أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

نكبة الشعب الفلسطيني والتحديات الراهنة..

صالح لطفي.. باحث ومحلل سياسي..

تأتي ذكرى النكبة هذا العام وقد تفاقمت المخاطر التي تعتور الفلسطينيين افرادا ومجتمعات وشعب في الداخل والشتات وتزداد صعوبة الاوضاع في ظل الحصار المفروض على قطاع غزة وتشارك فيه أيادي  عربية وفلسطينية رسمية ما يعني أننا أمام ترديغير مسبوق في مسيرة الشعب الفلسطيني  وتاريخه المعاصر بعد أن تداعت عليه قوى الشر من كل جانب عربيا وأجنبيا فهو شعب عرضة للقتل على أرضه وفي الشتات وفي المهاجر وأدت تراكمات الاوجاع والاحداث الى تفاقم اوضاعه الصعبة معيشيا واجتماعيا وسياسيا وتركت أثارها على هذا الشعب في كل أماكن تواجده  وخلقت تحديات تتراكم عاما بعد عام كأننا في سلسلة تكاد لا تتوقف وقودها الفلسطينيون أنفسه وشعوب المنطقة المحيطة بفلسطين.

في هذا الباب سأتناول النكبة في مقالات تستحوذها المعطيات السياسية والتاريخية والعلاقة بين الراهن ” الهش-المغشوش” والمستقبل المنظور كمؤشر لمستقبل القضية الفلسطينية على ضوء مرور قرن على وعد بلفور وسبعة عقود على قيام اسرائيل ويوما وبعض يوم على وعود طرامب الاخيرة لنصل الى نهايات الفرعون الاخير ونبي الغضب واخر الخلفاء…

الحقائق الغائبة ..

تحكمنا في هذه المقالة التي  ننزع بناء عليها الى قراءة واقعنا الفلسطيني المعاش مجموعة حقائق قد تكون غابت عن المشهد السياسي والجغرافيا السياسية وطويت بفعل تسارع وتراكم الاحداث ، وأول وأهم هذه الحقائق أنَّ فلسطين ” التاريخية ” هي صناعة بريطانية بامتياز فقد احتل الجيش البريطاني القدس في كانون \ديسمبر من عام 1917وقبل هذا التاريخ بشهر أي في تشرين ثاني\نوفمبر من نفس العام ” 1917″ صدر وعد بلفور عن وزير الخارجية البريطاني أرثر بلفور الانجيلكاني\البروتستانتي\الصهيوني والذي وعد فيه الحركة الصهيونية بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين…..وهذا الوعد تم دمجه في اتفاقية سان ريمون التي اقرت وصاية بريطانيا على فلسطين والعراق.. والحقيقة الثانية ان بريطانيا التي اصدرت هذا الوعد عام 1917 منحها مجلس عصبة الامم صك الانتداب على فلسطين في 24-8-1922، ولم تكن بعد قد حددت حدود فلسطين التي صاغتها نهائيا بالاتفاق مع فرنسا حيث تم توزيع أرث بلاد الشام بين بريطانيا وفرنسا مع تعديلات حدودية للكيانات السياسية التي اقيمت كسوريا ولبنان والاردن وفلسطين التي أُعِدت لتكون وطنيا قوميا لليهود دون النظر الى اصحاب البلاد الشرعيين .. في هذا السياق من المفيد أن يعلم القاريء الكريم والقارئة الكريمة أن المادة 99 من معاهدة سيفر نصت على ان تعهد فلسطين الى دولة منتدبة وان يعهد الى هذه الدولة تنفيذ وعد بلفور طبقا للمادة 22 لعصبة الام… فهل أقيمت هذه العصبة من ضمن ما أقيمت من أجله منح الغطاء الدولي العالمي لمخطط بريطانيا في قيام اسرائيل…. فهل هذا يعني ان عصبة الامم تتحمل وزر ما حلَّ من نكبة في الشعب الفلسطيني وهذا ينسحب بالضرورة على الامم المتحدة؟.. والحقيقة الثالثة أن الفلسطينيين مروا في ثلاثة انتفاضات كبرى شكلت بشكل أو بأخر عبر تراكمات تاريخية الهوية الفلسطينية وموضعتها في مكانها الصحيح من حيث جدل العلاقة بين الارض\الجغرفيا، والمقدس واللغة في السياق الفلسطيني والمكون السكاني ومحيطه الكبير ممثلا ببلاد الشام وبلاد الرافدين. فبريطانيا ابتدعت فلسطين من أجل تحقيق وعد بلفور على جزء من ارض فلسطين بإقامة وطن قومي لليهود وذلك ضمن منطق المصالح الامبريالية البريطانية التي رأت بقيام دولة صهيونية موالية لها في المنطقة نقطة ارتكاز منطقية لاستمرار استعمارها للبلدان التي انشأتها من جهة ونهب خيراتها من جهة اخرة خاصة بعد اكتشاف حقول النفط في منطقة الموصل في العراق والبصرة في جنوبها واستمرار تدفق الخيرات من الهند الى بلادهم، وهذه الحقيقة التاريخية لعبت دورا تأسيسيا في صيرورات الفلسطيني. هذه الانتفاضات الثلاثة كانت خلال القرنين التاسع عشر والعشرين -انظر جدول رقم “1”-.

جدول رقم”1″

الانتفاضات الثلاثة الكبرى في تاريخ الشعب الفلسطيني.

الانتفاضة السنوات الجهة التي انتفض ضدها المشاركون النتائج
الاولى 1833-1840\1841 الاحتلال المصري في عهد محمد علي باشا كل الفلاحين والعائلات الا عدد قليل من كبار العائلات كعائلة عبد الهادي في نابلس عودة الحكم العثماني
الثانية 1936-1939 الاحتلال البريطاني قطاعات واسعة من الشعب الفلسطيني إجهاض الانتفاضة بوعود عربية سعودية-مصرية اردنية وعراقية وخلافات فلسطينية -فلسطينية داخلية.
الانتفاضة الثالثة 8-12-1987 وحتى 1993 الاحتلال الاسرائيلي كافة قطاعات وقوى ابناء الشعب الفلسطيني اتفاقية اوسلو وميلاد السلطة الفلسطينية، وتزايد الشقاق داخل الشعب الفلسطيني

 

الانتفاضة الاولى والتي استمرت بين سنوات 1834 وحتى عام 1840 كانت ضد الاحتلال المصري بقيادة ابراهيم باشا لبلاد الشام ومنها فلسطين بروابيها وقراها وسهولها ونقبها وفي مقدمتها مدنها الكبرى كالقدس  ، يافا ، حيفا ، عكا ونابلس وكانت الانتفاضة الثانية ضد الاحتلال البريطاني التي استمرت بين سنوات 196-1939  وأجهضتها دول عربية ومصالح فلسطينية، وكانت الانتفاضة الثالثة ضد الاحتلال الاسرائيلي التي استمرت من اواخر عام 1987 وحتى عام 1992 وتوقفت نهائيا مع اتفاقية اوسلو عام 1993  التي انجبت ما يسمى السلطة الوطنية الفلسطينية .هذه الانتفاضات الثلاثة بلورت الهوية الفلسطينية بتجلياتها المختلفة وبتداعيات الاحداث المختلفة التي تركت بصماتها القوية على الشخصية الفلسطينية حيث عاد البعد الديني كمكون اساس في الهوية الفلسطينية بعد ان تم استبعاده من دفاتر المنظمة عدد سنين خاصة بعد الانتقال الى لبنان بعد عام 1970 .

اتفاقية اوسلو بملحقاتها المختلفة وبقيام السلطة الفلسطينية اعتبره المسمار الاول والاخطر  في نعش اكتمال الشخصية الفلسطينية ، فقد ولدت هذه السلطة نتيجة مجاهدات الشعب الفلسطيني في انتفاضته الاولى وكان من المفترض أن تكون النتائج على قدر التضحيات ألا انها جاءت متجزأة لا يستفيد منها الا نفر من بقايا منظمة التحرير القابعين في تونس ومجموعات تبين مع مرور اكثر من عقدين ونصف على هذه السلطة انها ليست على قدر المسؤولية في تحمل مصير شعب يكافح منذ اكثر من مائة عام ، ففريق من هذه القيادة – ولا نعمم هنا – على استعداد أن تبيع وطنها وشعبها مقابل بقائها في مركز صناعة القرار والسلطة ، وأكاد أجزم انه لم يمر في تاريخ نضالات الشعوب المعاصرة قيادة كحال يعض من القيادة الفلسطينية التي آثرت الكرسي والمال و… على حساب شعبها وارضه.

بتدقيق اولي في اتفاقية اوسلو سنجد انها فرقت بين الفلسطينيين واستعدت للتنازل عن قضايا جوهرية تخص صلب القضية وجذر الهوية الفلسطينية: الارض -الحدود، المياه ..- ، القدس \الاقصى، اللاجئون  فمجرد قبول هذه المجموعة بترحيل قضايا جوهرية كالتي ذكرت الى الحل النهائي هي تعبر بشكل غير مباشر عن عدم جديتها في حمل المسؤولية واكتفائها بفتات بقائها منعمة بمليارات الاتحاد الاوروبي  والامريكيين. وما يحل اليوم في القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني إنما هو جزء من تداعيات اوسلو ..

المحطات الخمس ..

مرت قضية الشعب الفلسطيني كتداعي مباشر للنكبة في خمسة محطات جوهرية تركت بصماتها على الانسان الفلسطيني .. النكسة أدت الى احتلال ما تبقى من فلسطين التاريخية المصنعة بريطانيا وبذلك تكون الحركة الصهيونية قد أتمت الشوط الاول من تثبيت وجودها على ارض فلسطين باعتبار الجدل القائم بين المؤرخين حول جوهرانية النص البلفوري وتنزيلاته الايديولوجية .. تأسيس المجلس الوطني الفلسطيني مباشرة بعد نكبة 1948 على يد الحاج امين الحسيني، وهو الذي أعلن استقلال دولة فلسطين في الاول من كانون ثاني\ديسمبر من نفس العام وواجه هذا القرار موجة رفض وسخط عربيين بيدّ أنه انبثقت عن هذا المجلس حكومة عموم فلسطين التي ترأسها أحمد حلمي عبد الباقي الذي مثل فلسطين في جامعة الدول العربية، وظل يمثلها إلى أن توفي في حزيران عام 1963…  فقام مجلس الجامعة العربية باختيار أحمد الشقيري في 19/9 1963 خلفا لعبد الباقي، وكلفه لاحقا بالعمل من أجل ” اعادة تنظيم الشعب الفلسطيني وإبراز كيانه الوطني، شعبا موحدا وليس مجرد لاجئين”. وهذا المجلس هو الذي اعلن عن ميلاد منظمة التحرير الفلسطينية عام في الثاني من حزيران لعام 1964.. المحطة الثالثة في فكانت أحداث 1970 بين فصائل يسارية في المنظمة والجيش الاردني والتي انتهت بمذابح ايلول الاسود وبترحيل الفصائل والمنظمة وجيشها من الحدود الاردنية-الاسرائيلية الى لبنان التي شهدت ايضا تداعيات انتهت بحرب اهلية ومذابح تترا بحق المدنيين اللاجئين الفلسطينيين شارك فيها الجيش السوري العربي في عهد الاسد الاب والكتائب ومليشيا امل والاحتلال الاسرائيلي ومن مجازر الابادة والتطهير العرقي والحرق العمد على سبيل المثال لا الحصر مجزرة تل الزعتر، مجزرة الدامون، مجزرة صبرا وشاتيلا .. المحطة الرابعة كانت الانتفاضة الاولى في اواخر عام 1987 والتي انتهت بقيام سلطة اوسلو في رام الله وكان من تداعيات هذه المحطة قيام انتفاضتين في عامي 2000 و2014 في القدس، ومن تداعيات هذه المرحلة الانشقاق الفلسطيني ولعل أهم ما في هذه المحطة ميلاد المقاومة الفلسطينية المسلحة التي فرضت نفسها على الساحات الفلسطينية والعربية والدولية واستحالت في السنوات الاخيرة الى رقم صعب لا يمكن لأي مهتم بالشأن الفلسطيني تجاوز هذه المقاومة .. المحطة الخامسة كانت بإعلان طرامب اعترافه بالقدس بشقيها عاصمة لإسرائيل واعلانه نقل سفارة بلاده الى القدس وافتتاح السفارة في الرابع عشر من ايار\مايو القادم وهذا كما اتضح جز من صفقة القرن الساعي طرامب ومن معه من الاوروبيين والعرب فرضه على الشعب الفلسطيني وقياداته السياسية والمقاومة على حد سواء فالمفاوضات الجارية مع الفلسطينيين هذه اللحظات على أكثر من جبهة وجهة ومكان وزمان تؤكد كم هو منافق هذا العالم بما فيه منظماته الاممية والاسلامية والعربية.

تشكل المحطة الاخيرة ذروة التحولات في القضية الفلسطينية وتؤكد مكانة وجوهرانية هذه المدينة في الصراع كما تؤكد الدور الاساس للمسجد الاقصى المبارك الذي حاولت أطراف فلسطينية إبعاده عن الصراع والزعم الدائم أنه لا يجوز وممنوع حَرفُ النضال الى المربع الديني علما أن الاسرائيلي يستمد وجوده واستمراره على هذه الارض من هذا البعد. كما ان المحطة الاخيرة فضجت فجاجة وقذارة الدور العربي الرسمي وسلبية وارتهانية الدور الاسلامي الرسمي وفشل الدور الفلسطيني الرسمي في قراءاته السياسية وتعاطيه مع هذا الوضع رغم بذله جهودا يشكر عليها للحيلولة دون تطبيق القرار الذي يوازي في خطورته وتداعياته وعد بلفور.

بعض التحديات والراهن الفلسطيني..

الراهن الفلسطيني يعاني من أزمات على كافة الاصعدة الداخلية والخارجية أي داخل فلسطين التاريخية وفي الشتات والمهاجر وفاقم من الراهن الفلسطيني حالات التحلل العربية والاسلامية التي بتنا نشهدها تقريبا يوميا منذ قرابة العقدين وإن رافقت القضية الفلسطينية منذ لحظتها الاولى فقد استعبدت شعوبنا العربية باسم القضية الفلسطينية وسرقت مقدراتها وخيراتها وقُتِلَّّ خيرة ابنائها وبناتها تحت مشجب هذه القضية  ، وفي الاشهر الاخيرة باعت دول كالسعودية القضية الفلسطينية وفي مقدمتها المدينة المقدسة بثمن بخس بل ودفعت  المليارات من اجل الحفاظ على كراسي الولاة والامراء  والملوك ، وفي الصعيد الداخلي الفلسطيني لا يخفى على احد حجم التنافر بين محوري رام الله وغزة ومحور المقاومة والمسالمة البحتة . والذي يدفع ثمن هذه التحولات وهذا الراهن الهش الضعيف هم ابناء الشعب الفلسطيني يدفعونه فقرا وجوعا وحصارا وقتلا وتشريدا واعتقالا ومطاردة لكن اهم في هذ ا الراهن المنحط ان قسما من قيادات الشعب الفلسطيني شريكة شراكة مباشرة في الجرائم النازلة على شعبنا الفلسطيني خاصة في القطاع وهذا بحد ذاته اهم واخطر التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني بكافة مكوناته ومركباته والوان طيفه السياسي والمقاوم.

نتيجة للنكبة الفلسطينية فنحن امام مجموعات من التحديات تزداد وتتضاعف آثارها ولا تتوقف. كانت البدايات الاولى عملية التحرير والعودة الى ارض الوطن وكلما مرت بشعبنا السنين والايام كلما اضحت ضربا من الامنيات  بيدَّ أنَّ القاعدة التي تقول أنه لا يموت حق وراءه مطالب تؤكد ان التحرير وحق العودة واجبان لا يزولان بالتقادم مع انه تدخلت الى جانبهما تحديات أضحت لا تقل اهمية عنهما وفي تصوري يشكل تفكيك الحقل السياسي الفلسطيني وإعادة بنائه من التحديات الكبرى التي تنتظر الفلسطينيون قيادات ومفكرين وفصائل خاصة بعد ان انتهى المطاف بكبرى فصائل المنظمة أي حركة فتح لأن تكون حركة حكم تحت شروط الاحتلال نتج عنه خلق مزيج من المصالح المشتركة والمتداخلة أفضت الى تعقيدات يستحيل فيها الفصل بين تلكم المصالح ولو كانت شخصية ومستقبل العمل النضالي الوطني ممثلا هذه اللحظات بالسلطة الفلسطينية من جهة وبالمقاومة من  جهة أخرى.

اتناول بشكل مقتضب هذه التحديات وأركز على الحقل السياسي بصفته في تصوري الاهم المفضي الى التحرير، مع لتأكيد على اهمية باقي هذه التحديات، خاصة وكما ذكرت انها كانت وليدة تراكمات ميدانية وفكرية ونضالية.

الاحتلال هو اهم هذه التحديات والسلطة الفلسطينية وما آلت أليه من ضعف ووهن لا يُمَكِنُها من القيام بواجب الحفاظ على دماء الشعب الفلسطيني ومنع الاحتلال من الاستفراد بهم افرادا واعتقالهم يوميا حتى ضجت سجون ومعتقلات هذا الطاغية من آهاتهم وأناتهم واعدادهم التي هي في ازدياد ولا تتوقف ، ويعتبر الانقسام الفلسطيني -الفلسطيني من أخطر التحديات بما يحمل من همومه التاريخية في مسيرة الشعب الفلسطيني ومل يحمله من اثار مباشرة على الحياة اليومية للفلسطينيين ادت الى ما نشهده اليوم من صراعات داخلية بل ومشاركة السلطة نفسها في حصار قطاع غزة الذي تعتبره هذه السلطة مسروق من قبل حماس .. ويعتبر تحدي فك الحصار المفروض على أهالي غزة كما ذكرت في متن هذه المقالة من أخطر واهم هذه التحديات

تعتبر صفقة القرن بما فيها وما جلا وخفي منها من التحديات الكبرى التي استحدثت لكنها ليست الاكبر والاكثر اهمية فمسألة وجود اسرائيل مهما بلغت قوتها والتفاف العالم حولها مسألة وقت ما دام الشعب الفلسطيني بكوادره وقواه وفصائله يرى فيها احتلالا لا بدَّ من كنسه ويرفض الاعتراف بهذا الاحتلال ولا بالقدس عاصمة ولا باي حق لهم في المسجد الاقصى ومحيطه الجغرافي والزماني والمكاني والبيئي. وما كان لهذه الصفقة ان تظهر لو كان شعبنا الفلسطيني موحد بحد أدني من المواقف والغايات والرؤى

خلاصات اولية ..

عندما ندقق النظر في صيرورات هذه الانتفاضات وتداخلاتها سنجد ان بريطانيا باستقدامها الحركة الصهيونية الى بلادنا وقفت وراء تعزيز قوة الحركة الصهيونية وهيأت الارضية للمذابح التي ارتكبها الصهاينة من نكبة وتطهير عرقي ومحارق متعمدة ضد الفلسطينيين وهذه الجرائم لا تزول بالتقادم ما يحتم علينا كفلسطينيين في هذه المرحلة التاريخية الحساسة العمل على توثيق هذه المرحلة التاريخية على اكثر من صعيد ولون وجهة: توثيق شفوي، توثيق تاريخي، توثيق مجتمعي، جمع مذكرات واراشيف خاصة والاحتفاظ بها .. ويمكن أن يشكل ياد فشيم مثالا لنا في كيفية حفاظنا على هذه الذكريات والمذكرات والاحداث لأنها ستلعب دورا اساس في الحفاظ على الهوية الفلسطينية.

الشعب الفلسطيني بما مرَّ عليه من تجارب ونكبات، اذ النكبة من حيث ماهيتها لا تزال مستمرة وإن بصور واشكال مختلفة بما فيها الابادة والقتل لا يزال ثابت الجنان يتجاوز العقبة تلو الاخرى وان بدا للوهلة الاولى ان مسألة وجوده السياسي والسيادي صارت مسألة وقت وقاربت أن تنتهي اذ يظن البعض انه سيذوب في شعوب منطقة سايكس بيكو التي تتعرض للهزات والتقسيمات ليتم خلق واقع اقلياتي جديد تحظى هذه الاقليات في راهننا المعاش بدول وكيانات. في ظلال تخلقات سايكس بيكو الاولى ظهرت دولة الاكراد في العراق والعلويون في سوريا، فأين هي؟… وهكذا تظن الصهيونية في ارض فلسطين …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى