفك دماء نحو مليون سوري”؟ و”كيف تمزق اليمن شرّ ممزق، حتى أصبح للحوثي صوت ورأي وموقف وتأثير”؟ و”كيف خدعنا كل هذه السنوات بآل سعود”؟ و”كيف أصبحت إيران هي العدو الوحيد للأمة”؟ و”كيف أصبحت بلاد الحرمين الشريفين المدافع الأول عن الصهيونية، التي أصبحت أختا غير شقيقة للعرب”؟

ما هي المعادلة؟ وما هي شروط انتصار الحق؟ وهل كانت المعركة أو المواجهة بين معسكر الحق ومعسكر الباطل فقط؟ أم أن معسكر الحق كان فيه دخَنٌ، وعاش هو أيضا صراعات داخلية بين “حق” و”باطل”؟ وكيف نقرأ المشهد الحالي ونحن نستشرف المرحلة القادمة؟ وكيف سيكون شكل تلك المرحلة القادمة؟ وأين سنكون نحن؟ وما شكل الأحداث ومعسكراتها؟ وبأي ميزان تقاسُ الأمور، وتُقرأ الأحداث التي جرت، والأحداث الجارية، والأحداث التي ستجري؟

كيف نفهم المبشّرات؟ وهل نحن في زمانها؟ وهل السؤال: كم تحتاج من الوقت؟ ومتى ستأتي؟ أم السؤال: ماذا أعددت لها؟ أليست هذه أيام الفتن التي وردت في أحاديث آخر الزمان؟ هل نحن في الأيام التي تسبق ظهور المهدي ونزول المسيح عليهما السلام؟ وماذا عن الملحمة الكبرى؟ وأين معركة الغوطة وأم المعارك؟ هل نستيقظ على صيحة الدجال غدا؟

في الجزء الثاني والرئيس سنجتهد في الإجابة – بحول الله تعالى- على كل هذه التساؤلات، لعلنا نساهم في إزالة اللبس، وشرح ما غُمَّ، وتبيان ما استعصى، وتوضيح ما اختلط، لنكتشف أن لا مكان للإحباط، ولا لليأس، ولا للارتباك، ولا للحيرة، ولا للشك، ولا لتخطئة الذات… فالطريق لا يزال في خطواته الأولى.

(يتبع)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى