أخبار رئيسيةالضفة وغزةومضات

نيران الحرب الإسرائيلية تحرق أحلام طلبة الثانوية العامة بغزة

يشعر الطالب الفلسطيني دياب جنيد، بخيبة أمل جراء عدم الالتحاق باختبارات الثانوية العامة، بفعل استمرار الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

ويعيش جنيد من سكان شمال قطاع غزة، آثارًا نفسية صعبة، منذ بدء الحرب الإسرائيلية وتعليق العملية التعليمية، خاصة أنه كان يحلم بإنجاز المرحلة الثانوية بتميز والحصول على معدل عالٍ يؤهله للالتحاق بكلية الهندسة.

ومع انطلاق شرارة الحرب المدمرة، علقت وزارة التربية والتعليم الدراسة في مدارس وجامعات قطاع غزة، حفاظاً على حياة الطلبة، في ظل القصف الإسرائيلي العنيف.

**أحلام مدمرة
ويقول جنيد الحاصل على معدل 97 بالمائة في الصف الحادي عشر الفرع العلمي: “كان لديّ الكثير من الأمل والطموحات في الالتحاق بكلية الهندسة بعد اجتياز اختبارات الثانوية التي تنعقد في يونيو/ حزيران المقبل، ولكن بسبب الحرب، انهدمت أحلامنا وطموحاتنا، وما نتمناه الآن هو انتهاء الحرب”.

وكان جنيد يواظب على الدراسة يوميًا في بداية الحرب، باستثناء الأوقات التي كانت تشهد قصفًا عنيفًا تمنعه من مواصلة الدراسة.

ويضيف: “كنا قبل الحرب ندرس في البيت بأمان وهدوء، لكن الحرب قلبت الأمور رأساً على عقب، ولم نعد ندرس بشكل جيد”.

ولم يتمكن الطالب من الاحتفاظ بالكتب المدرسية ودفاتره التعليمية بسبب قصف الجيش الإسرائيلي لمنزل العائلة شمال قطاع غزة، وحالة النزوح المستمرة.

ويتابع القول: “نحن نعيش في خيمة تفتقر لأبسط مقومات الحياة في مدينة دير البلح وسط القطاع، تحت وطأة الحر الشديد، ونحصل على المياه والطعام بصعوبة، وبدلاً من أن أدرس، أصبحت أجمع الحطب لطهي الطعام”.

ويتمنى جنيد أن تنتهي الحرب الإسرائيلية ويعم السلام في قطاع غزة.

من جانبها، تقول الفلسطينية نادية جنيد والدة الطالب دياب، إن وضع طلاب الثانوية العامة “صعب جدًا، فبعد أن كانوا مؤهلين لدخول الاختبارات جاءت الحرب وحرمتهم التقدم لها خلال هذا العام مثل باقي طلاب فلسطين”.

وتابعت جنيد إنّ ذلك “أثر سلباً على نفسية الطلاب بسبب عدم إمكانية تقديم الاختبارات التي كانوا ينتظرونها لتحقيق النجاح والدخول إلى مرحلة الجامعة”.

وتصف شعور أهالي الطلاب بـ”الحزين جداً” لعدم تمكن أبنائهم من التحاق بالثانوية العامة، وتضيف: “لقد كانت لدينا آمال وطموحات لمستقبل أبنائنا، ولكن الحرب دمرت كل شيء”.

وتُعد الثانوية العامة مرحلة مفصلية في حياة الطالب وبناء عليها يتم تحديد مستقبله الجامعي وتخصصه، لذلك يهتم بها الأهالي والطلاب بشكل كبير جدًا ويتجهزون لها جيدًا.

**أجواء غير مناسبة
أما الطالبة الفلسطينية نجوى الزن من مخيم جباليا شمال قطاع غزة، فلديها أمل كبير في انتهاء الحرب على غزة واستكمال دراستها في الثانوية العامة.

وتقول الطالبة الزن: “أدرس بجدية رغم الحرب لأحقق معدلا جيدا وأدخل كلية الطب، حلمي أن أنهي الثانوية العامة، وبالرغم من الصعوبات، سنواصل الدراسة ونحمل أملًا دائمًا”.

وتضيف: “الجو الدراسي في البيت أفضل من الخيمة التي نمكث فيها حاليا فالهدوء والاستقرار يوفران لنا راحة نفسية أكبر، بينما في الخيمة نعاني من الحر الشديد والضوضاء وضيق المساحة ونقص أبسط مقومات الحياة”.

واضطرت الزن لحمل كتبها المدرسة والنزوح من شمال غزة إلى مدينة رفح (جنوب) ثم العودة إلى مناطق وسط القطاع، ومازالت تحمل الأمل بانتهاء الحرب والعودة للدراسة مجددا والتقدم لاختبارات الثانوية العامة.

**أضرار الحرب
ودمرت الحرب الإسرائيلية 103 مدارس وجامعات بشكل كلي، و309 مدارس وجامعات بشكل جزئي، وقتل أكثر من 10 آلاف طالب وطالبة، وفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

وبحسب وزارة التربية والتعليم العالي، فإن عدد المسجلين لامتحان الثانوية العامة من طلبة قطاع غزة بلغ 1119 طالباً فقط (من أصل نحو 40 ألف طالب ثانوية بغزة).

وأكدت الوزارة في وقت سابق، التزامها بعقد دورة خاصة لطلبة الثانوية العامة الموجودين في القطاع عند انتهاء الحرب الإسرائيلية واستكمال المادة التعليمية المقررة.

وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة أكثر من 116 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قرارا من مجلس الأمن يطالبها بوقف القتال فورا، وأوامر من محكمة العدل تطالبها بوقف هجومها على رفح، واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية”، و”تحسين الوضع الإنساني” بغزة.​

المصدر: الأناصول

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى