أخبار رئيسيةأخبار عاجلةالضفة وغزةومضات

عانت إهمالًا طبيًّا وعزلًا انفراديًّا.. شمعة منزل عائلة مطر تنطفئ باستشهاد الأسيرة سعدية

عمَّت الصدمة بيت عائلة مطر في إثر تلقيهم نبأ استشهاد والدتهم الأسيرة سعدية فرج الله “مطر” عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في حين لم تتواصل معهم إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي أبدًا، ولم تخبرهم عن ظروف استشهادها.

تقول زوجة ابنها نداء مطر: “حلَّ الخبر كالصاعقة على العائلة بعد أنْ فوجئت بانتشار خبر استشهاد حماتي عبر الإنترنت، لقد كانت تتوسل إلينا أنْ نُخرجها من سجن الاحتلال إذ تعاني ظروف اعتقال صعبة للغاية”.

وأضافت في حديث معها، أن والدة زوجها “68 عامًا” مصابة بمرضي ضغط الدم المرتفع والسكري وكانت حالتها النفسية في الآونة الأخيرة صعبة للغاية، “لم تستطِع التأقلم مع ظروف السجن منذ اعتقلتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في ديسمبر من العام الماضي”.

وحتى استشهادها لم تكن المحاكم الإسرائيلية قد أقرت الحكم النهائي بحق الشهيدة الأسيرة سعدية، إذ حكمت عليها مبدئيًّا بالسجن 5 سنوات ودفع تعويض قدره 15 ألف شيقل للجندي الذي اتُهمت بضربه.

ولم يكتفِ الاحتلال بالإهمال الطبي للمسنة فرج الله، بل عمد إلى عزلها انفراديًّا منذ شهرين، ما عقد ظروف اعتقالها وجعل صحتها في تدهور.

وتشير مطر إلى أن بنات الأسيرة دخلن في حالة من الانهيار العصبي بعد الخبر الصادم باستشهاد والدتهن، “كنا نسارع الخطى للمحاولة لاستصدار إفراج إنساني عنها من سلطات الاحتلال لكنهم قتلوها”.

وفي حديث صحفي سابق، بيّنت ابنتها حياة مطر “24 عامًا” أن الأجواء في منزل العائلة انقلبت “رأسًا على عقب” منذ اعتقال الأم المسنة، “فلم يعد للبيت معنى دونها، كنا وحدنا معًا بعد أن تزوج أشقائي وشقيقاتي وتفرقوا في بيوت مختلفة، كانت شمعة المنزل تجمعنا بوجودها”.

ومنذ أسر والدتها افتقدت مطر للأجواء الأسرية الدافئة، فقد أغلقت المنزل وانتقلت للعيش في بيت شقيقٍ لها، “لم نعد نجتمع نحن الثمانية كما كنا نفعل في وجودها، لا أستطيع أن أحبس دموعي كلما تذكرتُ موقفًا جمعني بها”.

اعتداء وعزل

وكان شقيق الشهيدة قد أكد في تصريحات صحفية أن الشهيدة فرج الله كانت تعيش ظروفًا صعبة داخل العزل الانفرادي، مبينًا أنها اعتقلت إثر تصديها لمستوطن حاول الاعتداء عليها خلال زيارتها لابنتها التي تقطن قرب المسجد الإبراهيمي في الخليل.

وأشار إلى أن الشهيدة سعدية قد تعرَّضت خلال عملية اعتقالها لاعتداء همجي بالضرب المبرح ما فاقم وضعها الصحي، وحرمها من الزيارات مرارًا بزعم “المنع الأمني” ومارس بحقها الإهمال الطبي المتعمد، ما فاقم من وضعها الصحي.

وطالب بالتحقيق في جريمة الاحتلال التي ارتُكبت بحق شقيقته، داعيًا المؤسسات التي تعنى بحقوق الإنسان للكف عن صمتها تجاه الممارسات اللاإنسانية التي مُورست وتمارس بحق الأسرى والأسيرات داخل سجوم الاحتلال.

وفي حين طالب بوقف اعتقال الاحتلال للنساء والإفراج عنهن فوريًّا وإنهاء معاناتهن في سجن الدامون، دعا أبناء شعبنا الفلسطيني في كل أماكن وجوده بالانتفاض والثورة نصرة للأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال.

وكانت إدارة السجون الاسرائيلية قد أعلنت استشهاد الأسيرة سعدية مطر (68 عامًا) من الخليل في سجن الدامون. وتحتجز سلطات الاحتلال 28 أسيرة في سجن الدامون، الذي صنفته مؤسسات حقوقية بأنه لا “يصلح للحياة”، وباستشهاد الأسيرة مطر يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 229 شهيدًا، لا يزال الاحتلال يحتجز جثامين ثمانية منهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى