أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

كيفية الخروج من فك أوسلو ..2-2.

صالح لطفي: باحث ومحلل سياسي.

ملخص تنفيذي..

اذا كان قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة على 22% من ارض فلسطين التاريخية مرفوض اسرائيليا ليس من اليمين بل من اليسار وكافة المكونات السياسية والدينية، واذا كانت كافة الابحاث والدراسات والكتب الصادرة في العشريتين الاخيرتين تبينان الدور الكبير لليسار ومن ثم اليمين في الحيلولة دون قيام دولة فلسطينية ، واذا كان دهاقنة المشروع الصهيوني وفي مقدمتهم شمعون بيرس الاب الروحي لفكرة تقديم الوحدة الداخلية  والسلام الداخلي بين اليهود في اسرائيل في  اعقاب مقتل رابين على  سلام مصنوع على قياسات المؤسسة الاسرائيلية ، واذا كانت اوسلو سببا مباشرا في تقليص الفجوات العقائدية بين التيارين الرئيسيين في الحركة الصهيونية أي تيار الحركة العمالية والتيار الصهيوني التنقيحي لصالح يهودية الدولة وتبني المنظومات الدينية كأساس قيمي لها ،  واذا كانت اوسلو سببال في دفع بيرس بدوره الفكري الطلائعي في نقل اسرائيل من دولة مسيانية علمانية الى دولة مسيانية دينية [ المسيانية=نظرية الخلاص دينيا بعودة المسيح المنتظر وعلمانيا بقيام الدولة العلمانية] ،  اعتبر فيها الاستيطان ” العبري” في مناطق “ج” مقدسا ومن يسكنه  وطنيا لأنه  يحول دون قيام دولة فلسطينية واذا كانت اوسلو قد قدمت العسكر ليقودوا الدولة وفي مقدمتهم آهود باراك صاحب اللاءات الخمسة  : لا للعودة الى حدود الرابع من حزيران ، ولا لتفكيك المستوطنات ، ولا لحل وسط في القدس ولا لحق العودة ولا للمسؤولية الاخلاقية عن النكبة ،  وهي اللاءات التي اضاف اليها نتنياهو بعدا اخرا يطالب فيه القيادة الفلسطينية بالاعتراف بيهودية الدولة وان تقوم دولة على مقاس محدد منزوعة السلاح يقرر فيها الفلسطينيون حقهم في تقرير المصير .

في ظل ما ذكرت فإن الخروج من آسار هذا الاتفاق تصبح من الفروض على السياسين وصناع القرار في الراهن الفلسطيني ويصبح الخروج من فك اوسلو مهمة كل فلسطيني يستشعر الواجب الديني والوجب الوطني والواجب الاخلاقي إتجاه قضية تسعى واشنطن بكل قوتها لإخراجها من منظومة الازمات الدولية وتوطين المنطقة لواقع جديد تكون فيه الالفية الراهنة استمرار للهيمنة والسطوة اليهودية-الصليبية على فلسطين والمشرق العربي بعد أن تم إجهاض الربيع العربي.

إسرائيليا اوسلو تساوي انهاء الصراع وتسويته نهائيا.

دخلت المؤسسة الاسرائيلية نفق اوسلو وهي تعلم اين ستصل به وماذا تريد منه ودخلته منظمة التحرير لتحقيق بقائها واستمرار وجودها ، وفي هذه النقطة الاخيرة ، نقطة البقاء ، توافق الطرفان الاسرائيلي ومنظمة التحرير ففي حين سعى رابين من خلال اوسلو لتحسين حظوظ اسرائيل بالبقاء  استراتيجيا عبر تحييد الفلسطينيين والاردنيين والسوريين عن صراع محتمل قادم بين اسرائيل والعراق وايران (الدائرة الثانية من دوائر الاعداء وفقا للرؤية الاستراتيجية الاسرائيلية)، فيما سعت منظمة التحرير بفصيلها الاكبر الخروج من ازماتها المتلاحقة منذ حرب 1982 وكان كما قال بيلين في ان اوسلو غيرت مجرى تاريخ المنطقة فعقدت اسرائيل سلاما مباشرا مع الاردن وأُقيمت السلطة الفلسطينية كعنوان جديد للشعب الفلسطيني وحظيت اسرائيل بنمو اقتصادي وتبييض لوجهها الكولونيالي وتحسين صورتها الدبلوماسية وصارت هذه السلطة ممثلا للشعب الفلسطيني يتم عبرها الوصول الى حلول مع الاسرائيليين.. ولأن المؤسسة الاسرائيلية منذ اللحظة الاولى لاوسلو سعت وبجد لا يتوقف لسحب موافقة فلسطينية مكتوبة وموقعة على انهاء الصراع عبر هذه السلطة وهو ما رفضه عرفات ودفع ثمنه وما زال عباس يرفضه حتى يتحقق للفلسطينيين ما يريدون من دولة كاملة السيادة والحياة وحق تقرير المصير وان تتحمل اسرائيل اخلاقيا مسؤوليتها عن نكبة الشعب الفلسطيني  فإنَّ الاحتلال الاسرائيلي لن يتوقف في البحث عن شخصية تؤدي له هذه المهمة الخطيرة ولذلك تعمل الحركة الصهيونية ومعها مختلف الاجهزة الاسرائيلية واخرى دولية لليوم الذي سيأتي بعد وفاة الرئيس الفلسطيني محمود عباس فهم يبحثون عن من يُوَقِعُ على إنهاء الصراع  عبر تسوية تاريخية تضع حدا لأحلام الشعب الفلسطيني بالعودة وتأسيس الدولة ، وفي هذا الخضم لم تتوقف آلة الاستيطان لحظة واحدة لتحقيق الهزيمة النفسية والعملية للشعب الفلسطيني باستحالة قيام دولة متكاملة  الاركان على 22% من ارض فلسطين التاريخية ، ولقد ذهب رابين في اخر خطاب له في الكنيست قبيل مقتله بقليل الى انه سيقام كيان[ليس دولة] للفلسطينيين الى جانب اسرائيل سيكون وطنا لمعظم السكان الفلسطينيين المقيمين في قطاع غزة والضفة الغربية ، “ونريد أن يكون هذا الكيان أقل من دولة كي  يُصَّرِفُ على نحو مستقل حياة الفلسطينيين الذين يخضعون له”.

أوسلو مرحلة أخرى لاكتمال البناء

في عام 2013 نشر رون بونداك  احد المفاوضين الاسرائيليين في اوسلو كتابه ” قناة التفاوض السرية -أوسلو ، القصة الكاملة ” الذي أحدث آنذاك ضجة لما تضمنه من حقائق حول كيفية تعامل المؤسسة الاسرائيلية مع هذا الاتفاق التاريخي الفارق في المنطقة فقد أكد ان نظرته والفريق المفاوض للسلام كانت تعتمد على ان السلام بحد ذاته مرحلة من مراحل استكمال بناء اسرائيل الذي بدأ بقرار صدر عام 1947  ، قرار 181، ولما ينتهي بعد وبهذه الحقيقة المطلقة يكون المفاوض الاسرائيلي استراتيجيا في تفكيره وتكتيكيا في ممارساته في حين المفاوض الفلسطيني تكتيكي في تفكيره واستراتيجي ممارساته خاصة وان السلطة برسم ما تملكه  من ادوات دغدغت عواطف ومشاعر ” الثائر” الفلسطيني القادم من  ضاحية حمام الشط في تونس ولعل ما يؤكد زعمي هذا تصفية محمود عباس لممتلكات ومكاتب منظمة التحرير الفلسطينية وضمها للسلطة وجعل السلطة  الهيئة العليا الممثلة للفلسطينيين ،  وهي خطوة تمناها  الاسرائيليون ويتمنونها لقناعاتهم أن من سيخلف عباس  سيوقع على إنهاء الصراع ومن ثم على أغلاق ملف القضية الفلسطينية  على اعتبار ان السلطة ممثلة للكل الفلسطيني .

الخروج من فك أوسلو ..

لا ينتطح عنزان ان بعضا من القيادات الفلسطينية اليوم تترزق من خلال هذه القضية وهناك من يرى بأوسلو سببا في وجوده السياسي والتنظيمي وأنَّ الفساد قد سود صفحات عدد كبير من قيادات أوسلو ومن لحق بها، وخلق حالة من التسمم السياسي والاقتصادي في مناطق السلطة وهو ما زاد الأمور ضغثا على أبالة وجعل أوسلو كما اشرت في مقالتي الاولى نكبة جديدة بأدوات حداثية يمارس بعض من فصولها أزلام مرحلة أوسلو. ويوما بعد يوم تتكشف لكل متابع ان اوسلو لم تكن على صلة بالواقع السياسي الفلسطيني المعاش بقدر ما كانت مساع اسرائيلية للخروج من فك الانتفاضة واستثمار الاتفاقيات منذ مفاوضات مدريد وما تلاها من البوابات الخلفية التي انتجت اوسلو لصالح مواقف اسرائيلية تمسينت وتجلت بوضوح في رفض بيرس قيام دولة فلسطينية على اراضي الضفة الغربية ورؤيته بان الدولة الفلسطينية ستقوم في القطاع فيما تكون الضفة الغربية تحت سلطة اسرائيلية -اردنية.

أنّ الخروج من فك أوسلو ليس بالسياسة فقط وليست السياسة فقط هي البدايات الصحيحة ،  ففي عمليات التحرر والتحرير  تتكاتف الرؤى والتصورات والقوى المقاومة ، ولا بدّ من ان تتبنى القيادة الحاملة لمشروع التحرر والتحرير تصورا نهضويا جامعا يحمل الافكار المركزية القابلة للحياة المتسمة بالوضوح الايديولوجي والقادرة على التعامل مع المتغيرات والمركبة من مجموعات عنقودية من الافكار والتصورات والقيم والاخلاق وهذه المجموعة لها وجهان صلب يبين الثوابت القطعية في القضية الفلسطينية التي لا تنازل عنها مهما كان الثمن كمثل دولة فلسطينية قابلة للحياة ذات سيادة وحدود وجيش ونظام متكامل، ووجه مرن يتعاطى الواقع دون تخاذل وانحطاط ودونية يتعاطه دون المس بتلكم الثوابت المجمع عليها .

هذا الامر يحتاج الى مجموعة طلائعية تؤمن يقينا بالحق الفلسطيني وبصدقيته وتؤمن يقينا بكل مركبات وتفاصيل هذه القضية مهما صَغُرت وأن تمتلك هذه الثلة مشاعر ووجدان وأحاسيس اتجاه هموم المواطن الفلسطيني البسيط الباحث عن قوت يومه ،  تماما كإيمانها أن البدايات المحرقة ستكون نهايتها مشرقة حيث تمتلئ قلوبهم حبا لهذه الارض المباركة ولمقدساتها ولأهلها ، ثلة تؤمن بالإنسان الفلسطيني، وتؤمن بقدراته وإمكانياته ، مجموعة تملك روحا فياضة متجرة زاهدة وثائرة ، تملك رؤية واضحة ماذا تريد اليوم وماذا تريد غدا وماذا تريد بعد غد. لمثل هذه الثلة ينقاد الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده ولا أخال في هذا الموقف أنني ابالغ أذا ما قاربت هذه الرؤية للهجرة الصهيونية الثانية التي أسست الارضية الصلبة للمشروع الصهيوني والتي لا تزال روحها وإخلاصها لبناء المشروع الصهيوني رغم اختلاف مدارسهم ترفرف فوق هذا الكيان.

وحتى نحقق الخروج من مأزق وفك أوسلو وما تبعه من تبعات وسَقَطَات لا بدَّ للقيادة التي تتولى مسؤولية النهوض بالشعب الفلسطيني أن تبث في روع وروح الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده روح التفاؤل في الفرج القريب ليس من باب الأماني بل من باب أننا صحاب حق ولا يموت حق وراءه مطالب على الرغم من المستنقعات الاستبداد  الآسنة التي تعيشها منطقتنا  عموما وشعبنا خصوصا  خاصة التنسيق الأمني وما ينجم عنه من هدم للكيان الفلسطيني وهو ما جعل شعبنا اليوم فسطاطين لا ثالث لهما اما قابل للتنسيق او رافض له وقد اخترقت هذه القضية عموم شعبنا بكل فئاته ومكوناته وهذا التمايز بحد ذاته بدايات صحية للخروج من تيه أوسلو.

الأبعاد النفسية المؤسسة لعملية التحرير..

للخروج من مأزق اوسلو نحن نحتاج الى بعث نفسي على مستوى الافراد والجماعات والشعب بكليته يؤسس هذا البعث  لارضية يُنطَلقُ منها لتحقيق عمليتي التحرير والنهوض الحضاري والمكونات التأسيسة التي أراها لا تعدو ان تكون ثلاثة مكونات : إيمان عميق واعتزاز ممزوج بعزة عالية شامخة وأمل عريض يتأسس عليه في عالم الأنفس والافراد يقين بفكرتي النهوض والتحرير وهذا يؤسس لشعور يتعاظم باستمرار بين كافة مكونات شعبنا الفلسطيني بأننا شعب عظيم اختاره الله تعالى ليكون المخرز الذي يواجه الصليبية-الصهيونية العالمية ، والرجعية العربية الفاجرة، وأنه ينوب فيها عن الامتين العربية والاسلامية وأنه يحمل يقينا ليس له حدود في النجاح بتحقيق التحرير الكامل من الاستعمار الاسرائيلي وكماشاته العربية والأجنبية المعاضدة له . وللقيام بهذه المهمة العظيمة الجانب نحتاج الى شرطين مرافقين ، أولا اقامة مؤسستين علميتين مهمتهما الأساس إعادة قراءة تاريخ القضية الفلسطينية بتفاصيله الدقيقة وقراءة التجارب النضالية الاممية للخروج بمنشور فلسطيني جامع يتجنب مواطن الزلل ويتقدم بخطوات ثابتة الى الامام ويقابله تماما مؤسسة علمية لا تقل اهمية عن الاولى  مهمتها الوحيدة دراسة تاريخ  اليهود واليهودية والحركة الصهيونية ومسيرة اليهود المتعرجة منذ لحظة الانعتاق” אמנציפציה”  تعمل على قراءة ملايين الاوراق  واليوميات والأرثين اليهودي والصهيوني والهبوط الى ادق التفاصيل مهما ظن البعض انها تافهة وصغيرة  لرسم خارطة دقيقة لتعاريج اليهود واليهودية والصهيونية وتتنبأ بمستقبلهم من خلال اوراقهم ومستنداتهم لا من خلال ما يكتب عنهم  وهذا يحتاج الى عدد من الذين هم على استعداد لِأنْ تفنى أعمارهم في هذه المهمة المقدسة … دراسة تهبط الى ادق التفاصيل تقارب وتبز عمل المستشرقين الذي غزوا مشرقنا العربي وعالمنا الاسلامي مئين من السنين قبل ان تطئ بساطير جندهم ربوع وطننا الكبير. واما الشرط الثاني فهو شرط تحقيق المعرفة والتعليم فنحن بحاجة الى إحداث تغيير في مجتمعاتنا المحلية ونقلها من طور الاستخذاء والترهل الى طور الالتزام بروح ومكونات وقيم التحرر.وهذا يحتاج  الى تخصصات في مختلف العلوم الانسانية والطبيعية والدقيقة ويكفي أن أشير في هذا الصدد الى موضوع يكاد يختفي من قاموسنا الاكاديمي رغم اهميته البالغة كمعطى في تحقيق عمليتي التحرير والنهوض ، ذلكم هو موضوع الجغرافيا بكل تخصصاته وتشعباته مع عدم التقليل من علوم اخرى ذات صلة  كدراسات تاريخ البلاد وعلم الاثار  وهي علوم ذات صلة ببناء الهويات الى جانب علوم اخرى كثيرة .

إن بدايات التغيير تبدأ في عالم الانفس يوم ننكر الواقع الذي نعيش ونكفر به ولذلك لن يتم الخروج من ضنك اوسلو وتيهها الا إذا انكرناها نفسيا ووجدانيا وكفرنا بها وبمخرجاتها مع علمنا ان لهذا الانكار تبعات وألام وملكنا الاستعداد النفسي والمادي لتحمل تبعات هذا الانكار.

إنّ كل أمة تحررت قادتها نخبة مميزة- ويبقى في هذا الباب اسرائيل والحركة الصهيونية المثال الأوضح لما نذهب أليه لقرب هذا المثال  كمقاربات لتحقيق الاهداف والغايات والاصرار على تحقيقها- وهذه النخب لا يتم تصنيعها وتغليفها في مختبرات تل ابيب والعم سام خلف البحار كما يُفعَلُ الأن مع  حكام العرب من الجيلين الثاني والثالث [ مثال محمد بن سلمان ومحمد بن نهيان والسيسي ومحمد الخامس…] بل تصنع على عين شعوبها في ساحات العمل والنضال والسجون والمعتقلات وهذه النخبة يوم يكتمل وجودها بين ظهراني الشعب الفلسطيني- وهي موجودة-  ستجده يقف خلفها ولذلك فإنَّ قوة شعبنا الفلسطيني اليوم تكمن في اعداد الرجال الذين يتخرجون من مختبراته الميدانية والنضالية -الكفاحية الملتزمة بقضاياه وغير المتنازلة عن ثوابته وقيمه وهم كثير بين ابناء شعبنا بيدَّ أن ديجور الظلم النازل عليه من قبل الاحتلال والسلطة يحولان حتى هذه اللحظات لبيانه وظهوره.

صحوة ويقظة ونهوض..

المتابع لنكبات اوسلو وما آلت اليه القضية الفلسطينية وكيف نجح اليسار الاسرائيلي  ومن ثم اليمين بإبعاد الفلسطيني عن بوصلة الصراع وحرفه عن بوصلته الجوهرية ممثلة بقضايا الحدود النهائية وعودة اللاجئين والقدس والمسجد الاقصى  الى قضايا ادارية صرفة أخضعت سلطة رام الله للتنسيق الامني بناء على توقيعات اوسلو سيجد ان الشعب الفلسطيني مدرك تماما لحجم الكارثة التي نزلت به وقد تمت صحوة الشعب الفلسطيني كله من غفلة وسكرة أوسلو وتداعياتها اللهم الا فريق من المنتفعين ستجدهم دائما في كل أمة تسعى لتحرر ، واذا كانت الصحوة في سياقات التدافع خطوة تأسيسية لانقشاع السحب والغشاوات فإنَّ شعبنا الفلسطيني قد انفك نفسيا من عقدة اوسلو وانتقل الى مرحلة اليقظة وما الحوارات الدائرة بين ابناء شعبنا حول الوحدة وانهاء الانقسام وما عديد مراكز ومؤسسات البحث العلمي  والندوات والمقالات والحراك السياسي والمقاومة بكل أشكالها الا تجل  دقيق لمعاني اليقظة في مفاهيم التدافع الحضاري وإن كانت هذه المرحلة تجبي  من حيوات شعبنا الشيء الكثير بشرا وعتادا ، وقد تطول هذه المرحلة وراهنها الأساس هو بلا شك الثبات واليقين وما أشرت اليه في متن هذه المقالة ومعادلاتها تكمن في القوتين البشرية والنفسية وما فيها من حظوظ مقاومة تقابل التحديات بكل أنواعها ومخاطرها ونحن كفلسطينيين في خضم هذه اليقظة نستشعر بدايات ولوج شعبنا معالم النهضة هي شرط التحرر الأخير ، وهو ما يعني في مفاهيم التدافع الحضاري ولوج بوابات النهضة جنينيا بسياقها التحرري إذ يجتمع عند شعبنا اليوم مقاومة ، وتجربة سياسية واخرى مجتمعية-كيانية  تؤسس للدولة القادمة وعندما تجتمع القوة بكل معانيها مع الحق بكل قيمه والعدل بشهوده سيخترق شعبنا اسوار ظلمات اوسلو ونكباته المتتالية مبشرا بواقع جديد له وللامة العربية والجامعة الاسلامية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى