أخبار رئيسيةتقارير ومقابلاتمحليات

ناقشت ” الحكمة التّشريعية من الأحكام الفقهية المتعلّقة بالمرأة”.. ليلى مواسي من المشهد تنال الدكتوراه من كلّية الدّراسات الإسلاميّة في إسطنبول

• أُهدي نجاحي هذا إلى دعوتي التي أرضعتني لبان الولاء للإسلام والعمل لأجله

طه اغبارية

حصلت الداعية ليلى مواسي من قرية المشهد على درجة الدكتوراه من كلية الدّعوة الجامعية للدراسات الإسلامية في إسطنبول (تركيا)، وناقشت مواسي اطروحتها لنيل اللقب الثالث مؤخرًا، وكانت بعنوان: “الحكمة التّشريعية من الأحكام الفقهية المتعلّقة بالمرأة في باب الأحوال الشّخصية”.

والسيدة مواسي من مواليد قرية الفريديس ومتزوجة في قرية المشهد من الشيخ أحمد المشهداوي، ولهما خمسة أبناء، وهم يقيمون -مؤقتا- في مدينة إسطنبول بتركيا.

للوقوف على هذا التحصيل العلمي المرموق للسيدة ليلى مواسي، كان لموقع “موطني 48” هذا اللقاء الخاص معها:

موطني 48: مسيرتك العلمية وصولا إلى حصولك على اللقب الثالث؟

مواسي: “نشأتُ في حضن الدعوة الإسلامية المباركة منذ طفولتي واستفدت من رعايتها العلمية والتربوية والدعوية. حصلت على شهادة البكالوريوس من كلية الدعوة والعلوم الإسلامية في أم الفحم، ثمّ انتقلت لدراسة علم النفس بتوصيّة من شيخي الشيخ عبد الرحيم خليل، في جامعة حيفا ولم أكمل اللقب نظرا لتعلّقي بدراسة العلوم الشرعية، فاستأذنته بالتوقّف والالتحاق بجامعة الخليل لدراسة الماجستير، بتخصص أصول الفقه والقضاء، وتخرجت من الجامعة بعد مناقشة أطروحتي التي كانت بعنوان “الثوابت والمتغيرات في الأحكام الفقهية المتعلقة بالمرأة في باب الأحوال الشخصيّة”. ثمّ أكملت مسيرتي التعليمية في مرحلة الدكتوراة في كلّية الدّعوة الجامعيّة للدّراسات الإسلاميّة -فرع إسطنبول- وناقشت أطروحتي في التاسع من رجب 1445هـ الموافق لـ 21/1/2024، والتي حملت عنوان: “الحكمة التّشريعية من الأحكام الفقهية المتعلّقة بالمرأة في باب الأحوال الشّخصية”. وقد أشرف على الأطروحة فضيلة الأستاذ الدكتور مشهور فواز رئيس المجلس الإسلامي للإفتاء في الداخل الإسلامي، والذي تشرفت بالانتساب إلى عضويته منذ انطلاقته. واغتنم منبركم الموقّر لأعبّر عن امتناني الكبير لفضيلة الشيخ مشهور، حيث كانت فترة الكتابة بمثابة دورة تدريبية ذات أبعاد تربوية وعلمية، واستفدت من ثقل الشيخ وباعه الفقهي في اكتساب مهارة التعامل مع أمهات الكتب الفقهية والأصولية القديمة التي تحتاج الى مراس وتجربة وخبرة، وقد كان الشيخ -حفظه الله- متاحا في الليل والنهار يجود بجهده ووقته وخبرته محتسبا الأجر عند الله ودون أيّ مقبل ماديّ يُذكَر”.

موطني 48 : أهمية البحث ودافع الكتابة فيه؟

مواسي: “أوقع عصر الحداثة اشتباكات عنيفة مع موجات التّمرّد على الأحكام الفقهيّة والنّظر إليها نظرة عقليّة مجردة، بل وصارت تُقذَف أمام ناظري المرأة المسلمة شبهات كثيرة حول الأحكام الشرعيّة، ما جعل التعامل مع الأحكام الشّرعيّة جامدًا وجافًا، فجاء حديثي عن الحِكَم والمقاصد لأحكام المرأة كمدعاة لتعزيز اليقين وبثّ الطّمأنينة في قلب المرأة المسلمة تُجاه الأحكام الثّابتة شرعًا ممّا يجعلها أقلّ عرضة للاستجابة للأصوات الّتي تدعوها للتّحرّر من التّكاليف الشّرعيّة والتّمرّد عليها. وهو أيضا محاولة جادّة لإنعاش الجانب الرّوحيّ والتّربويّ والتزكويّ عند المرأة، فالوقوف على حكم التشريع يجعل أفق المرأة المسلمة غير منحصر بالتّفكير بالجانب الماديّ الصّرف، والنّظرة المصلحيّة المتخلّية عن روح التّشريع وأسراره، والمتجرّدة من العاطفة الإيمانيّة والمعاني الوجدانيّة التي لأجلها امتُحِنت المرأة بالتّكاليف وطولبت بالأحكام”.

المدينة: الوقت الذي استغرق في الدراسة وإعداد الاطروحة؟

مواسي: “الحقيقة لو أردت احتساب المدة منذ سنة التسجيل والدراسة لعددت 8 سنوات، تخللتها سنوات انقطاع فعودة، لكن المدة الفعلية الحقيقية لكتابة الأطروحة لم تتجاوز السنة الواحدة، ولعلّي أشير هنا إلى أن عامل الزمن والسرعة في الإنجاز- وإن كان مهما- إلا أن الأهمّ منه هو فقه الموازنة والاعتبارات الحاكمة للزمن عند المرأة التي اختارت السير في طريق الدعوة الى الله، فتملي عليها هذه الموازنة بين دورها الدعوي والأسري من جهة، وبين واجبها العلمي والدراسي أن ترضى بالخطى غير المتسارعة.. لأن فكرة الحصول على الشهادات العليا لا تكون أبدا عند أبناء الدعوة إنجازا ذاتيا شخصيا، بل هي في اعتباراتهم تكون هدفا يصبّ في مصبّ الارتقاء بمستوى الشخصية المعنوية العامة لوجه الدعوة الاسلامية وعصبها العلمي”.

موطني 48: كيف تعاطت العائلة والزوج مع دراستك للقب الثالث؟

مواسي: “حظيتُ -بفضل الله- بزوج داعم لأبعد الحدود، اعتبر مسيرتي العلمية والدعوية مشروعه الأول ولم أجد منه تذمرا ولا تململا، بل كان سخيّا بماله ووقته يوصلني إلى الدروس والمحاضرات ويشتري لي الكتب ويصحبني للمكتبات والمعارض، وهذا نابع من كونه أيضا ابن الدعوة الإسلامية، وهو بالأساس صاحبي في المسيرة العلمية فهو أيضا تخرج من كلية الدعوة ثم من جامعة الخليل والآن هو في خطواته الأخيرة لإتمام مرحلة الدكتوراة. عائلتي محبة للعلم والمعرفة، أمي كانت الحاضنة والمربية لأولادي ولم تدّخر وسيلة لتذليل العقبات أمامي في مرحلة الماجستير خصوصا، وأبي رجل لا همّ لديه إلا دفع أولاده في سبل العلوم والمعرفة يبكي إذا عرف أن أحدنا أخفق في مهمة علمية ويقفز فرحا لنجاحنا وتقدمنا.. وعائلتي الثانية (أهل زوجي) أيضا عائلة داعمة محبة للعلم والدعوة وتقدّر هذا الإنجاز وتثمنه وعلى رأسهم حماتي -حفظها الله- التي كانت لي دوما “أمّ ثانية” أرى فرحها في عينيها في كل انجاز ونجاح لي”.

موطني 48: لمن تهدين هذا الإنجاز؟
مواسي: “سأستخدم مصطلح “الاهداء” تجوّزا فمن أقول إنّي أهديهم هذه الثمرة هم أصل النخلِ ونحن كالبقلِ أسفله.. أُهدي نجاحي هذا إلى دعوتي التي أرضعتني لبان الولاء للإسلام والعمل لأجله، وشيختي فاطمة أبو الهيجاء- رحمها الله- التي وضعت قدمي على أول الطريق، إلى كلية الدعوة والعلوم الإسلامية، المهد الذي لقننا العلم الشرعي على نغم وتر عذب مطرب، إلى شيخي ومربيّ الأوّل الذي ألقمني العلم الشرعيّ لقما سائغة يسهل هضمها وذلل لي أرض التلقي للمعرفة لتصبح مستساغة سهلة؛ عبد الرحيم خليل وإلى كل من له فضل في تشكيل شخصيتي العلمية والدعوية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى