يديعوت أحرونوت: إسرائيل تكثّف هجماتها لفرض “وقائع ميدانية” في غزة قبل وصول القوة الدولية

ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن الجيش الإسرائيلي يسابق الزمن لـ”فرض وقائع ميدانية” في قطاع غزة قبل انتشار القوة الدولية المرتقبة، خشية أن تحدّ وجودَها من قدرته على تنفيذ غارات يومية كما يفعل في لبنان.
وبحسب الصحيفة، فقد قررت إسرائيل مؤخرًا تصعيد هجماتها ضد “حزب الله”، متهمةً الجيش والحكومة اللبنانيين بعدم تنفيذ التزامات اتفاق وقف إطلاق النار وعدم نزع سلاح الحزب. ومنذ أكتوبر الماضي، كثّف الجيش الإسرائيلي عملياته في لبنان، وسط تسريبات عن خطط لهجوم جديد، فيما تواصل إسرائيل خرق الاتفاق الموقع مع الحزب في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 بشكل يومي، ما تسبب بسقوط مئات الضحايا.
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل تركز عملياتها شمال نهر الليطاني وفي البقاع وجنوب لبنان، وسط انتقادات دولية لواشنطن لعدم مراقبتها تنفيذ الاتفاق كما يجب. ورغم وقف النار، ما تزال إسرائيل تحتفظ بخمس تلال لبنانية ومناطق أخرى احتلتها منذ الحرب الأخيرة.
وتابعت الصحيفة أن إسرائيل “سعت لتكرار النموذج اللبناني في غزة”، غير أن الوضع هناك أكثر تعقيدًا، خصوصًا في ظل رغبة الإدارة الأميركية في الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، مقابل تردد إسرائيلي مرتبط بعدم تسلّم جثامين ثلاثة أسرى.
ووفق الخطة التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، دخلت المرحلة الأولى من الاتفاق حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي، وشملت تبادلًا للأسرى، إلا أن إسرائيل واصلت خرقه وقصفت مناطق مختلفة في غزة مخلفة مئات القتلى والجرحى.
وأفادت الصحيفة بأن إسرائيل تبنّت سياسة أكثر تشددًا في غزة، بهدف إيصال رسالة لحركة حماس بأنها لن تسمح لها بإعادة بناء قوتها. وتشمل المرحلة الثانية من الاتفاق إجراءات من المتوقع أن تلتزم بها إسرائيل، مثل فتح معبر رفح، توسيع المساعدات الإنسانية، والسماح بحركة السكان، إلى جانب إعادة التموضع العسكري بمجرد تسلّم جهة جديدة إدارة القطاع.
وترى الصحيفة أن الضغوط على إسرائيل ستتزايد مع بدء تشكيل القوة الدولية بعد موافقة مجلس الأمن على إنشائها، وأن انتشار هذه القوة سيجعل من الصعب على إسرائيل الرد بحرية على أي خروقات، إلى جانب مخاوف تل أبيب من استهداف عناصر القوة الأجنبية بالخطأ.
وفي ظل هذه التطورات، عاود الجيش الإسرائيلي — فجر السبت — تنفيذ غارات مكثفة على أربع مدن في قطاع غزة، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 22 فلسطينيًا، بينهم أطفال ونساء، وفق الدفاع المدني.
ويأتي ذلك رغم أن اتفاق وقف إطلاق النار كان من المفترض أن يضع حدًا للحرب التي تشنّها إسرائيل على غزة منذ أكتوبر 2023، والتي أدت إلى استشهاد أكثر من 69 ألف فلسطيني وإصابة 170 ألف آخرين.
وتؤكد الفصائل الفلسطينية تمسكها بسلاحها باعتباره أداة مقاومة ضد الاحتلال، فيما تواصل إسرائيل احتلال أراضٍ فلسطينية وسورية ولبنانية وترفض إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967.



