أخبار عاجلةعرب ودولي

رغم تشكيك طهران بنواياه… ترامب: الإيرانيون سيتحدّثون إلينا “قريباً جداً”

رغم التشكيك الإيراني بنوايا الولايات المتحدة، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب جهوزيته لفتح حوار غير مشروط مع طهران، عاد ترامب لضخ مزيد من التصريحات الإيجابية تجاه الحوار، قائلاً إنّ لديه “شعوراً” بأنّ الزعماء الإيرانيين سيتحدّثون “قريباً جداً” مع بلاده.

وأعلن ترامب، الثلاثاء، خلال خطاب ألقاه في فلوريدا، بحسب ما أوردت “فرانس برس”، أنّ لديه “شعوراً” بأنّ الزعماء الإيرانيين سيتحدّثون “قريباً جداً” مع الولايات المتحدة.

وقال ترامب “آمل أن تسير الأمور بشكل جيّد بالنسبة إلى إيران. لديهم مشاكل كثيرة في الوقت الحالي (…) لديّ شعور بأنّهم سيتحدّثون إلينا في وقت قريب جداً… أو ربما لا، ولا بأس بذلك أيضاً”.

وقد استغلّ الرئيس الأميركي الخطاب لكي يُذكّر مجدداً بقراره سحب بلاده من الاتفاق النووي “المروّع” الذي وقّعته الدول العظمى مع إيران في العام 2015.

بدورها، قالت وزارة الخارجية الأميركية، الثلاثاء، إنّ وزير الخارجية مايك بومبيو، يؤيّد ما قاله ترامب عن استعداده لإجراء محادثات مع المسؤولين الإيرانيين.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر ناورت، في مؤتمر صحافي مقتضب، وفق ما ذكرت “رويترز”، إنّ بومبيو قال في السابق إنّ ترامب يرغب في الاجتماع مع زعماء دوليين لحل المشكلات بما في ذلك مع المسؤولين الإيرانيين.

ولكن عندما سُئلت عما إذا كان بومبيو يؤيد على وجه التحديد التحدّث مع الإيرانيين بدون شروط مسبقة، تجنّبت ناورت استخدام تلك العبارة، وقالت إنّ واشنطن تود أن ترى تغييرات في السلوك الإيراني ولكن “المهم هو أننا سنكون مستعدين للجلوس وإجراء هذه المحادثات”.

وكان مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية، قذ ذكر لـ”رويترز”، أنّ بومبيو لن يلتقي مع نظيره الإيراني خلال اجتماع لدول جنوب شرق آسيا في سنغافورة، في مطلع الأسبوع المقبل.

وأعلن ترامب، في 8 مايو/أيار الماضي، انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني الموقّع في 2015، وقرّر استئناف العقوبات على طهران، بسبب ما وصفها “العيوب الجسيمة” بالاتفاق.

وجاءت تصريحاته الثلاثاء، بعدما أبدى ترامب، يوم الإثنين، استعداده للقاء الرئيس الإيراني حسن روحاني، دون شروط مسبقة لبحث كيفية تحسين العلاقات، بينما صدرت في طهران، ردود مشككة بنوايا ترامب وفريقه، بعد خطوة الانسحاب من الاتفاق النووي.

وفيما لم يرد مباشرة على العرض، اعتبر روحاني، الثلاثاء، أنّ قرارات الإدارة الأميركية عابرة، مؤكداً أنّ بلاده لن تتخلى عن صادراتها النفطية، لكنها في الوقت ذاته لا تريد إحداث توتر في المنطقة، ولا منع نقل النفط فيها.

وجاءت تصريحات روحاني، أثناء لقاءات عقدها مع سفراء جدد عدة في طهران، من بينهم السفير البريطاني الجديد روبرت مكير، وأبدى خلالها تعويلاً على الأطراف الأوروبية التي لا تزال تخوض حواراً مع طهران حول آليات ضمان استمرار الاتفاق النووي، معتبراً أنّ الكرة في ملعب الأوروبيين الآن.

من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، إنّه ينبغي للولايات المتحدة ألا تلوم إلا نفسها لإنهائها المحادثات مع طهران عندما انسحبت من الاتفاق النووي. وأضاف على “تويتر”، “لا يمكن للولايات المتحدة ألا تلوم إلا نفسها لانسحابها وتركها لطاولة” المفاوضات.

وجاءت أكثر الردود حدة، على لسان قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري، الذي قال إنّ “الشعب الإيراني لن يسمح لمسؤوليه بالتفاوض مع الشيطان الأكبر”.

ومتوجهاً إلى ترامب، قال الجعفري “ستبقى أحلامك بالتفاوض واهمة، ولن تتحقق”، مضيفاً أن “مسؤولي الجمهورية الإسلامية يعلمون جيداً سيناريوهاتك الحمقاء، واختبروها مراراً”.

وفي إشارة إلى الحوار الذي تجريه واشنطن مع بيونغ يانغ، شدد جعفري على أن بلاده “ليست كوريا الشمالية، لتوافق على عرض” ترامب، مضيفاً أنّ “رؤساء أميركا السابقين كانوا يعلمون أن إيران وشعبها لا يقبلون التهديد”.

وفي موقف عكس الكثير من التشكيك الذي لدى الإيرانيين إزاء الطرح الأميركي أيضاً، ردّ وزير الداخلية الإيراني عبد الرضا رحماني فضلي، في وقت سابق، على عرض الرئيس الأميركي إجراء حوار مع القادة الإيرانيين، بقوله إنّ الولايات المتحدة “غير جديرة بالثقة”، متسائلاً “كيف يمكن تصديقها والاعتماد على كلامها بعدما انسحبت من الاتفاق النووي”.

وفي 14 يوليو/تموز 2015، أبرمت إيران ومجموعة “5+1” (الصين وروسيا وأميركا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا إضافة لألمانيا)، الاتفاق النووي، الذي يلزم طهران بتقليص قدرات برنامجها النووي، مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى